مولودية الجزائر: مناد يحذّر من استصغار شباب باتنة 

مهاجمو الفريق تحت الضغط 

مهاجمو الفريق تحت الضغط 
  • 143
ع. إسماعيل ع. إسماعيل

لازال الخط الهجومي أكبر انشغال مدرب مولودية الجزائر جمال مناد، الذي يبدي استياءه من نقص الفاعلية لدى مهاجمي فريقه، الذي ظهر في الجولتين الأوليين قليل الفاعلية بالرغم من اكتسابه مهاجمين مخضرمين بوسعهم اختراق أي دفاع.

في المباراة الأولى ضد شبيبة القبائل بملعب هذه الأخيرة، خلق زملاء بوقاش لأنفسهم فرصا عديدة للتسجيل لكن بدون أن يتوصلوا إلى استغلالها؛ ممّا أثار قلق وغضب جمال مناد، الذي حث مهاجمي تشكيلته على ضرورة استغلال سرعة التنفيذ لمخادعة يقظة دفاع الخصم، مثلما فعل المهاجم سيقر أمام اتحاد الحرّاش في الجولة الثانية من البطولة. ويصنع هذا اللاّعب الاستثناء في الخط الأمامي لما أبداه من قوة في التوغل وسرعة في تنفيذ الهجومات الخاطفة.

وقد لاحظ مناد وجود سلبيات عديدة على مستوى الخط الأمامي، وذكر بالأخص تباعد المهاجمين فيما بينهم عند امتلاك أحدهم الكرة والاحتفاظ بهذه الأخيرة أكثر من اللاّزم. وأكثر ما يريده الطاقم الفني في أسرع وقت هو بلوغ التهديف ذروته في الجولات القليلة القادمة لإدراكه الإمكانيات الكبيرة التي يملكها خط هجومه، وينبغي عليه، بشكل خاص، استغلال الدّعم القوي الذي تقدّمه له عناصر خطي الدّفاع ووسط الميدان. انشغال المدرب مناد بعامل الفعالية دفعه إلى تخصيص حصص تدريبية خاصة للمهاجمين الذين ما انفكّ يحثهم على ضرورة التركيز أمام دفاع الخصم؛ من أجل تفادي ضياع الفرص التي تتاح لهم. 

وتؤكد مصادر قريبة من فريق العميد أنّ مناد لن يتردّد في وضع بعض المهاجمين في دكّة الاحتياط في حال ما إذا تأخروا عن الاستفاقة التي ينتظرها منهم، لا سيما أن مهاجمين مثل جمعاوين، عواج وزرداب مستعدّون لاستخلافهم في الخط الأمامي. ويتوقّع مناصرو الفريق حدوث تنافس كبير بين المهاجمين من أجل احتلال المناصب الأمامية في الفريق، وهو الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه جمال مناد، الذي يأمل أن يساعد هذا العامل فريقه في البطولة.

ولا شك أنّ المباراة القادمة ضد شباب باتنة بملعب 5 جويلية، ستشكل امتحانا حقيقيا لعناصر خط الهجوم التي سيقحمها المدرّب مناد، حيث إنّ فاعليتهم ستحدّد مصير بقائهم في التشكيلة الأساسية، لا سيما أنّ الطّاقم الفني للعميد مصمّم على تطبيق اللّعب الهجومي في هذا الموعد، الذي تريد مولودية الجزائر استغلاله من أجل تدعيم موقعها في الترتيب.

وكان المدرب جمال مناد قد صرح بأنّ توقف البطولة بعض الأيام جاء في وقته، حيث سمحت له هذه الاستراحة التي تعرفها المنافسة الرسمية، بإعادة تنظيم كثير من الأمور داخل فريقه، إذ إنّ الهجوم ليس الخط الوحيد في الفريق الذي كان عرضة لانتقادات الطاقم الفني، حيث طلب هذا الأخير من لاعبي الدّفاع ووسط الميدان، تحسين مردودهم في كثير من الجوانب من أجل تحسين المردود الجماعي للفريق. 

ومن المنتظر أن يستأنف فريق العميد صبيحة اليوم، التدريبات بأحد الملاحق لملعب 5 جويلية بعد أن استفاد لاعبوه من يومين راحة. وقد برمج مناد حصة تدريبية واحدة في اليوم لاعتقاده أنّ هذا البرنامج التدريبي سيكون كافيا للحفاظ على رشاقة اللاّعبين وتفادي، بشكل خاص، تعرضهم للإرهاق والإصابات. ويتوقّع الملاحظون اتجاه مناد نحو الاحتفاظ بنفس التشكيلة التي أقحمها أمام اتحاد الحرّاش، لكن لا يُستبعد إقحام بعض اللاّعبين خلال المباراة ضد شباب باتنة، على غرار المدافع دمّو المصمّم على استرجاع مكانته في وسط الدّفاع، حيث إنّ تواجده مع الفريق الوطني الأولمبي خلال فترة تحضيرات العميد، أبعده عن الاستراتيجية التي اعتمدها المدرب مناد، الذي يدرك أكثر من أي أحد الإمكانيات الكبيرة التي يملكها دمّو، ولن يتردّد في استغلالها لصالح المجموعة. ونفس الشيء يريده مناد مع المدافع الآخر بوهنة، الذي فقد منصبه في وسط الدّفاع لصالح اللاّعب الجديد ميباراكو، الذي أصبح يشكل مع زميله عزّي ثنائي محور الدّفاع في تشكيلة مولودية الجزائر، لكن لا يُستبعد توجه مناد في الجولات القادمة إلى اختيار الثنائي دمو وبوهنة، اللذين لعبا سويا مع الفريق في أغلب جولات البطولة الفارطة.

ولتفادي الوقوع ضحية أي مفاجأة، طلب المدرب مناد من عناصر فريقه عدم الاستخفاف بفريق شباب باتنة، الذي سيأتي إلى العاصمة من أجل تسجيل نتيجة إيجابية، لكن أكثر ما يخشاه الطاقم الفني للعميد هو التأثيرات السلبية لغياب مناصري الفريق؛ إذ إنّ المباراة ضد الفريق الباتني ستجري بدون جمهور بعد الإجراءات العقابية التي اتخذتها مؤخرا لجنة التأديب للرابطة الوطنية، والرامية إلى الحدّ من ظاهرة العنف التي اجتاحت ملاعبنا بسبب غياب عناصر الأمن داخل الملاعب.

وقد حيّا رئيس مولودية الجزائر عمر غريب العودة الرسمية للشرطة إلى الملاعب ابتداء من الجولة القادمة. واعتبر أن اتخاذ هذا الإجراء كان ضروريا ولا يمكن الاستغناء عنه مادام العنف متواجدا بملاعبنا التي غادرها جانب كبير من الجمهور؛ بسبب غياب الأمن في المدرّجات التي شهدت مواجهات عنيفة بين الأنصار.