قال إن الأزمة في العراق تهدد استقرار كل المنطقة

كيري في الأردن لدفع المالكي إلى الاستقالة

كيري في الأردن لدفع المالكي إلى الاستقالة
  • القراءات: 768
كانت الأزمة الأمنية في العراق وتداعياتها الخطيرة على دول المنطقة في جوهر المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، في جولته الشرق أوسطية التي بدأها أمس، بالعاصمة المصرية ثم الأردنية عمان، قبل التوجه الى فرنسا والعاصمة الأوروبية بلجيكا لبحث الموقف على أوسع نطاق لتفادي تفكك العراق الى دويلات متناحرة.

وطالب كيري، بالعاصمة المصرية المسؤولين العراقيين الى تجاوز خلافاتهم الطائفية بقناعة أن تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، لا تخص العراق وحده ولكنها تمس كل المنطقة الى درجة جعلته يؤكد أن العراق يمر بفترة حرجة جدا ويتعين على مسؤوليه تجاوز خلافاتهم الطائفية والتحدث مع كل الفعاليات.

وأكد مسؤول في كتابة الخارجية الأمريكية، الذي رافق جون كيري في جولته أن هذا الأخير سيضغط على دول المنطقة التي لها علاقات دبلوماسية مع العراق لإقناع الوزير الأول العراقي نوري المالكي، بأن الوضع جد خطير وانه يتعين عليه الإسراع في تشكيل حكومة جديدة تجمع كل الطوائف.

ووصل رئيس الدبلوماسية الامريكي الى العاصمة الأردنية، في وقت أجمعت فيه عدة تقارير على بسط تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطرته على عدة مناطق جديدة على الحدود السورية.

ولكن الفريق قاسم عطا، الناطق باسم الوزير الأول العراقي، قلل من أهمية هذا الزحف وأكد أنه ناجم عن انسحاب تكتيكي للقوات النظامية قبل شنّها لهجوم أوسع لاستعادة هذه المناطق.

وأضاف المسؤول العسكري العراقي ان "انسحاب الوحدات العراقية من بلدات راوة وعنه والقائم هدفه توحيد قيادة القوات العراقية في غرب البلاد لتسهيل عملية إعادة تقدمها مرة أخرى، وإحكام السيطرة عليها بشكل كامل ونهائي.

ولكن تأكيدات الفريق قاسم عطا، جاءت بعد إعلان عناصر تنظيم "داعش" سيطرتهم على مدينة القائم ومركزها الحدودي مع سوريا والذي يكتسي أهمية عسكرية بالغة بالنظر الى كونه ممرا استراتيجيا لتهريب الأسلحة المختلفة من داخل العمق السوري الى العراق.

وحتى وإن قلل الناطق العسكري باسم الوزير الأول العراقي، من أهمية تطورات اليومين الأخيرين في مناطق غرب البلاد إلا أن ذلك لا يمنع من التأكيد أن مقاتلي تنظيم "داعش" أصبحوا على مسافة 60 كلم فقط من العاصمة بغداد من جهة الغرب، بعد أن بسطوا سيطرتهم قبل أشهر على مدينتي الفلوجة والرمادي عاصمة محافظة الانبار.

وفي ظل أجواء الحرب التي غرق فيها العراق منذ التاسع جوان الجاري، وصل وزير الخارجية الامريكي الى العاصمة الأردنية، لبحث الموقف مع سلطات هذا البلد الجار في محاولة لحث الوزير الأول العراقي نوري المالكي، على تشكيل حكومة وحدة وطنية كجزء من حل رأت فيه الولايات المتحدة انه يبقى ضروريا لنزع فتيل فتنة طائفية أصبحت تهدد الأفق العراقي.

وهي الفتنة التي قد تشتعل في حال بلغ تنظيم "داعش" مدن النجف وكربلاء وحتى العاصمة بغداد التي تبقى من أقدس المدن لدى الطائفة الشيعية التي تستعد لصد أي تقدم لمقاتلي هذا التنظيم الذي يضم أغلبية ساحقة من أبناء الطائفة السنّية الذين شعروا بتجاهل الحكومات العراقية لمطالبهم على عكس نظرائهم من الطائفة الشيعية.