المطالبة بتحيين وعصرنة الكتابات حول حفيد ماسينيسا
اختتام أشغال الملتقى الدولي "يوغرطة يواجه روما"
- 1270
أكد المشاركون في ختام أشغال الملتقى الدولي "يوغرطة يواجه روما"، أمس بعنابة على ضرورة تحيين وعصرنة الكتابات والبحوث المنجزة حول يوغرطة. كما تركزت توصيات هذا الملتقى الدولي الذي احتضنه المسرح الجهوي "عز الدين مجوبي" منذ 20 أوت الجاري حول "تشجيع التحقيقات والبحوث الميدانية وتسهيل وصول الباحثين إلى مختلف الأماكن والمواقع المذكورة في الوثائق التاريخية".
أوصى نفس الملتقى المنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، وبمبادرة من المحافظة السامية للأمازيغية بالتنسيق مع وزارة الثقافة وجامعة "باجي مختار" بعنابة، بمواصلة عملية نشر الكتب وطبع ملخصات حول اللقاءات والملتقيات والتظاهرات العلمية.
وفي نفس السياق تضمنت التوصيات "إعداد دعائم وكتب تاريخية لإدراجها ضمن مقررات البرنامج الرسمي لتعليم اللغة الأمازيغية، مع إنشاء بنك معلومات متخصص حول الشخصيات الأمازيغية وإرساء شبكة تواصل وتبادل بين مختلف الهيئات التي لها علاقة بتعليم نفس اللغة، على غرار التعليم العالي والتربية".
وقصد تعريف أوسع بالشخصيات التاريخية التي تركت بصماتها في منطقة شمال إفريقيا، على غرار يوغرطة وجده ماسينيسا، اقترح المشاركون "وضع لوحات مخلدة وتسمية الشوارع والمباني والمؤسسات العمومية بأسماء هذه الشخصيات"، مع اقتراح أيضا "السعي مع الدوائر الوزارية المعنية (الثقافة والشؤون الخارجية) في سبيل وضع لوحات مخلدة لهذه الوجوه النوميدية على مستوى الساحات بالدول الأجنبية التي وطأتها أقدامها".
كما تم الإعلان عن النتائج الختامية لعمل الورشتين المنصبتين على هامش الملتقى والمتعلقتين بإدراج تعليم اللغة الأمازيغية في قطاعي التربية الوطنية والتعليم العالي بولاية عنابة. وتركزت نتائج هاتين الورشتين حول تعيين مدرستين ابتدائيتين بحيي "وادي القبة" و«الخروبة" بوسط مدينة عنابة للشروع في تدريس اللغة الأمازيغية لأقسام السنة الرابعة ابتدائي بداية من الموسم الدراسي المقبل 2016-2017، إضافة إلى تفعيل اتفاقية الشراكة الموقعة في منتصف أغسطس الجاري بين المحافظة السامية للأمازيغية وجامعة "باجي مختار" بعنابة، للشروع بداية من الموسم المقبل في تدريس هذه اللغة كمرحلة أولى بمركز تكثيف اللغات بنفس الجامعة.
وفي كلمته الختامية، اعتبر الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية السيد سي الهاشمي عصاد، بأن هذا الملتقى توصل إلى تسليط الضوء على كل الزوايا المرتبطة بشخصية يوغرطة وهو الهدف الكبير الذي تم وضعه في إطار مساعي المحافظة في التركيز على المعرفة التاريخية للمنطقة ورموزها. وأشار السيد عصاد إلى أن المحافظة السامية للأمازيغية تسعى ضمن برنامج عملها المستقبلي لما بعد دسترة اللغة الأمازيغية إلى ترجمة البعد الوطني للأمازيغية لكل الجزائريين من خلال عدة مشاريع وورشات مفتوحة.
عرف اليوم الأخير من أشغال الملتقى الذي شارك فيه ما يقارب 30 أستاذا وباحثا من داخل وخارج الوطن، مع تقديم عدة مداخلات أهمها 4 محاضرات عالجت من خلال مائدة مستديرة محور متعلق بحروب يوغرطة ووقوفه ضد الأطماع التوسعية لروما، طوال فترة حكمه للملكة النوميدية بين سنتي 154 قبل الميلاد إلى 104 قبل الميلاد.
ومن أبرز هذه المعارك تطرق المشاركون في نفس المائدة المستديرة إلى الحروب الطاحنة التي قادها يوغرطة ضد الرومان على مدار 7 سنوات بين 112 قبل الميلاد إلى 104 قبل الميلاد. وفي ختام الملتقى تم تقديم هدية لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، تمثلت في نصف تمثال وهو مجسم لرأس يوغرطة من مادة البرونز تم تصميمه وإنجازه بالتنسيق مع إدارة المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر وتسلمه ممثل عن رئاسة الجمهورية من طرف الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية.