عيسى للأئمة والمرشدات المنتدبات إلى فرنسا:
عليكم تمثيل بلدكم أحسن تمثيل ونبذ العنف والتطرف
- 541
دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى الأئمة بمختلف مساجد فرنسا، إلى ضرورة نبذ العنف والغلو والتشدد الديني، والعمل على نشر قيم التسامح والتآخي والفضائل السمحة للدين الإسلامي الحنيف، وتكريس مبدأ التعايش بين أفراد الجالية الوطنية والمجتمع الفرنسي، مؤكدا أن مسؤوليتهم في هذا البلد تتمثّل في السهر على تصحيح الرؤية الخاطئة لمفهوم الإسلام، على أنه معتقد يغذّي التعصّب والإرهاب.
وأوضح السيد عيسى خلال إشرافه أول أمس بدار الإمام بالمحمدية على افتتاح أشغال يوم تكويني لفائدة الأئمة والمرشدات الدينيات المنتدبين إلى فرنسا بحضور عميد مسجد باريس دليل بوبكر وممثل المكتب المركزي للأديان بوزارة الداخلية الفرنسية أرنود شوماس، إلى جانب إطارات من الوزارة، أوضح أنه يتعيّن على كافة الأئمة والمرشدات المنتدبين إلى فرنسا لخدمة وتسيير المساجد، التكثيف من جهودهم في سبيل نشر القيم المثلى للدين الإسلامي، القائمة على احترام الآخر وحسن المعاملة والتعايش معه في كنف السلام والأمن، وإقناع أفراد الجالية الوطنية بضرورة حسن الخلق تجاه الآخرين، وهذا بما يضمن في الأخير تقديم أفضل صورة عن الإسلام بعيدا عن العنف والتشدّد.وأكد الوزير في كلمته الافتتاحية مخاطبا هؤلاء الأئمة والمتخرجين البالغ عددهم 61 إماما منهم 03 مرشدات قد تخرّجوا من معاهد تكوين الأئمة، أنّهم حُمّلوا مسؤولية كبرى عند انتدابهم العمل بمساجد فرنسا، تتمثّل في العمل على تعليم وتوعية أفراد الجالية المسلمة بما فيها الوطنية، وتلقينهم تعاليم الدين الإسلامي وإمامتهم في الصلوات الخمس وخطب الجمعة والأعياد، وأكثر من ذلك المساهمة الفعالة في تبييض صورة هذا الدين الحنيف وتبرئته من مظاهر العنف والإرهاب وتمثيل بلدهم أحسن تمثيل في فرنسا بتنسيق العمل الدائم والمتواصل مع مسجد باريس والسلطات الفرنسية والجمعيات الدينية الناشطة في الميدان.
وقال الوزير في هذا الشأن: "إن تجربة الجزائر رائدة في هذا المجال، بدليل إرسالها كل سنة بعثة من الأئمة والمرشدات لخدمة الدين والمجتمع، وتعزيز القيم والمبادئ الإنسانية مع الديانات الأخرى..".
كما دعا السلطات الفرنسية وعلى رأسها وزارة الداخلية، إلى الانخراط في هذا المشروع الهام والسّير في هذا الإطار.
دليل بوبكر: مسجد باريس سيرافقكم في هذه المهمة النبيلة
ومن جهته، نوّه عميد مسجد باريس دليل بوبكر في تدخّل له، بانتداب هؤلاء الأئمة والمرشدات إلى فرنسا لترسيخ قيم التعاون والتسامح بين أفراد الجالية الوطنية والمجتمع الفرنسي.
وأوضح بوبكر أن مسجد باريس سيكون سندا كبيرا في تعليم هؤلاء الأئمة وتلقينهم مبادئ الدين الإسلامي واللغة الفرنسية على وجه التحديد، لتسهيل التواصل مع مختلف الأطياف الدينية والثقافية هناك، والتعرّف أكثر على ثقافة وتاريخ وعادات وتقاليد الشعب الفرنسي لتسهيل المهمة.
كما ردّ على خلفية تعيين أحد الإطارات بالمسجد يعتنق الديانة المسيحية، بأن الغرض من ذلك بعيد كل البعد عن الجانب الديني، حيث إن تعيينه من باب المساهمة في تلقين الأئمة ورواد المسجد مبادئ الثقافة الفرنسية وتاريخ الشعوب وما شابه ذلك، وليس له أي علاقة بالتدريس الديني أو المعتقد، كما يظن البعض، على حد قوله.
ممثل الداخلية الفرنسية ينوّه بوعي الأئمة
وبدوره، ثمّن ممثل المكتب المركزي للأديان بالداخلية الفرنسية أرنود شوماس، الوعي الكبير الذي أضحى يتميّز به الأئمة الجزائريون والمرشدات الدينيات بمختلف المساجد الفرنسية، وعملهم المتواصل في مواجهة العنف والتطرّف؛ من خلال خطاباتهم المسجدية، وهذا بالتنسيق مع السلطات الفرنسية في إطار احترام مبدأ فصل الدين عن الدولة (اللائيكية)، داعيا إلى اجتماعات دورية لتعميق نشر هذه المفاهيم الهامة.
ونفى السيد شوماس، بالمناسبة، التضييق على ممارسة الشعائر الدينية بفرنسا، خاصة الدين الإسلامي.
كما أكد المسؤول الفرنسي أن مصالحه ستعمل على تكوين هؤلاء الأئمة بمعاهد وجامعات فرنسية؛ للرفع من مستواهم في اللغة الفرنسية، حيث سيتوَّجون بشهادات جامعية تثبت مستواهم.