قصد التكفل الجيد بأطفال مرضى "الدسلكسيا" بوهران

جمعية "أرض الإرادة" تستحدث مركزا جديدا

جمعية "أرض الإرادة"   تستحدث مركزا جديدا
  • 689
خ.نافع خ.نافع

نقلت المختصة النفسانية، مخطارية حدوا، التجربة البريطانية الخاصة بتعليم الأطفال المتمدرسين الذين يجدون صعوبة في القراءة والكتابة أو كما يطلق عليها طبيا "الدسلكسيا" لتطبيقها على مستوى المركز الجديد التابع لجمعية "أرض الإرادة" بوهران، بداية من الدخول الاجتماعي المقبل.

حيث تعمل الجمعية حاليا على تكوين 07 مؤطرين من المختصين النفسانيين الذين سيشرفون على علاج الأطفال المتعسرين في القراءة والبالغين سن السادسة، بعد إخضاعهم لامتحان للتأكد من عدم قدرتهم على استيعاب الحروف أوبعضها.

وسيتم التكفل بهذه الفئة من الأطفال ـ حسب المختصة ـ من خلال تلقينهم بعض البرامج التعليمية المعتمدة في بريطانيا مترجمة للعربية منها برنامج "حروفي الأولى" للمختصة النفسانية اللبنانية كاتيا حروز، وهي عبارة عن حروف يكونها الطفل ويركبها.

وتعرف المختصة النفسانية أعراض مرض فشل الطفل في القراءة وتطبيقاتها بالرغم من التحصيل العلمي الجيد، وعدم القدرة على تتبع الكلمات أثناء القراءة، إذ تسقط منه كلمة أو سطر، وقد يقرأ السطر مرتين، ما يؤدي إلى عدم فهم ما قرأ، كذلك بطء وخطأ أثناء النقل من السبورة دون وجود عيوب في البصر، يكتب حروفا مقلوبة تقرأ صحيحة في المرآة، قد يختلط عليه الأمر في اليمين والشمال أو تحت أو فوق أو قبل وبعد، أوتحديد الاتجاهات والجهات، حيث يستخدم طفل "الدسلكسيا" دماغه خمسة أضعاف الطفل العادي لقراءة الكلمة نفسها.

كما يجد الطفل المصاب بعصر القراءة والكتابة صعوبة في تنفيذ الأشياء بالترتيب؛ كالعد أوالعد العكسي أوتتابع الحروف الهجائية، وصعوبة في تعلم قراءة الحروف والكلمات، وفي استعادة أشكال الحروف أثناء الكتابة والإملاء والتبديل في أماكن الحروف في الكلمة، أو كتابة الأرقام معكوسة والصعوبة المتكررة في التعرف على أشكال الحروف المتشابهة (مثل: س، ش، ح، ج، خ.. إلخ) كذلك صعوبة في التعرف على الكلمات مجتمعة وعكس بعض الكلمات أحياناً "لعب، يقرؤها: علب.." وعدم القدرة على الكتابة فى السطر (دائماً يكتب في الهامش)، عدم المهارة في الحركة مثل لعب الكرة والرياضة الجماعية، صعوبة معرفة الوقت وتنظيمه واتباع التعليمات المتعددة.

كما يبدو الطفل أحياناً غير قادر على التركيز أثناء الدرس أو عمل الفرض، وقد يبدو في حالة نشاط غير عادي، وقد يكون هادئاً للغاية أو مزعجاً للغاية، الشعور بالصداع أو الدوار أو ألم في البطن، ولاسيما أثناء القراءة، صعوبة في حفظ جدول الضرب وفي تذكر المتواليات المعروفة مثل أيام الأسبوع أوشهور السنة، قلة الاهتمام بالنشاطات المتعلقة بالقراءة والكتابة والإملاء والتهجئة.

وتضيف السيدة مخطارية قائلة: "عادة ما تظهر هذه الأعراض قبل سن المدرسة على صور متنوعة، منها تأخر في النطق، صعوبة في تنفيذ بعض الأعمال، وفي التآزر السمعي أو البصري الحركي، كالفشل مثلاً في ربط شريط الحذاء الرياضي، استخدام بعض الأدوات وصعوبة التركيز والوقوع في أخطاء إملائية أوحسابية غريبة، ونسيان بعض الحروف والخلط بينها أو وضعها في غير مكانها بصورة متكررة، وتخبط في تلقي المعلومات الشفهية وضعف في المثابرة على تحقيق الهدف وقلة الثقة بالنفس.

لذلك تنصح المختصة النفسانية بضرورة تكثيف حملات الكشف المبكر من أجل ضمان التكفل الجيد بالتلاميذ الذين يعانون من مشاكل التمدرس بسبب النطق، باعتبارها أحد أهم أسباب الفشل الدراسي لدى هؤلاء، حيث تسجل ولاية وهران 890 متمدرسا من بينهم 105 حالات العسر في القراءة "الدسلكسيا"، حسبما أكده مدير مصلحة الوقاية بمديرية الصحة الدكتور بوخاري يوسف. ويتم التكفل بهم على مستوى ثلاثة مراكز للمجموعة الطبية النفسية المتواجدة بالعيادات المتعددة الخدمات بكل من حي "العقيد لطفي" و"سيدي معروف" و"بواجهة البحر" التي تعاني من نقص في عدد المؤطرين الأخصائيين، وهو ما يصعب من عملية التكفل الجيد بهذه الفئة وفق ذات المصدر.