انحرف عن مساره وتسبّب في إصابة السائق وراكب

ترامواي قسنطينة يخترق جدار سجن الكدية

ترامواي قسنطينة يخترق جدار سجن الكدية
  • القراءات: 1392
 زبير.ز زبير.ز

فقد صباح أمس ترامواي قسنطينة السيطرة في المحطة النهائية بن عبد المالك رمضان بوسط المدينة، السيطرة على عرباته، ليصطدم بجدار سجن الكدية على بعد بعض الأمتار من مكان التوقف النهائي، وخلّف ثقبا كبيرا في الجدار الإسمنتي دون إحداث خسائر بشرية، بعد أن دخل جزء كبير من القاطرة الأمامية محيط مؤسسة إعادة التأهيل، وقد سمع السكان المجاورون لمحطة بن عبد المالك صوت الاصطدام وكأنه هزة أرضية.

أخبار تتحدث عن نوم السائق

فيما بقيت المعلومة الرسمية شحيحة في هذا الحادث، بعدما رفضت مصالح الأمن الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام حفاظا على سير التحقيق، تحدثت بعض المصادر وشهود عيان عن فرضية نوم السائق الذي توجه في حدود الساعة الخامسة والنصف من صباح أمس، من محطة زواغي سليمان نحو محطة بن عبد المالك رمضان على مسافة حوالي 8,1 كلم، وكان من المفروض أن يتوقف في المحطة الأخيرة لكن الأمر لم يحدث مما أدى بالقاطرة الأمامية إلى الخروج عن مسارها والاصطدام بجدار السجن في حدود الساعة السادسة صباحا، في حين تحدث آخرون عن احتمال أن يكون السائق قد تعرض لهبوط مفاجئ لمستوى السكر في الدم. وقد شهد المكان على بعد أمتار من مقر ديوان والي قسنطينة، حضورا أمنيا كثيفا من طرف مصالح الأمن، الدرك الوطني والشرطة العلمية إضافة إلى رجال الحماية المدنية، الذين طوقوا المنطقة باستعمال شريط أمني ولم يسمحوا لأي أحد بالاقتراب من مكان الحادث نظرا لحساسية المنطقة وبالتحديد كون الترامواي أحدث ثقبا في حائط السجن.

إصابة سائق الترامواي وراكب

لحسن الحظ فإن الحادث وقع في الساعات الأولى من الصباح، وكانت حركة المرور شبه منعدمة في محيط المحطة النهائية، حيث قطعت قاطرة الترامواي الطريق الرابط بين شارع بن عبد المالك وشارع جورج كينيدي الذي يعج بالحركة في أوقات العمل وحتى في المساء، وكانت الطريق ساعة مرور الترامواي إلى الجهة الأخرى من المحطة خالية من أي سيارة أو راجلين، وخلف هذا الحادث إصابة سائق القاطرة بصدمة وجروح، نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، بعد أن دخل ٢٣ عونا من الحماية المدنية لتفكيك القاطرة وإخراج السائق الذي بقي عالقا بداخلها كما أصيب شيخ في العقد السادس من العمر على مستوى الرجل، تم تحويله مباشرة من طرق رجال الحماية المدنية إلى مصلحة الاستعجالات الطبية، ولحسن الحظ لم يكن عدد كبير من المسافرين على متن عربات الترامواي، حيث قدر شهود عيان عدد المسافرين الذين خرجوا من العربات بعد وقوع الحادث، براكبين فقط.

حسب شهود عيان: القطار كان يسير بسرعة منخفضة

أكد شهود عيان كانوا حاضرين لحظة وقوع الحادث، أن كل الأمور كانت تسيير على ما يرام وأن الترامواي بعدما توقف بصفة عادية في محطة المنظر الجميل وهي المحطة ما قبل الأخيرة قبل دخول المحطة النهائية بالقرب من الملعب الشهير الشهيد بن عبد المالك رمضان، كان يسير بسرعة منخفضة في حدود 10 إلى 15 كلم / سا، وأن سبب الحادث هو عدم توقف القاطرة الأمامية التي تعدت الحدود المرسومة لها، لتقفز فوق الطريق المؤدي إلى ديوان الوالي وتصطدم مباشرة بجدار السجن محدثة فيه شرخا كبيرا، وقد باشرت مؤسسة إعادة التأهيل، مباشرة بعد إخراج القاطرة عن طريق رافعة كبيرة، عملية إصلاح الجدار.  

"سيترام" متواجدة بعين المكان وإعلام الحماية المدينة خارج التغطية

كانت مؤسسة سيترام التي تشرف على تسيير ترامواي قسنطينة، متواجدة في قلب الحدث، حيث باشرت تحقيقا أوليا في هذا الحادث الذي يعد الأول من نوعه منذ بداية تشغيل ترامواي قسنطينة سنة 2013، حيث سجلت وسيلة النقل التي تقدم خدمات كبيرة للمواطنين بعاصمة الشرق الجزائري، حوادث طفيفة من خلال اصطدامات بسيطة مع سيارات لخواص على طول مسار خط النقل، لكن الترامواي لم يسجل أبدا انحرافا في مساره أواصطدام ببنايات.

مؤسسة سيترام بقسنطينة، رفضت صباح أمس، تقديم أي تصريحات بخصوص هذا الحادث، معتبرة أن التحقيق متواصل وسيتم إبلاغ وسائل الإعلام بنتائجه عند نهايته ومن المديرية العامة بالعاصمة، من جهتها كان المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدينة خارج التغطية ولم نتمكن من الاتصال به لمعرفة أكثر تفاصيل حول هذا الحادث الذي شغل نهار أمس الرأي العام القسنطيني. 

سيترام تشكل لجنة تحقيق

أكدت مؤسسة تسيير الترامواي بالعاصمة في بيان تلقت المساء نسخة منه، مساء أمس، أنها أقدمت على تشكيل لجنة تحقيق مختصة في السكك الحديدية للوقوف على أسباب الحادث والمسؤولين عنه، حيث أضافت أن حركة الترامواي بقسنطينة ستشهد بعض الاضطراب بسبب هذا الحادث وأن العمل جار على إعادة الأمور إلى نصابها في أقرب الآجال وفي أحسن الظروف لعودة هذه الوسيلة للنقل إلى خدمة المواطن القسنطيني.

وأكد بيان الشركة، أن الحادث الذي تسببت فيه المقطورة رقم 122 وقع في الساعة الـ6.05 من صباح أمس، حيث تعدت القاطرة التي تجر العربات المكان المحدد لوقوفها بـ10 إلى 15 مترا. 

وقد استؤنف حركة الترامواي بصفة عادية عبر كامل مساره الرابط بين حي زواغي سليمان إلى غاية محطة بن عبد المالك رمضان بوسط المدينة بعد تذبذب الحركة جزئيا، وذلك في حدود الساعة الرابعة والنصف على طول مسار الترامواي الذي يمتد على طول قرابة 9 كلم كما أكدته شركة "سيترام"  .