في اجتماع عقد يوم أمس بفندق "الهيلتون"
رؤساء أندية يطالبون بعودة الشرطة إلى الملاعب
- 681
عقد بعض رؤساء أندية النخبة اجتماعا طارئا ظهيرة أمس الأربعاء، بقاعة المحاضرات بفندق "الهيلتون"، وهذا بهدف التطرق لعدة مواضيع أهمها السحب التدريجي لرجال الأمن من الملاعب الذي قررته المديرية العامة للأمن الوطني. وسجل هذا الاجتماع حضور كل من رئيس فريق شبيبة القبائل محند شريف حناشي، وعمر غريب، من جانب مولودية الجزائر، مراد لحلو، ممثلا عن فريق نصر حسين داي، حمزة بودومي، من جانب فريق شباب بلوزداد، وحكيم دابة، ممثلا عن فريق شباب قسنطينة أيضا.
في المقابل، غاب بقية رؤساء أو ممثلي فرق الرابطة المحترفة الأولى عن هذا الاجتماع الذي كان يأمل منظموه تواجد الجميع من أجل التطرق إلى كل النقاط التي تم تحديدها في وقت سابق.
واغتنم الحاضرون هذا الاجتماع الطارئ من أجل الحديث عن ظاهرة العنف التي مازالت متواجدة في معظم الملاعب الوطنية، حيث تطرقوا بصفة خاصة إلى قضية سحب الشرطة ورجال الأمن من الملاعب، معتبرين أن هذا الأمر لم يكن في صالح الفرق وأنصارها، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها بعض لقاءات الجولة الأولى من الرابطة المحترفة الأولى "موبيليس"، والتي انطلقت الجمعة والسبت الماضيين.
وكان السحب التدريجي لرجال الأمن من الملاعب الذي قررته المديرية العامة للأمن الوطني قد عارضته عدة أطراف، حيث زاد في الشعور باللاأمن بالملاعب مثلما أكدته أحداث الأسبوع الماضي، أمام خيبة متخذي هذا الإجراء الذي كان يرمي إلى تحسين ظروف التنظيم بالملاعب. وطالب هؤلاء في حديثهم بضرورة عودة الشرطة إلى الملاعب من جديد من أجل تأمينها خلال المباريات المقبلة، مشيرين إلى أنه ينبغي أن يتم سحب رجال الأمن تدريجيا وتعويضهم بأعوان أمن يكونون مأطرين ومكوّنين جيدا في هذا المجال، حتى يتعود الأنصار والجماهير على تواجدهم في الملعب رفقة رجال الشرطة، كما يسمح ذلك لأعوان الأمن هؤلاء بأخذ الخبرة اللازمة في كيفية التعامل مع المناصرين، من خلال احتكاكهم وعملهم رفقة الشرطة ورجال الأمن.
وأضاف محند شريف حناشي، والحاضرون معه في هذا الاجتماع، أنهم قرروا أولا عقد هذا الاجتماع مع رؤساء كامل فرق الرابطة الأولى المحترفة، قبل التحدث إلى مسؤولي الرابطة الوطنية لكرة القدم و«الفاف" في هذا الجانب، وأيضا في نقاط أخرى تخص مشاكل الفرق والأندية الجزائرية.
وعادت ظاهرة العنف لتضرب ملاعبنا بقوة رغم أن بطولة الرابطة الأولى "موبيليس" لكرة القدم لم تخض سوى جولتها الأولى، حيث كانت البداية خلال اللقاء المقدم الذي جمع يوم الجمعة اتحاد العاصمة بمولودية بجاية، ثم في مباراة شباب بلوزداد ومولودية وهران، وأيضا في مدرجات ملعب 1 نوفمبر بتيزي وزو، إضافة إلى قيام أنصار فريق سريع غليزان بإلغاء مباراة ناديهم أمام نصر حسين داي بملعب زوقاري الطاهر.
وحسب المتتبعين للشأن الكروي، لم يسبق وأن عرفت الجولة الافتتاحية من البطولة الوطنية مثل هذا العدد من المشادات بين الأنصار، سجلت فيما لا يقل عن أربعة ملاعب للوطن، فكيف سيكون الحال خلال تنافس بعض الفرق على البقاء وأخرى على الأدوار الأولى في المستقبل.
محند شريف حناشي (رئيس فريق شبيبة القبائل): نريد سحب الشرطة من الملاعب تدريجيا
تحدث الرجل الأول في إدارة فريق شبيبة القبائل، محند شريف حناشي، خلال الاجتماع المنعقد أمس مع بعض رؤساء ومديري الأندية بفندق الهلتون، عن ضرورة وجود رجال الشرطة خلال المباريات التي تخوضها فرقهم في الدوري المحلي.
وقال رئيس الكناري في حديثه أمس لرجال الإعلام: "قررنا عقد هذا الاجتماع من أجل إيجاد حل ناجع لمشكل العنف في الملاعب، فانا كرئيس لشبيبة القبائل لا أفكر فقط في فريقي، بل تهمني مصلحة الأندية الأخرى أيضا، وسحب الشرطة بصفة نهائية من المباريات ليس في صالحنا، بل كنا نحبذ لو تم سحبها بشكل تدريجي، فأعوان الأمن الذين سيعوضون رجال الشرطة في المدرجات والملعب يتوجب أن يتم تأطيرهم أولا، حتى يقوموا بعملهم كما يلزم، وعليه، فنحن نرغب في عودة الشرطة في الوقت الراهن إلى الميادين لتأمينها، ومع مرور الوقت، سيكون هناك احتكاك بينهم وبين أعوان الأمن الذين سيتكونون ويكتسبون الخبرة اللازمة في هذا الجانب، مما يؤهلهم بعدها لتولي المهمة، لقد كنا نرغب في تواجد جميع ممثلي ورؤساء الفرق المشكلة للرابطة المحترفة الأولى، وهذا من أجل التطرق إلى عدة نقاط تم ضبطها قبل عقد هذا الاجتماع".
وأكد رئيس فريق شبيبة القبائل أيضا أنهم كمسئولين كانوا حاضرين بقوة في ملعب 1نوفمبر بتيزي وزو قبيل موعد مباراة الكلاسيكو، التي جمعتهم بالعميد مولودية الجزائر السبت الماضي، وهذا من أجل القيام بدورهم في تحسيس الأنصار، وهو الدور الذي أكد حناشي أنه يتوجب على باقي مسئولي الفرق القيام به لتوعية جماهيرهم قبيل كل لقاء يخوضه النادي.
مراد لحلو (ممثل فريق نصر حسين داي): تواجد الشرطة مهم من أجل تأمين اللقاءات وتأطير أعوان الأمن
سجل رئيس النادي الهاوي لنصر حسين داي، مراد لحلو، حضوره خلال هذا الاجتماع الذي عقد ظهيرة أمس، حيث كان ممثلا عن النصرية، وتحدث هو الآخر عن قضية سحب الشرطة من الملاعب هذا الموسم، حيث أكد أنهم كمسيرين وجدوا صعوبات كبيرة في تسيير الملاعب في غياب رجال الأمن.
وقال مراد لحلو في تصريحاته للصحفيين يوم أمس: "لقد عقدنا هذا الاجتماع من أجل تحديد المطالب التي نريدها وطرح الانشغالات
والمشاكل العالقة، ومحاولة حلها وعرضها على المسؤولين في الرابطة
والاتحادية الجزائرية لكرة القدم، لكن غياب العديد من مسئولي الفرق حال دون التطرق إلى عدة نقاط، وهم معذورون على كل حال، ونحن عدنا فقط من أجل مصلحة الفرق والكرة بصفة عامة".
وأضاف نفس المتحدث قائلا: "لحد الساعة لم نفهم الصيغة القانونية التي على أساسها يؤدي أعوان الأمن عملهم، فلو قدر الله وحصل تشابك بينهم وبين الأنصار، ما هو الحل؟ كما أن عملية تسيير الملعب تتطلب خبرة وكفاءة، وهو ما يجب أن يكتسبه أعوان الأمن باحتكاكهم برجال الشرطة والحصول على تكوين خاص في هذا المجال، حتى يتمكنوا من تأدية واجبهم المهني كما يتطلبه الأمر".
وعاد رئيس النادي الهاوي لنصر حسين داي، مراد لحلو للحديث عن الأحداث التي شهدتها بعض الملاعب الوطنية في أولى جولات البطولة، حيث أكد أن تواجد رجال الشرطة في المباريات ضروري جدا، مؤكدا أن هذا هو الحال في أولى لقاءات البطولة بغياب رجال الأمن، فكيف سيكون الأمر مع مرور الجولات.
ووجه مراد لحلو نداءه للمديرية العامة للأمن الوطني قائلا: "نقدم نداء للمديرية العامة للأمن الوطني، وعلى رأسها اللواء عبد الغني الهامل من أجل عودة الشرطة الى الملاعب، على أن يتم سحبها بشكل تدريجي".
حكيم دابة (ممثل فريق شباب قسنطينة): تواجد الشرطة ضروري خاصة في المواجهات الكبيرة
حضر المدير المالي والإداري لفريق شباب قسنطينة حكيم دابة كممثل عن فريقه في هذا الاجتماع، والذي تم التركيز فيه على مبادرة السحب التدريجي لرجال الأمن من الملاعب والتي قررتها المديرية العامة للأمن الوطني.
وقال حكيم دابة حول القضية: "نطلب تواجد رجال الأمن والشرطة في المباريات القادمة، فنحن غير قادرين على توفير عدد كبير من أعوان الأمن في كل لقاء، حيث أن مباراتنا الماضية ضد وفاق سطيف، كانت تتطلب تواجد أكثر من 700 عون أمن لتأمينها، وهو الرقم الذي لم نتمكن من توفيره في ثلاث أيام فقط، والجميع لاحظ أن المباراة جرت في ظروف جيدة وروح رياضية كبيرة بين الفريقين والأنصار كذلك، رغم طابع الداربي الذي طغى عليها، فقد كنا متخوفين من حدوث أي شيء، خاصة بتواجد أنصار الناديين بكثرة في مدرجات الملعب".
وتطرق ممثل فريق شباب قسنطينة إلى المباراة المقبلة التي ستجمع فريقهم بمنافسه مولودية بجاية، في إطار الجولة الثانية من الرابطة المحترفة الأولى، حيث أشار إلى أنها مباراة قوية، فهناك حساسية بين أنصار الفريقين، مؤكدا أنهم يفضلون إجراءها بدون جمهور، على أن يتم تعريض أنصار الفريقين للخطر، كون أن تأمينها سيكون جد صعب عليهم.
وختم المدير المالي والإداري لفريق شباب قسنطينة حكيم دابة كلامه بالتأكيد على أن وجود الشرطة في ملاعب البطولة أمر ضروري الآن، حيث صرح: "الشرطة تلعب دورا هاما في تأمين المباريات، ونحن نطلب بشدة تواجدها في المباريات القادمة، نحن كمسيرين يمكننا القيام بعملنا في عدة نقاط من الملعب، ولكن ليس بمقدورنا أن نقوم بالعمل في كل الميدان، فوجود رجال الأمن مهم في أي مباراة، ومهم أيضا لأعوان الأمن الذين ستكون له فرصة مواتية لاكتساب بعض الخبرة في طريقة التعامل مع الأنصار وتنظيمهم".
عمر غريب (رئيس فريق مولودية الجزائر): سحب عناصر الأمن بصفة نهائية لا يساعدنا
من جانبه، أكد رئيس فريق مولودية الجزائر عمر غريب في تدخله أمس، أن هذا الاجتماع الذي جاء بمبادرة من رئيس شبيبة القبائل حناشي، هدفه تسليط الضوء على عدة أمور ومشاكل تعترض فرق الرابطة المحترفة، وأبرز نقطة تم التركيز فيها هي مشكل الأمن في الملاعب.
وقال عمر غريب في هذا الجانب: "لقد التقينا بالمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني الهامل سابقا، وتحدثنا معه حول مبادرة سحب الشرطة من الملاعب، وهي مبادرة هو مشكور عليها فعلا. وقلت له بأن الأمر قد لا ينجح، ويا حبذا لو يكون عمل الأعوان مع رجال الشرطة، حتى يتسنى لهم التكون جيدا في هذا الإطار ويكتسبوا كيفية التعامل مع الأنصار والجماهير، وبعدها يتم سحب رجال الأمن بشكل تدريجي، لأن هناك لقاءات قادمة تتطلب تواجد رجال الشرطة فيها، فمثلا من سيكون قادرا على تأمين وتسيير لقاء داربي بين اتحاد الحراش والمولودية في غياب رجال الشرطة؟ نأمل من المدير العام للأمن الوطني أن يعيد الشرطة من جديد، فهذه المبادرة تم إطلاقها في عام 2013، وأظن أنه لو تم العمل بها منذ تلك الفترة، وهذا بتحضير أعوان الأمن جيدا وتكوينهم، لنجحت الآن بنسبة كبيرة، لأن سحب الشرطة منذ الجولة الأولى لا يساعدنا ولا يساعد أي فريق يخوض منافسة البطولة الوطنية، وعليه ومن هذا المنبر ندعو المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني الهامل، إلى أن يسحب الشرطة من الميادين ولكن بصفة تدريجية".
وعبّر رئيس فريق المولودية العاصمية عن أسفه العميق لعدم حضور رؤساء وممثلي باقي فرق الرابطة المحترفة الأولى لهذا الاجتماع، الذي أكد أنهم عقدوه فقط من أجل مصلحة الأندية وطرح انشغالاتها ومحاولة إيجاد الحلول.
الانسحاب التدريجي للشرطة من الملاعب قرباج يستبعد إلغاء الإجراء
استبعد رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم محفوظ قرباج أمس، "إلغاء الإجراء الجديد" القاضي بانسحاب الشرطة تدريجيا من الملعب الذي أقرته المديرية العالمة للأمن الوطني، داعيا مسؤولي الأندية إلى التحلي أكثر بروح المسؤولية.
قرباج أوضح أن "الإجراء الجديد الذي أقرته المديرية العامة للأمن الوطني، لن يتم إلغاؤه. شخصيا، دعوت الأندية إلى التكفل بالجانب الأمني المتعلق بإجراء المباريات، لكن لا أحد منهم استجاب لذلك. التجاوزات التي حدثت خلال الجولة الأولى للرابطة المحترفة الأولى نتيجة غياب روح المسؤولية لدى الأندية". وتميزت الجولة الأولى للرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، بمجموعة من المناوشات بين مناصري مختلف الأندية. " أنا أندد بالتجاوزات التي حدثت في مختلف الملاعب، وهو أمر مؤسف للوصول إلى هذه الحالة ونحن في بداية البطولة. أركز مجددا على أهمية أعوان الملاعب حتى في حالة عدم إقرار الانسحاب التدريجي للشرطة"، يقول قرباج.
وانطلاقا من الوقائع التي شهدتها الملاعب خلال الجولة الأولى للبطولة، طالب مسؤولو عدد من الأندية بعودة أعوان الشرطة إلى الملاعب لتفادي مثل هذه التجاوزات.
الأندية مطالَبة بتأمين ملاعبها. خلال الاجتماع الأخير مع المسؤول الأول للمديرية العامة للأمن الوطني، تعهد من خلالها بتكوين أعوان الملاعب. علينا الذهاب إلى نمط جديد في تسيير اللقاءات"، اختتم قرباج.