ساحة "كيتاني" بالعاصمة:
تجول وسباحة إلى غاية ساعات متأخرة من الليل
- 1737
تشهد ساحة "كيتاني" بباب الوادي في العاصمة، حركة كبيرة خلال الأيام الصيفية، إذ تتوافد عليها العائلات منذ الصباح وتنقسم وجهاتها بين الساحة، الشاطئ والحديقة، من قبل العاصمين وسكان الأحياء المجاورة، قصد تغيير الجو والتمتع بالسباحة في الشاطئ الصغير الذي يعد مثاليا للأطفال الذين لا يعرفون السباحة، لأنه محمي إلى ساعات متأخرة من الليل.
في جولة ميدانية قادت "المساء" إلى ساحة وشاطئ "كيتاني" عند الظهيرة لاكتشاف مدى إقبال المواطنين على هذا المكان خلال أيام الصيف، شاهدنا العدد الهائل من العائلات التي بدأت نهارها بالنزول إلى الشاطئ، فدرجات الحرارة المرتفعة في ذلك اليوم لم تسمح لأحد بالتجول في الساحة التي تأهب الشباب القائمين على تنظيم النشاطات الترفيهية فيها منذ أولى ساعات النهار، في تحضير مختلف وسائل الترفيه من أجل استقبال المواطنين والعائلات في الفترة المسائية، حيث عادة ما تُخصَّص ساعتان قبل الغروب لتتواصل الحركة فيها إلى غاية منتصف الليل في تلك الساحة.
ولعل أكثر ما لفت انتباهنا عند تواجدنا بساحة "كيتاني"، وجود العديد من العائلات العاصمية ومن باقي الولايات بهذا الشاطئ، قادمين رفقة أبنائهم وعائلاتهم الذين ينصبون المظلات الشمسية وكراسيهم على طول الشاطئ، يسبحون في مياهها ويستلقون على رمالها مستمتعين بتلك الأجواء، من أجل التخفيف من الضغط اليومي الذي يلاحقهم، بعد العمل وغيرها من أمور الحياة التي تزيد من التعب والإرهاق البدني والنفسي طيلة فصل الصيف.
ولرصد آراء بعض المواطنين بخصوص تفضيلهم شاطئ "كيتاني" على باقي الشواطئ والأماكن السياحية الأخرى المتواجدة بالعاصمة، اقتربنا من إحدى العائلات التي كانت متواجدة بهذا الشاطئ، منهم رقية القادمة من ساحة الشهداء رفقة أبنائها بالعاصمة، والتي حدثتنا عن سبب اختيارها لهذا الشاطئ والساحة الكبيرة التي يزخر بها، إلى جانب الحديقة المقابلة للساحة التي تتوسطها أحد أجمل النافورات بالعاصمة، مؤكدة لنا بقولها: "بأن النزول إلى شاطئ كيتان جد سهل فهي قريبة من البيت ويمكن التوافد إليها مشيا على الأقدام أو باستعمال النقل العمومي، فذلك لا يكلف المال للتنقل من بلدية إلى أخرى، كما أنه يمكن النزول إلى الشاطئ في أي وقت نشاء، ولا نقلق بشأن التفكير في ساعة العودة والوصول إلى البيت بسبب الزحمة المرورية الكبيرة التي تعرفها الطرق المؤدية إلى البحر في هذه الفترة من السنة.
من جهته، أوضح علي سبب تفضيله ساحة وشاطئ "كيتاني" بالقول: "في كل سنة أقصد أنا وعائلتي هذا المكان لقضاء وقت ممتع، خصوصا أنه شاطئ عرف تهيئة مؤخرا جعلته من الشواطئ الآمنة بالعاصمة، لاسيما أنه تم بناء تلك الجسور الحجرية التي أصبحت تشكل حاجزا للأمواج الخطيرة على الأطفال وبذلك أصبح البحر في هذا الشاطئ يحمل يوميا الراية الخضراء أي السباحة فيه آمنة.
وعلى صعيد آخر، قال محمد الذي كان رفقة زوجته وبنتهما بأنه قصد هذه الساحة أمر جد ممتع، فهناك يمكن تمضية ساعات من اليوم بين أحضان هذه البلدية دون الملل، فالجو العائلي الذي تتميز به هذه الساحة يسمح للكثيرين بتفضيلها بدل الذهاب إلى أماكن سياحية أخرى تفتقر لبعض التفاصيل منها النظافة، إلى جانب الأمن، مضيفا أن دوريات الشرطة التي تتفقد الساحة إلى غاية ساعات متأخرة من الليل تساهم في تعزيز السياحة المحلية في هذه البلدية.
حديقة "كيتاني".. بديل الشاطئ للعاصمين
اقتربنا من الحاجة خيرة التي كانت رفقة جارتها أمينة، واللتان كانتا جالستان بالقرب من النافورة التي تتوسط هذه البلدية، أشارت إلى أن "كيتاني" مقصد العديد من العائلات ليس العاصمين فقط وإنما أبناء البلديات المجاورة لها، الذين يستمتعون بالجلوس هنا وتقسيم وقتهم بين البحر، الحديقة، وكذا نشاطات التسلية في الساحة، فضلا على محلات بيع الألبسة الجاهزة التي تعشقها الفتيات والنسوة والتي لا تسدل ستارها إلى الليل.
واستلمت جارتها أمينة طرف الحديث بالقول بأن محلات بيع المثلجات ومطاعم الأكل السريع هي الأخرى من المحفزات التي تجعل هذا المكان قبلة للمواطنين بامتياز، فكل ما يريده المتجول هنا يكون تحت خدمته ليوفر له الراحة التي يريدها خلال يوم من الصيف الحار، بتناول المثلجات والسهر إلى غاية ساعات متأخرة مضيفة بقولها: "من العائلات من تنزل إلى الشاطئ في الفترة الليلية، تجلب معها مختلف أنواع المأكولات والمشروبات للعشاء، ويستغل الأطفال الفرصة للسباحة خلال الليل، في حين يتوافد آخرون على محلات بيع الشواء لتمضية وقت مع العائلة والأصدقاء، ثم العودة إلى البيت".
على صعيد آخر، أشار أحد الشباب المتواجدين بالساحة رفقة أصدقائه، إلى أنه يأمل أن تستفيد هذه المنطقة من إعادة تهيئة كاملة، حيث انطلقت أشغالها قبل سنوات، ووعد القائمون على إعادة تهيئتها حسب المخطط، بأنها سوف تصبح من أحسن المناطق السياحية جمالا بالعاصمة، مما سوف يعطيها طابعا سياحيا بامتياز أفضل من الذي هي عليه حاليا.
الأمن والنظافة.. ميزة الساحة
يعتبر تواجد الأمن والنظافة في شاطئ "كيتاني" سببا من أسباب هذا الإقبال الكبير، خاصة مع عملية التهيئة الواسعة التي عرفها في السنوات الأخيرة، حيث شهد انتشارا واسعا لحاويات القمامة التي وضعت في كل زاوية من أجل تفادي الرمي العشوائي للنفايات من طرف المتوافدين على المكان، إضافة إلى وجود عدد كبير لأعوان الأمن بالساحة والحماية المدنية بالشاطئ، الذين يسهرون على حماية العائلات، من أجل ضمان راحتهم إلى غاية ساعات متأخرة من الليل طيلة موسم الصيف والاصطياف.