قرية إيفري على قدم وساق لإحياء ذكرى 20 أوت 1956

تهيئة واسعة للموقع التاريخي لانعقاد مؤتمر الصومام

تهيئة واسعة للموقع التاريخي لانعقاد مؤتمر الصومام
  • القراءات: 2361
 مبعوث "المساء" إلى بجاية: م.أجاوت مبعوث "المساء" إلى بجاية: م.أجاوت

   باشرت مصالح بلدية إيفري ببجاية منذ أمس، حملة تنظيف وتهيئة واسعة بالموقع التاريخي لانعقاد مؤتمر الصومام 20 أوت 1956، تحضيرا لفتح هذا المكان التاريخي يوم السبت المقبل المصادف لموعد هذه الذكرى، حسبما عُلم من مديرية المجاهدين بالولاية.

وقد شرعت مصالح البلدية بالتنسيق مع ممثلي لجان القرى التابعة لدائرة أوزلاقن منذ الصباح الباكر ليوم أمس، في تنظيف وتهيئة هذا الموقع الذي احتضن الاجتماع التاريخي للأعضاء 06 لمؤتمر الصومام، حيث عرف الموقع عدة أشغال تخص تنظيف المحيط الداخلي للمكان، وإعادة طلاء وتزيين الواجهة الخارجية له ولمقبرة الشهداء المتواجدة به، تحسبا لافتتاح الموقع يوم 20 أوت الجاري أمام الجمهور البجاوي لحضور الاحتفالات الرسمية المخلدة لهذه الذكرى الغالية على الجزائريين.

وتنقلّت "المساء" إلى قرية إيفري للاطلاع أكثر على هذه التحضيرات؛ حيث وقفنا على أشغال التهيئة والتنظيف التي شُرع فيها انطلاقا من مدخل مدينة سيدي عيش إلى غاية قرية إيفري، حيث تم تنظيف هذا الشطر من الطريق وطلاء الأرصفة والأشجار، ووضع الرايات الوطنية عليها، تحسبا لافتتاح الموقع الذي احتضن مؤتمر الصومام من قبل وزير المجاهدين الطيّب زيتوني رفقة والي الولاية ولد صالح زيتوني رفقة السلطات المحلية والأسرة الثورية بالمنطقة.

كما مسّت أشغال التنظيف والتزيين البيت التاريخي الذي انعقد فيه هذا الاجتماع، حيث تمت إعادة طلائه وتزيين جدرانه بالأعلام الوطنية، مع الحرص على عدم فقدانه أصالته ونمطه المعماري الذي شيّد عليه، وهو ما حرص عليه أعوان البلدية في أشغالهم التي ستستمر إلى غاية مساء 19 أوت الجاري، حسبما أكد المسؤول عن الأعوان القائمين على هذه العملية.ومن جهتها، أكدت مصالح ديوان الولاية أن هذه الخطوة التي شُرع فيها ميدانيا على مستوى قرية إيفري، جاءت تطبيقا لتعليمات الوالي، الذي يحرص شخصيا على متابعتها خطوة بخطوة، علما أنّه قد زار أمس هذا الموقع للوقوف على العملية، حيث دعا القائمين عليها بالمناسبة، إلى ضرورة اجتهادهم في الانتهاء من تهيئة كافة أرجاء الموقع في الآجال المحددة، حسبما تم ضبطه في إطار البرنامج الاحتفالي المعَد في هذا الإطار.

ومن جهتهم، ثمّن سكان القرية في حديثهم إلى "المساء"، هذه المبارة الشجاعة التي حرصت على تطبيقها مصالح الولاية وقرية إيفري ودائرة أزلاقن بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة ليوم الشهيد ومؤتمر الصومام 20 أوت 1955-1956، معتبرين أن اختيار بجاية لاحتضان تخليد الذكرى هذه السنة، يُعد مفخرة كبيرة لكافة سكان المنطقة، وعرفانا لا نظير له لحجم التضحيات الجسام التي قدّمها مجاهدو أو شهداء المنطقة في سبيل تحرير الوطن من الاستعمار الفرنسي. كما طالبوا بأن يكون الاحتفال بهذه المناسبة الغالية على مدار السنة وليس يوم 20 أوت فقط، باعتبارها محطة راسخة في نضال وكفاح كل الجزائريين بدون استثناء.

وبدوره، أكد المجاهد بن يحيى المجيد أحد أبرز المجاهدين بمنطقة أوزلاقن في هذا الإطار، أن اجتماع مؤتمر الصومام التاريخي يبقى حدثا هاما ومفصليا في تاريخ ثورة نوفمبر 1954، لكونه ساهم، بشكل كبير، في إرساء دعائم استراتيجية الكفاح المسلّح، وعمل على إعادة هيكلة منظومة جيش التحرير الوطني وإعادة التوازن بين السياسيين والعسكريين ضمن جبهة التحرير الوطني.

وأوضح السيد بن يحيى أن ذكرى هذا المؤتمر لا تعني فقط منطقة إيفري أوزلاقن، بل تمسّ كافة الشعب الجزائري من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، باعتبار أن الاجتماع جاء موحّدا لكافة أفراد الشعب وليس مفرّقا له، كما تحاول بعض الأطراف الترويج لذلك. ودعا كافة الجزائريين لاسيما الشباب إلى الاستلهام من هذه الذكرى، وجعلها مرجعا رئيسا في استذكار تضحيات قوافل الشهداء في سبيل تحرير الوطن.  

للإشارة، فقد مُنعنا من اتخاذ صور والحديث إلى مدير هذا الموقع الذي رفض استقبالنا رغم حصولنا على تكليف بمهمة لتغطية هذه الذكرى؛ بحجة أن الموقع تجري به أشغال تهيئة.

والي بجاية يدعو لحماية الذاكرة الثورية للمنطقة، ويكشف:  08 ملايير دينار لترميم أماكن ومرافق تاريخية وثقافية

كشف والي بجاية ولد صالح زيتوني مساء أول أمس ببجاية، عن تخصيص مبلغ مالي يقدَّر بـ 08 ملايير دينار، لرد الاعتبار لعدة مرافق وأماكن تاريخية بمنطقة إيفري أوزلاقن التي احتضنت اجتماع مؤتمر الصومام التاريخي يوم 20 أوت 1956، داعيا، مقابل ذلك، كافة سكان الولاية والجزائر ككل، إلى الوقوف كرجل واحد من أجل الحفاظ على الذاكرة التاريخية لهذه المنطقة، وجعلها مرجعا تاريخيا حيا تستلهم منه الأجيال الصاعدة.

❊ مبعوث "المساء" إلى بجاية: م.أجاوت

وأوضح السيد زيتوني على هامش إعلانه عن الانطلاق الرسمي للمهرجان الوطني الأول للأغنية الأمازيغية الثورية الذي يُختتم غدا الجمعة والدورة الكروية للأشبال 14 سنة من الساحة المجاورة لمقر الولاية نحو دار الثقافة بوسط المدينة، أن هذا الغلاف المالي سيوجّه خصيصا لترميم عدة مبان ومقرات لهيئات رسمية تاريخية، كانت شواهد حيّة عن حيثيات مؤتمر الصومام والقرارات المفصلية التي تمخّضت عنه في إطار ثورة الفاتح نوفمبر 1954.

وسيوجَّه المبلغ المذكور، حسب الوالي، لترميم مقبرة الشهداء القديمة بدائرة أوزلاقن، من خلال إعادة تهيئتها وتسييجها وإعادة كتابة أسماء شهدائها على لوحات رخامية، إلى جانب إعادة ترميم المتحف الجهوي للمجاهد وقاعة السينما، وكذلك رد الاعتبار للبيت الذي احتضن الاجتماع التاريخي لمهندسي هذا المؤتمر المفصلي في تاريخ ثورة التحرير المباركة.

كما أضاف الوالي، بالمناسبة، أن جزءا هاما من هذا الغلاف المالي (لم يذكره بالتحديد) سيخصّص لإنجاز جدارية كبيرة بمنطقة إيفري بالتنسيق مع مديرية المجاهدين، لتخليد تماثيل الزعماء 06 الذين خطّطوا لعقد هذا الاجتماع، الذي أعطى منهجا جديدا للكفاح ضد المستعمر الفرنسي، منوّها في السياق بالدعم الكبير والرعاية السامية التي خصّها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ووزير المجاهدين الطيّب زيتوني، لإنجاح الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى المزدوجة لليوم الوطني للشهيد ومؤتمر الصومام (20 أوت 1955-1956)، وهذا من خلال اختيار عاصمة الحماديين بجاية لاحتضان هذه الاحتفالات.

ودعا المسؤول الأول عن الولاية إلى ضرورة تكثيف جهود كافة المعنيين والقوى الفاعلة بالمجتمع؛ كالأحزاب السياسية والجمعيات والمنظمات التاريخية وأعضاء الأسرة الثورية والسلطات المحلية ورجال الأعمال والمستثمرين، للمشاركة الفعالة في إنجاح هذه الاحتفالات ومضاعفة الجهود، كل في مستواه للنهوض بمختلف جوانب التنمية المحلية بالولاية؛ بالنظر إلى مكانتها التاريخية خلال الثورة التحريرية، قائلا في هذا الإطار: "إنه لا بد أن تكون منطقة إيفري أوزلاقن والولاية ككل في مستوى حجم نضالها التاريخي وتضحيات مجاهديها وشهدائها في سبيل تحرير الوطن وافتكاك الاستقلال، حيث لا بد أن يواكب واقعها التنموي ووضعها الاقتصادي والاستثماري هذه المكانة التاريخية التي أضحت تتسم بها إبان الثورة".

كما كانت للوالي فرصة الإشراف على تنظيم مسيرة كشفية لمتحف المجاهد وتقييم أناشيد ومسرحيات وتكريم 10 من عمداء الكشافة في هذا الإطار. وساهمت لجنة الحفلات لبلدية بجاية بالتنسيق مع مكتب محافظة الكشافة الإسلامية بالولاية، في برمجة محاضرات تاريخية وتوزيع مطويات حول الذكرى، إلى جانب تقديم شريط وثائقي في شكل روبرتاج حول الدمار الفرنسي لـ 14 قرية تابعة لدائرة أوزلاقن.

وستتواصل فعاليات تخليد ذكرى مؤتمر الصومام عبر العديد من بلديات الولاية، حيث سيتم اليوم الخميس تنظيم معرض متنقل للصور والوثائق التاريخية بعنوان الحدث، مع حفل تكريمي تنظمه مديرية التربية والتكوين المهني على شرف متقاعدي عمال التكوين المهني، ويضاف إلى ذلك تنظيم زيارة لمنزل المجاهد المقعد في منزله بغداد موهوب بـ 12 نهج الأخوة بوعوينة، من قبل أعضاء من مديرية المجاهدين. كما ستقام غدا الجمعة بالقطب الجامعي "أبودا" بجامعة عبد الرحمان ميرة ببجاية، الطبعة الأولى للملتقى الوطني التاريخي حول هجومات الشمال القسنطيني بعنوان "مؤتمر الصومام: استراتيجية التحرّر وإعادة بناء الدولة الجزائرية"، وهذا تحت إشراف المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954.