الدورة الثالثة للاجتماع التشاوري حول مسار الحوار في مالي

كل الظروف مهيأة لتعزيز السلام في شمال مالي

كل الظروف مهيأة لتعزيز السلام في شمال مالي
  • القراءات: 591
مليكة خلاف مليكة خلاف

أشاد المشاركون في الدورة الثالثة للإجتماع التشاوري حول مسار الحوار في مالي، أمس،بمبادرات الجزائر من اجل ايجاد حل نهائي للازمة في هذا البلد، مؤكدين على اهمية تنسيق الجهود بين دول الجوار والمجموعة الدولية لتفعيل المساعي المنصبة في اطار إرساء الحوار بين الماليين وتقديم كافة الدعم من أجل إنجاح مسار السلم والمصالحة .

و كان هذا الاجتماع الوزاري الذي شارك فيه كل من الجزائر، مالي، النيجر، موريتانيا، بوركينافاسو وتشاد،  إلى جانب ممثلين عن الإتحاد الإفريقي وبعثة الأمم المتحدة إلى مالي (مينوسما)، فرصة للجزائر للتاكيد على التزامها الدائم بمرافقة جهود الماليين من اجل طي صفحة الآلام والدمار .

و في هذا الصدد أبدى وزير الشؤون الخارجية السيد رمطان لعمامرة تفاؤله بخصوص تسريع الجهود المنصبة في إطار تفعيل الأرضية التمهيدية التي تم توقيعها بالجزائر بين ثلاث حركات مالية والتي سبقها التوقيع على إعلان الجزائر المبرم مؤخرا بين ثلاث حركات مالية أخرى.

كما اشار لعمامرة إلى أن كل الظروف مهيأة من أجل المضي قدما بمسار السلام بمالي في ظل التزام الحركات المالية بتبني لغة الحوار، ومن ثم وضع حد لحالة اللااستقرار التي تعرفها المنطقة،مضيفا ان قياديي  حركات شمال مالي يتوفرون على الارادة الكاملة للعمل من أجل السلم، مؤكدا في هذا السياق على الالتزام التام  للجزائر لتقديم المساعدة اللازمة  لانجاح المسار.                     

 وعليه أبرز  وزير الشؤون الخارجية أهمية العمل الميداني من أجل تعزيز السلم بشمال مالي،  وثمن في هذا الصدد  الجهود التي تبذلها جميع الأطراف في هذا البلد من أجل التوصل إلى حل نهائي للازمة  على ضوء المشاورات والاتصالات التي ترعاها الجزائر والتي أدت إلى الوصول إلى هذه المرحلة من التقدم من الحوار بين الماليين.

 

تجديد الثقة في الجزائر لمواصلة الجهود لإنجاح مسار السلم

في تدخلاتهم لدى افتتاح الاشغال جدد وزراء كل من مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو وموريتانيا وكذا الممثل السامي للاتحاد الافريقي من أجل مالي والساحل بيار بويويا وممثل بعثة الامم المتحدة متعددة الابعاد المدمجة من أجل الاستقرار في مالي (مينوسما) ألبير جيرار كونديرس، ثقتهم في الجزائر لمواصلة الجهود المبذولة من أجل إحلال السلم في مالي وإنجاح المسار.

 وفي هذا الصدد أكد وزير الخارجية المالي عبدولاي ديوب إلتزام الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كايتا بالعمل من أجل استعادة السلم والمصالحة في كامل التراب المالي،معربا  عن عرفانه للجهود التي تبذلها الجزائر لمساعدة الماليين للوصول إلى حل نهائي للأزمة، كما أشار إلى أن ما تقوم به الجزائر ليس جديدا حيث انها لم تال جهدا  في تقديم الدعم اللازم لارساء الحوار بين الماليين.

 من جهة أخرى وجه المسؤول المالي شكره لكل الشركاء لا سيما بلدان منطقة الساحل والمجموعة الدولية ممثلة في الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة نظير الحرص الذي يبدونه من أجل حل الأزمة، في حين ابدى تطلعه لان يسفر اجتماع مجلس الامن يوم 18 جوان الجاري حول مالي عن تقرير ثري بخصوص تجسيد التطلعات المنشودة .

 كما أوضح عبد اللاي ديوب أن الأوضاع في المنطقة بدأت تعرف نوعا من الاستقرار بفضل المجهودات المميزة التي بذلتها الجزائر لاسيما بعد نجاح الحوار بين الحركات المالية  ووضع أرضية عمل والاتفاق على المراحل القادمة في مجال التعاون الاقتصادي.

أما وزير الخارجية الموريتاني احمد ولد تقدي، فقد شدد في كلمته على أهمية الحفاظ على الوحدة والسيادة الماليين، كما أشار  وزير الخارجية والتعاون الموريتاني أحمد ولد تقدي إلى أن إحلال السلم في مالي "في صلب انشغالات موريتانيا وكل بلدان المنطقة"، مبرزا أهمية العمل معا لوضع حد لدوامة العنف التي قد تتسبب في زعزعة استقرار المنطقة.

   ودعاالوزير الموريتاني الشاركين في اللقاء الى بحث الأسباب التي أدت بمالي إلى مأزق "انعدام الأمن" مبرزا  ضرورة البحث عن سبل ووسائل حماية السلامة الترابية لمالي وضمان إقامة حوار شامل بين الماليين.

  بدوره أعرب مسؤول بعثة الامم المتحدة من أجل مالي عن ارتياحه لتوقيع الحركات المالية بالجزائر إعلانا وأرضية، معتبرا ان هذه المبادرات تبعث الأمل بخصوص مسار السلم. في حين اشاد وزير الشؤون الخارجية والاندماج الافريقي التشادي موسى فقي محامات بتعامل الجزائر والبلدان المجاورة مع آخر الأحداث المسجلة في كيدال والذين كما اضاف "جددوا إرادتهم في مواصلة الجهود بغية إحلال السلم والأمن والاستقرار والمصالحة في مالي".

و اغتنم الفرصة ليجدد التزام تشاد بالمساهمة في البحث عن حل يكفل عودة السلم في مالي نهائيا".

  ومن جهته نوه ممثل الاتحاد الافريقي في مالي والساحل بيار بويويا بالأشواط التي قطعها مسار السلم في مالي، مؤكدا أن "الاتحاد الافريقي يشيد بمبادرات الجزائر في هذا الاتجاه وهو على استعداد لمرافقتها في مساعيها"،مبرزا  ضرورة التوصل الى اتفاق سلم من شأنه أن يضمن الاستقرار في مالي في الشمال وفي منطقة الساحل.

   واكد وزير العدل حافظ الاختام والناطق باسم الحكومة النيجيرية مارو دعم بلده المطلق لمالي مجددا تضامن بلده وصداقته لمالي. مبرزا ان النيجر على استعداد للاسهام في إحلال السلم بسرعة في مالي.

 وتأتى هذه الدورة في أعقاب التوقيع يوم السبت الماضي بالجزائر على أرضية تمهيدية تهدف لإيجاد حل نهائي لأزمة شمال مالي من طرف ثلاث مجموعات ناشطة في شمال هذا البلد  وهي الحركة العربية للآزواد، التنسيقية من أجل شعب الأزواد وتنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة. وأكدت الحركات الثلاث على الاحترام التام للوحدة الترابية والوحدة الوطنية لهذا البلد .

    كما وقعت ثلاث حركات أخرى وهي الحركة الوطنية لتحرير الأزاواد والمجلس الأعلى لتوحيد الآزاواد والحركة العربية للآزاواد خلال الأسبوع المنصرم على "إعلان الجزائر"، مؤكدة من خلاله إرادتها في العمل على "تعزيز دينامكية التهدئة الجارية ومباشرة الحوار الشامل بين الماليين".