مؤكدا أن هذا الموقف التاريخي لن يتغير مهما كانت الأحوال
ولد خليفة يجدّد دعم الجزائر لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير
- 925
وأوضح ولد خليفة، في تدخل له خلال أشغال يوم تقييمي لنشاط الوفد البرلماني النسوي بمخيمات اللاجئين الصحراويين بمناسبة 08 مارس 2014، نظمته أمس، مجموعة الصداقة الجزائر ـ الصحراء الغربية بالمجلس الشعبي الوطني، أن الجزائر تنظر إلى القضية الصحراوية على أساس أنّها قضيّة تهمّ الضمير العالمي والأممي، باعتبار أن الصحراء الغربية تبقى آخر مستعمرة في إفريقيا لابد أن تنال حريتها واستقلالها وفق ما أقرّته لوائح الأمم المتحدة. مذكّرا بأن الوقوف إلى جانب هذه القضية لا يعد تصفية حسابات مع المملكة المغربية كما تروّج له بعض الأصوات. حيث أن النزاع محصور بين الشعب الصحراوي والقيادة المغربية.
وأضاف المتحدث في السياق، أن الشعب الجزائري لطالما كان سندا معنويا وماديا قويا لنظيره الصحراوي، في إطار كفاحه المشروع من أجل نيل الحرية والانعتاق من ويلات الاحتلال المغربي، مثمّنا بالمناسبة نضال كافة الصحراويين السلمي والنظيف رجالا ونساء وأطفالا من أجل تحقيق استفتاء تقرير المصير، وإنهاء الهيمنة المغربية على أراضي الصحراء الغربية المحتلة. لكون تضحيات الصحراويين نابعة من تضحيات شهداء أول نوفمبر في سبيل استرجاع السيادة الوطنية.
وقال: "إن هذا الموقف التاريخي تجاه القضية الصحراوية لن يتغيّر مهما كانت الأحوال والعراقيل التي تواجه المساعي الأممية في سبيل تسوية نهائية لهذا الملف الشائك والمعقّد". كما تابع "إن القضية الصحراوية هي نفسها قضية الشعب الجزائري الذي يرى أن حق الصحراويين في الاستقلال حق لا يمكن التنازل عنه".
ودعا رئيس المجلس الشعبي الوطني من جهة أخرى، النظام المغربي إلى إبداء النوايا الحسنة في التعاطي مع الملف الصحراوي، بشكل يسّهل عملية تنظيم استفتاء تقرير المصير وإنهاء احتلال الصحراء الغربية الذي قارب الـ40 سنة. مجدّدا تذكيره بعدم وجود أي صراع أو خلاف مهما كان نوعه بين الجزائر والمغرب بسبب قضية الصحراء الغربية، كما يسعى البعض لافتعاله - يقول ولد خليفة - الذي حثّ المسؤولين في المغرب على أن يحتكموا لجادة الصواب، وأن يبادروا بتسوية هذا النزاع مع الأطراف المعنية في أقرب وقت.
كما وصف سياسة الإدماج التي ينتهجها المغرب بالخطيرة جدا في نظر القانون الدولي وفي العلاقات الدولية بصفة عامة.
واعتبر أيضا أن سياسة الأمر الواقع التي يريد أن يفرضها المغرب سواء كان عن طريق الإدماج أو التقسيم لن يكون لها أي نجاح، ولن تقبل لا في الرأي العام العالمي ولا داخل المنطقة شمال إفريقيا والجهة المغاربية ككل" .
وأضاف أن "الجزائر على يقين بأن الشعب الصحراوي سينتصر لأن قضيته عادلة"، مؤكدا أن "الدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه الجزائر بدون تردد نابع من الواجبات التي تفرضها الأخوة والجوار".
وبدورها، حيّت رئيسة المجموعة البرلمانية للصداقة والأخوة الجزائر ـ الصحراء الغربية سعيدة ابراهيم بوناب، نضال النساء الصحراويات في سبيل الحرية، معتبرة الزيارة التي قام بها الوفد البرلماني النسوي إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، ناجحة ومثمرة لكونها سمحت بتقاسم معاناة وآلام المرأة الصحراوية المناضلة والمجاهدة مع يوميات اللجوء، إلى جانب الوقوف بجنب النساء اللواتي يعانين مختلف أشكال التعذيب بالأقاليم المحتلة والسجون المغربية.
وثمّنت بوناب، جهود الصحافيين الذين لم يتخلّوا عن مبدأ التعريف بالقضية الصحراوية ودعمها على المستوى المحلي والدولي، إلى جانب مساهمتهم الايجابية في إنجاح مختلف النشاطات المبرمجة من قبل المجلس الشعبي الوطني، ومجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية - الصحراوية بمخيمات اللاجئين بتندوف، معتبرة أن الإعلام يبقى عنصرا فاعلا في خدمة القضايا العادلة والمرافعة عنها في مختلف المنابر والمحافل.
من جهته، جدّد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، السيد السعيد العياشي، دعم حق الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره والعيش بحرية فوق أرضه الصحراء الغربية، وفق ما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة، داعيا قيادة جبهة البوليزاريو وكافة الصحراويين إلى الصمود ومواصلة الكفاح السلمي إلى غاية تحقيق النصر المنشود.
ودعا العياشي في هذا الإطار، إلى تكثيف مثل هذه النشاطات التضامنية مع الشعب الصحراوي باعتبارها تهدف إلى تعزيز علاقات الصداقة لاسيما بين البرلمان الجزائري والصحراوي.
وللإشارة، تم عرض شريط وثائقي لزيارة الوفد البرلماني النسوي لمخيمات اللاجئين بتندوف في مارس 2014، فيما أشرفت المجموعة البرلمانية للأخوة والصداقة الجزائر ـ الصحراء الغربية على تكريم الطاقم الصحفي الذي قام بالتغطية الإعلامية لفعاليات هذه الزيارة التي دامت ثلاثة أيام، حيث قدّمت لهم شهادات تقدير وعرفان نظير مساهماتهم الاعلامية في الدفاع عن القضية الصحراوية.