يلجأ إليه بعض فلاحي بومرداس للتعجيل بجني المنتوج
رشّ الكروم بأدوية خطيرة
- 1216
دق عشرات الفلاحين على مستوى بلديات بومرداس، ناقوس الخطر بسبب وجود أدوية خطيرة يستعملها بعض الفلاحين للتعجيل باحمرار منتوج عنب المائدة، وبالتالي جنيه وتوجيهه إلى سوق الجملة أو الأسواق اليومية، معرضين بذلك المستهلكين إلى أخطار كبيرة.
أفادت مصادر مطلعة من وسط فلاحي ومنتجي الكروم بمختلف أنواعها، وجود أنواع مختلفة من الأدوية لدى الفلاحين تستخدم في رش محاصيل الكروم بغية التعجيل بنضجها، لاسيما بالنسبة لعنب المادة ذي اللون الأحمر، هذا الأخير الذي يتطلب وقتا أطول حتى يكون جاهزا للاستهلاك، وكذلك الشأن بالنسبة إلى وقت معالجته عن طريق المبيدات، حيث تطول مدة معالجته أزيد من 20 يوما، غير أن العديد من الفلاحين باتوا يستخدمون أدوية خطيرة يحصلون عليها بطرقهم الخاصة، معرضين بذلك حياة المستهلكين إلى عدة أمراض قد تصل إلى الموت. وتابعت مصادر، أن أكبر المتجاوزين هم تجار يقومون بشراء مساحات مزروعة بالكروم وعنب المائدة في طريقه إلى النضوج، حيث يقومون برش محاصيل الكروم بمبيدات خطيرة جدا لإنقاذ المحاصيل من التلف بسبب وجود عدة أمراض فتاكة قد تأتي على كامل المنتوج، وكذا التعجيل بنضج عنب المائدة، لاسيما بالنسبة إلى العنب الأحمر، حيث أكدت مصادر مطلعةلـ«المساء" أن المتعارف عليه أنه يمنع منعا باتا تسويق منتوج عنب المائدة في الأسواق في فترة محددة يعرّض فيها المنتوج للرش بالمبيدات الكيماوية، غير أن عددا من تجار عنب المائدة باتوا يقومون برشه بمبيدات خطيرة وبعد يوم على الأقل، يتم جني المحصول ويوجه إلى المستهلكين على مستوى الأسواق، وهو الأمر الذي بات يشكل خطرا كبيرا أمام ضعف الرقابة التي باتت مسلّطة بشكل أكثر على أسواق الجملة.
وتابع محدثونا، أن بعض الأدوية الخطيرة المستعملة يرش بها منتوج عنب المائدة ذو اللون الأحمر حتى يصبح لونه أحمر داكنا، ويكون المنتوج جاهزا للتسويق في ظرف وجيز، بعض الفلاحين أكدوا لنا أن الوقت المخصص لعلاج عنب "الصابان" يدوم قرابة أسبوع فقط، وبعد مرور الأسبوع يمكن لصاحب الحقل جني المنتوج وتوجيهه إلى السوق، في حين أن بعض الأنواع من العنب الموجهة للإستهلاك مثل نوع "كاردينال" تتطلب فترة علاجه أزيد من شهر كامل، ولا يمكن لصحاب الحقل جني المنتوج وبيعه إلا بعد مرور المدة المحددة، حتى لا يشكل تسويقه خطرا على المستهلكين.
وأشار محدثونا، من الفلاحين إلى وجود رقابة مشددة في تسويق المنتوج على مستوى أسواق الجملة، وهو شأنه شأن سوق الجملة المتخصص في بيع عنب المائدة على مستوى سوق "شلغوم العيد" بولاية ميلة، حيث يتم تشديد الرقابة، وفي حال وجود أثار للمبيدات على مستوى عنب المائدة، يتم رش كل المنتوج ببعض مواد التنظيف الذي يفسد المنتوج عن آخره لمنع تسويقه
وفي سياق ذي صلة، أكد رئيس الغرفة الفلاحية ببومرداس، صادق ديشو، في اتصال مع "المساء" وجود أدوية خطيرة يستعملها بعض الفلاحين لتعجيل جني منتوج العنب، حيث تقوم الأدوية بتحويل الغشاء الخارجي لعنب المائدة إلى اللون الأحمر، غير أن الجزء الداخلي للعنب يبقى غير ناضج، وطعمه "حامض"، مشيرا في معرض حديثه إلى أن إمكانية استعمال بعض الأدوية في بداية موسم جني عنب المائدة من قبل بعض الفلاحين، وليس في الفترة الحالية التي تتوفر فيها الحرارة الموسمية التي بإمكانها المساهمة في نضج العنب بشكل عادي دون اللجوء إلى بعض الأدوية الخطيرة.