باحثات اختبرن فعاليتها مخبريا في انتظار التصنيع

زيت القلي والطحالب.. وقود المستقبل

زيت القلي والطحالب.. وقود المستقبل
  • 760
 حنان/ح حنان/ح

تعمل باحثات من وحدة تطوير التجهيزات الشمسية ببواسماعيل على تطوير أنواع جديدة من البنزين الحيوي، باستخدام مواد مختلفة، يمكن أن تكون بديلا للبنزين العادي المنتج من المحروقات. وبينت التجارب التي أجريت على مستوى المخبر نجاح هذه المواد البديلة التي يمكن أن تشكل مصدرا لصناعة رائدة في وقت يشهد استهلاك الطاقة ارتفاعا كبيرا.

ومكن لقاؤنا بهؤلاء الباحثات وهن يعرضن مشاريعهن المميزة، من اكتشاف الثروات الكبيرة التي يمكن للجزائر توظيفها اقتصاديا لتنويع مصادر الطاقة، في وقت تشدد فيه الحكومة على أهمية تنويع الاقتصاد وترشيد استهلاك الطاقة وكذا تطوير الطاقات المتجددة لتلبية الطلب المحلي المتزايد والتصدير للخارج.

الباحثات اللواتي في جعبتهن العديد من المشاريع لاسيما تلك المتعلقة بقطاع النقل، أطلعن "المساء" على أهمها. ويتعلق الأمر بإنتاج "البيوميتانول" وهو عبارة عن وقود يمزج مع البنزين ليستخدم كوقود للمحركات التي تسير بالبنزين، و«البيوديازل" الذي يخلط بالبتروديازل في محركات الديازال، إضافة إلى الجيل الثالث من الوقود الحيوي الذي يصنع من الطحالب.

هذا الأخير تم تطويره بعد جيلين من الوقود الحيوي، الأول كان ينتج من الذرة والقمح ومنتجات غذائية أخرى، ولكن رغم نجاحه إلا أنه تسبب في أضرار، أهمها الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء خلال السنوات الماضية، لاسيما بعد أن كثر استخدامه في الدول المستوردة للنفط بعد وصول أسعار الأخير إلى مستويات قياسية. وتمثل الجيل الثاني من إنتاج الوقود الحيوي –حسب محدثاتنا- في استخراجه من مادة السيليلوز، ليتم بعدها الوصول إلى استعمال الطحالب.

وتشير إحدى الباحثات في هذا المجال، إلى أنه تم اختبار هذا النوع من الوقود على المستوى المخبري، قائلة "تمكنا من استخلاص الزيت ونحاول أن نكتشف ماهي الأنواع الجزائرية من الطحالب التي يمكنها أن تكون جيدة لاستعمالها كوقود... ولكن الأمر لايتعلق فقط بالوقود، وإنما يمكن أن تستعمل هذه الزيوت لانتاج مواد أخرى ذات قيمة مضافة عالية، لاسيما في مجالات الصيدلة والطب والتغذية.

وإضافة إلى كون مثل هذه البحوث هدفها استكشاف طاقات بديلة، فإنها تستخدم الطاقة الشمسية في مسار الإنتاج، وهي بالتالي تحرص على أن تكون كل سلسلة الانتاج مبنية على مبدأ الطاقة النظيفة.

والأجمل من ذلك، أن البحوث في هذه الوحدة الرائدة ببلادنا، تمتد إلى البحث عن موارد طاقوية من النفايات أو المواد المستعملة، ومن أهمها "زيت القلي" الذي يتم استرجاعه ومعالجته وإعادة رسكلته ليتحول إلى زيت جديد عبر تفاعلات كيميائية وإضافة مواد أخرى. 

ويمكن استعمال هذا الزيت في إنتاج مستحضرات تجميل ومواد صيدلانية أوكوقود حيوي يشبه كثيرا من الناحية الكيميائية وقود الديازل. ومكنت الاختبارات من تأكيد فعاليته كوقود، ليس فقط لأنه لايختلف في أي شيء عن الوقود العادي، بل لأنه كذلك يمكن من خفض انبعاثات الكربون بنسبة تتراوح بين 25 إلى 30 بالمائة، وهو مايؤكد مدى جدواه من الناحية البيئية.

ويبقى التساؤل عن مدى اهتمام المستثمرين الوطنيين خصوصا بهذا النوع من المشاريع، التي مازالت متأخرة ببلادنا. ويؤمل أن يساهم المخطط الذي وضعته الحكومة لترقية الطاقات المتجددة والبديلة في فتح هذا المجال أمام الخواص وتطوير صناعة وطنية تعمل على تخفيف التبعية الكبيرة للمحروقات والطاقات التقليدية.