المخرج التونسي جميل النجار لـ"المساء":
المخرجون الشباب يقودون قاطرة السينما التونسية
- 197
أكد المخرج التونسي الشاب جميل النجار أن بلاده تعيش قفزة نوعية في مجال الصناعة السينمائية خلال السنوات الأخيرة تؤطرها مجموعة من المخرجين الشباب الذين يسعون إلى الذهاب بعيدا في هذا المجال الحيوي.
شارك جميل مؤخرا بمهرجان الفيلم العربي بوهران بفيلمه القصير "غصرة" الذي نال العديد من الجوائز، وكان هذا الحوار الذي جمعه بـ"المساء" بقاعة سينما المغرب.
هل تعتقد بأن الأفلام القصيرة هي بمثابة تأشيرة للدخول إلى مجال إخراج الأفلام الطويلة.؟
لا ليس بالضرورة لكن هناك من سلك هذا المسار في الإنتاج أي من القصير إلى الطويل على اعتبار أن المخرج يبدأ تجاربه السينمائية من بوابة الأفلام القصيرة، لكن هذه ليست قاعدة ثابتة، بالنسبة لي أعتبر أن إخراج الأفلام القصيرة من اختصاص بحد ذاته وليس مجرد مرحلة عابرة بدليل أن مخرجين كبارا تفرغوا واختصوا في هذا النوع من الأفلام وتركوا بصمتهم في عالم الفن السابع.
حدثنا عن السلسلة الكوميدية الساخرة "الرئيس"التي عرضت في رمضان ؟
سلسلة "الرئيس" من نوع سيت كوم حاولت أن اطرح من خلالها الواقع المعاش ببلدي تونس الحبيبة تماما كما طرحته في سلسلة أخرى بعنوان "غصرة" الذي دخلت به المنافسة في مهرجان الفيلم العربي بوهران، لكني في "الرئيس" ركزت أكثر على المواقف الساخرة .
غصرة" حصد العديد من الجوائز فما تعليقك؟
السينما التونسية تعرف قفزة نوعية بفضل جيل الشباب من المخرجين وأصبحت تحصد الجوائز في كل المهرجانات الدولية، وكان آخرها جائزة النيل الكبرى لأحسن فيلم روائي قصير تحصلت عليها وذلك في إطار الدورة الخامسة لمهرجان الأقصر للسينما بمصر لسنة 2015، وأنا سعيد بهذا النجاح الذي ما فتئت تحققه السينما التونسية.
ما هو انطباعك عن مهرجان وهران للفيلم العربي ؟
فاجأتني النوعية الجيدة للأفلام المشاركة في المنافسة سواء من خلال المواضيع أو الإخراج، وأنا طبعا خلال حضوري الأول في المهرجان شاركت بالفيلم القصير "الغصرة" وهو فيلم في 25 دقيقة، يتناول بالنقد المشهد السياسي والاجتماعي بطريقة ساخرة وبمواقف طريفة.
كيف تقيم المواضيع التي تطرحها السينما العربية ؟
هي مواضيع الراهن الذي تعيشه المنطقة العربية من توتر ونزاع وحروب من ذلك مثلا ما يحصل في الشقيقة سوريا وفي العراق وليبيا واليمن وغيرها، وهناك مواضيع مختلفة تطرحها السينما المغاربية وبمعالجة راقية وجميلة.
كيف وظفت ظاهرة الإرهاب في السينما العربية ؟.
أنا قدمت فيلم "غصرة" كصورة كاريكاتورية للدواعش وكأنهم قدموا من أفلام الكارتون، واعتبرهم واقع غريب ومرفوض طبعا، ليبقى التساؤل من صنع داعش ولمصلحة من؟، علما أن السينما لا تعالج قضايا الراهن إنما تسلط الضوء عليها من خلال الطرح، فالسينمائي هو ابن بيئته عليه طرح الواقع الذي يعيشه من الحرب والموت والخراب الموجود ببلده.
يرى البعض أن السينما التونسية تطورت بعد ثورة الياسمين فهل تتفق مع هذا الرأي ؟
اختلف معه فالسينما التونسية تحسنت بفضل جيل جديد من المخرجين والأمثلة كثيرة على غرار فيلم المخرجة ليلي بوزيد "على حالة عيني" الذي تحصل على 24 جائزة على ما اعتقد، وهناك مخرجين جدد حققوا نجاح باهر في أول أعمالهم، وأتوقع المزيد من النجاحات خلال السنوات المقبلة، والفضل يعود كذلك للدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة.
هل تتوقع للسينما العربية أن تحصد جوائز المهرجانات العالمية ؟
يوجد أفلام تحصلت على جوائز في مهرجانات عالمية لمخرجين شباب لا يتعد سنهم الـ25 سنة مثل الفيلم التونسي "نحبك هادي" تحصل في مهرجان برلين أقوى المهرجانات العالمية على جائزتين أحسن ممثل وأحسن فيلم، كذلك الفيلم الفلسطيني "سلام عليك يا مريم" المشارك في مهرجان وهران تحصل على جائزة كذلك المخرج المصري شريف البنداري تحصل على العديد من الجوائز العالمية.
ماذا عن السينما الجزائرية ؟
معرفتي بها متواضعة لكن من خلال تواجدي في المهرجان ومشاهدتي لعدد من الأفلام أستطيع أن أقول أنها ليست بعيدة عن السينما التونسية غير أنها تفتقد الوتيرة السريعة .