فيما نجح الأمن في تأمين موسم الاصطياف 2016

البلديات أخلت بمجانية الشواطئ

البلديات أخلت بمجانية الشواطئ
  • 1145
هبة أيوب هبة أيوب

ربما باستثناء ولاية سكيكدة، فإن معظم الولايات الساحلية سجلت انخفاضا في عدد المصطافين هذا العام، لأسباب واقعية، أهمها غلاء الفنادق وأماكن الإيواء وكذا سوء الخدمات، الأمر الذي دفع بالعديد من العائلات إلى تفضيل قضاء العطلة الصيفية في الخارج. وبالخصوص تونس، بنفس التكفلة وبخدمات ومرافق أحسن. وما سجله مراسلو"المساء" عبر معظم الولايات الساحلية وأكده مدير السياحة أن فوضى الحظائر وغلاء الأسعار بالمدن الساحلية كانا هذا العام النقطة السوداء، فقد أصبح شعار مجانية الشواطئ في مهب الريح، لأن السلطات المحلية لم تلتزم بتعليمات وزارة الداخلية المتعلقة بمجانية الدخول إلى الشواطئ وكذا منع رؤساء البلديات من منح رخص استغلال الشواطئ بحيث حدث العكس واصطدام المصطافون بضرورة دفع ١٠٠ أو ٢٠٠ دج لركن السيارات في حظائر عشوائية، وكذا بشباب يفرضون منطقهم وقانونهم دون أن يجدوا من يردعهم. وبالمقابل، ورغم كل النقائض التي يشهد عليها المسؤولون المحليون عن السياحة، فإن العلامة الكاملة كانت لأسلاك الأمن التي قامت بدورها ووفرت الأمن في الشواطئ وساحات وطرق المدن الساحلية، لتحطم رقما قياسيا في توفير  الطمأنينة والسكينة للمصطافين، لأول مرة منذ سنوات بهذا المستوى.

التحرير 

موسم الاصطياف بعنابة...  فوضى الحظائر، الاعتداءات ونقص مرافق التخييم والخدمات 

 فشلت مديرية السياحة بعنابة مرة أخرى، في إنجاح موسم الاصطياف الحالي رغم إطلاقها مخططات طموحة وتسهيل عملية توسيع نشاط الفنادق والخدمات المقدمة، إلا أن ذلك حال دون تغيير الوجه القاتم للسياحة بعنابة، التي تعرف فوضى في مختلف المجالات خاصة في قطاع السياحة، الذي يحتاج إلى مخطط أكثر نجاعة للقضاء على بعض التجاوزات الخطيرة، منها التخييم العشوائي، والاستحواذ على الحظائر واستغلال بعض مساحات البحر وفرض غرامات على الزوار والسياح في آن واحد، بالإضافة إلى التجارة الفوضوية التي صعّبت من مهام المسؤولين بعنابة بعد عجزهم عن توفير متطلبات المصطافين، الذين وجدوا أنفسهم مجبَرين على تغيير وجهتهم نحو شواطئ تونس للبحث عن الراحة والترفيه والاستجمام في ظل توفير الأمن، في الوقت الذي شكلت فوضى الحظائر العديد من المشاكل، خاصة بالشواطئ التي لا تتوفر على نقاط توقيف سيارات الزوار.

نقص في مرافق التخييم ورداءة   في الوجبات

سجلت مديرية السياحة بعنابة خلال موسم الاصطياف الحالي، توافد نحو 3 ملايين من المصطافين، بينهم 10 آلاف عائلة قدمت من ولايات الجنوب الجزائري، و5 آلاف طفل ينحدرون من ولايات مختلفة، حيث سجلت وزارة الداخلية التكفل بهؤلاء الأطفال الذين تم توزيعهم على مستوى 7 ولايات ساحلية، منها عنابة. 

ولإنجاح موسم الاصطياف بعنابة تم تجنيد أكثر من 1500 دركي وشرطي لتأمين الشواطئ المسموحة فيها السباحة؛ حرصا على حياة المصطافين، منهم الصغار والذين قضوا خلال شهري جويلية وأوت كل وقتهم في الخيم ومراكز الترفيه، حيث برمجت لهم مديرية السياحة بعنابة عدة لقاءات مع أطفال عنابة من أجل التعرف على خصوصية المنطقة وعاداتها وتقاليدها. إلى جانب هذا سطرت مديرية الشباب والرياضة هي الأخرى خرجات إلى الغابات والمنتجعات الجبلية بعد تنصيبها نحو 1200 عون ينشطون في المخيّمات الصيفية ويسهرون على راحة أطفال الجنوب، بالإضافة إلى تخصيص فضاءات لهم للفرحة والبهجة مع المجموعات الصوتية، وتقديم عروض مسرحية لهم وأخرى بهلوانية متنوعة، إلى جانب تنظيم لفائدة الأطفال المستفيدين من هذه المخيمات الصيفية، سهرات ترفيهية ومسابقات فكرية ورحلات إلى مختلف المناطق السياحية والمعالم التاريخية.. ورغم التكفل بهذه الشريحة تبقى بعض النقائص المسجلة، منها نقص الإيواء ورداءة الوجبات، إلى جانب نقص المراكز الخاصة بالتخييم رغم مشاركة مديرية التربية في توفير المدارس الابتدائية لتعزيز ملف سياحة التخييم بالمنطقة.

موسم اصطياف فاشل بسبب تزايد مافيا الشواطئ

وعلى صعيد آخر، فرض مافيا الشواطئ بعنابة خلال فصل الصيف، منطقهم على المساحات البحرية والشواطئ؛ حيث وجد المصطافون أنفسهم مضطرين لدفع ضريبة التخييم بالمنطقة أمام جملة من القوانين التي يضعها بعض البطالين، الذين يرون أن صمت وزارتي السياحة والداخلية فرصة للسيطرة على المساحات الرملية وتحويلها إلى فضاءات تحت المراقبة، حيث يتم من خلال ذلك تحديد أسعار خيالية لتجهيزات البحر، يحدث هذا في وقت كانت الجهات المحلية قد أفرجت عن قرار يخص مجانية الشواطئ، لكن لم يجد حيزا من التنفيذ بسبب الفوضى وتورط بعض الأشخاص في ابتزاز المصطافين خلال كراء لهم الشمسيات والكراسي مقابل مبالغ مالية باهظة؛ حيث يتم كراء الشمسية الواحدة بـ 800 دينار، وهو الأمر الذي يثير استياء السياح والمصطافين خاصة، مما أثار غضب الزوار بعد إقدام هؤلاء الشباب البطالين على ضرب، بقوانين الوزارة الوصية، عرض البحر، وممارسة قوّتهم على المصطافين لتحقيق أرباح طائلة. وحسب بعض المواطنين فإن لجان السياحة لم تلزم نفسها عناء التنقل لمعاينة الوضع المزري على مستوى الشواطئ التي تحولت إلى مساحات مخصصة للخواص. وحتى الأسعار يتلاعبون بها؛ لأنها تخدم مصالحهم الخاصة. وحسب بعض المستثمرين فإنهم قد تقدّموا بعدة شكاوى إلى مصالح بلدية عنابة، إلا أن ذلك لم يغيّر الوضع الحالي الذي شوّه المشهد السياحي بالولاية، خاصة أمام تراجع معدل المصطافين، الذين فضّلوا الاتجاه إلى شواطئ تونس، لكن ما تراهن عليه مديرية السياحة هو استقطاب نحو 7 ملايين سائح خلال السنة الجارية.

كراء الشقق والمباني الفوضوية يفضح ضعف التسيير 

عرفت عملية كراء شقق وسكنات قريبة من الشاطئ لقضاء عطلة صيفية ممتعة مع زرقة البحر بعنابة، انتعاشا كبيرا رغم أنها غير مرخصة من طرف مصالح بلدية عنابة. 

وبلغة الأرقام، بلغت نسبة الكراء 20 بالمائة، حسب بعض المصادر الموثوقة من الوكالات العقارية، والتي أكدت أنها تشهد مع بداية فصل الصيف، توافد العديد من الزبائن الذين يبحثون عن شقق للكراء لقضاء عطلة الصيف، والأسعار تختلف من منطقة إلى أخرى؛ فعندما تكون المنطقة قريبة من البحر يكون سعرها مرتفعا؛ فإن طابقا بفيلا يتراوح سعر كرائه ما بين 20 مليون سنتيم و25 مليون سنتيم لمدة شهر، والشقق لليوم الواحد ما بين 7000 إلى مليون سنتيم؛ أي لمدة عشرة أيام، يقدَّر سعر كرائه بحوالي 5 ملايين. وعليه فإن ظاهرة كراء الشقق والمنازل تُعد فرصة ربح بالنسبة للزوالية الذين يبحثون على أدنى هامش للربح بعد توفير البنايات الفوضوية، والتي يتم كراؤها في أحسن الأحوال خلال أسبوع بـ 12 ألف دينار جزائري.

فوضى الحظائر تنغّص حياة المصطافين بعنابة

أعدت مديرية النقل بعنابة خلال موسم الاصطياف الحالي، برنامجا مكثفا وخاصا لتعزيز شبكة النقل نحو الشواطئ؛ لتسهيل نشاط الحركة السياحية. وقد نصّبت ذات الجهة نحو 12 لجنة خاصة لمتابعة مختلف النشاطات المقدمة خلال فترة الصيف؛ تفاديا لأي انزلاق خطير أو بعض التجاوزات الأخرى. يأتي هذا البرنامج في إطار تغيير نشاط ومستوى النقل خلال موسم الاصطياف. ولإنجاح مخطط النقل الجديد سخّرت مديرية النقل نحو 500 عون و600 قابض ينشطون خلال فترات الصيف، أغلبهم استفادوا من مشروع الجزائر البيضاء.

ورغم رصد أغلفة مالية معتبرة لإنجاح مخطط النقل خلال موسم الاصطياف، إلا أن الفوضى كانت هي السائدة على مستوى الحظائر، حيث يستغل المنحرفون المواقف غير الشرعية القريبة من شواطئ الولايات الساحلية، لفرض قوّتهم وحراسة السيارات مقابل مبلغ مالي يحدده هؤلاء الشباب، وهو الأمر الذي أثار استياء العديد من الزوار والعائلات، حيث عبّروا عن امتعاضهم الشديد إزاء التحايل عليهم، وقد يصل الأمر إلى استعمال العنف ضد أصحاب الحظائر المنظمة، وقد تتدخل مصالح الأمن لاحتواء المشادات العنيفة.

غلاء الفنادق وسوء الخدمات وراء انزعاج المصطافين

راهنت مديرية السياحة بعنابة خلال موسم الاصطياف الحالي، على استقطاب 7 ملايين سائح، لكن تم تسجيل توافد 3500 مصطاف فقط. 

وحسب بعض العائلات فإن قدومهم إلى ولاية عنابة فرض عليهم غرامات مالية بسبب غلاء الفنادق المتواجدة بمدينة عنابة، ناهيك عن سوء الاستقبال والخدمات وغلاء أسعار الأكلات، خاصة التي توفرها المطاعم الشعبية، كل هذا ساهم في استنزاف جيوب الزوار والمتوافدين على الولاية، والذين طالبوا مديرتي التجارة والسياحة بالتحكم في الأسعار غير المدروسة والتي تقدَّم للسائح من أجل الربح السريع. يضاف إلى هذا نقص المرافق الموجهة للسياحة؛ حيث تحتاج ولاية عنابة إلى مشروع آخر لبناء فنادق جديدة ومجهّزة في انتظار استلام فندق الشيراطون في نوفمبر القادم.

توفّر الأمن يقابله 3500 اعتداء

من أهم الأسباب التي ساهمت في فشل موسم الاصطياف بعنابة تزايد الاعتداءات والسرقات رغم أن مصالح الأمن تعمل جاهدة على توفير الأمن والحرص على تأمين المنتجعات السياحية والشواطئ، إلا أن ذلك لم يشفع للمنحرفين تسجيل عدد كبير من الاعتداءات التي بلغت خلال شهري جويلية وأوت، نحو 3500 اعتداء، تم من خلالها توقيف 2600 شخص، أودع منهم 900 شخص الحبس المؤقت تورطوا في عدة قضايا، منها حمل السلاح الأبيض، السرقات وحتى الجرائم، حيث سجلت الجهات الأمنية 4 جرائم متفرقة خلال فصل الصيف سُجلت بالأحياء الشعبية.