يلتحق اليوم أزيد من ١.٦ مليون طالب بمقاعد الدراسة ، في مشوار جديد متجدد يحمل العديد من المتغيرات والتحديات، انطلاقا من تطبيق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي طريقتين جديدتين في التسجيلات والتحويلات، على أمل أن يتم تشريح واقع الخدمات الجامعية، وهو الملف الذي سيصحح العديد من النقاط السوداء والاختلالات التي ما فتئت تؤثر على التحصيل العملي للطالب. وقد لا يثار هذا الموسم مشكل المقاعد البيداغوجية التي تم توفيرها بشكل مريح في عموم ولايات الوطن، وتذكر تقارير مراسلي "المساء" في هذا الملف، جانبا من هذا الاكتفاء، ومثال ذلك ما يسجل بولاية قسنطينة، التي يؤكد رئيس جامعتها أنه بالإمكان استقبال ١٢٠ ألف طالب، و٥٠ ألفا بجامعة سطيف، و٢٤ ألفا بالبويرة، ووهران ستؤم ٢٠ ألف طالب، وغليزان ١٩ ألف طالب، فيما قد تشذّ جامعة تيزي وزو التي تستقبل أزيد من ١١ ألفا، عن القاعدة؛ كون هذا العدد لا تستوعبه المقاعد المتوفرة، وقد تخلط التعديلات في تنظيمات الانتقال، أوراق الطلبة بجامعة باب الزوار بالعاصمة هذا الموسم،  لكن على العموم ما يميّز هذا الموسم هو الإقبال على التخصصات الجديدة الملبية لمتطلبات سوق الشغل، وانطلاق تجربة التعليم عن بعد مثلما سُجل بجامعة وهران، ومدارس عليا جديدة تفك الضغط عن العاصمة، وتتطلع لتسهيلات أخرى تخدم الأسرة الجامعية.

جامعة باتنة...  وفرة الهياكل تضمن الدخول المريح

تعززت جامعة الحاج لخضر بولاية باتنة بقطب جامعي جديد بمنطقة فسديس، رصد له غلاف مالي قدره 11.33 مليار دينار. وقد تم استلام العديد من المشاريع المتعلقة بالهياكل البيداغوجية، منها 2000 مقعد مخصصة لكلية الحقوق،  1500 مقعد للبيولوجيا وكذا 500 مقعد في شكل مدرجين لقسم الصيدلة والهياكل المساعدة في المجال الإداري والعلمي، ومشروع مجمع مخابر البحث العلمي الممون من طرف الصندوق الوطني للبحث العلمي، فضلا عن إنجاز 20 ألف سرير أدرج منه في البرنامج التكميلي 8000 سرير ومطعم مركزي لمواجهة الطلب، بعدما ارتفع عدد إلى 60 ألف طالب. 

تم رفع طاقة الاستقبال الإجمالية لقطاع التعليم العالي بولاية باتنة إلى 40 ألف مقعد بيداغوجي، تحسبا للدخول الجامعي 2016 /2017، مما يمثل 7000 طالب جديد، حسبما أكده لـ"المساء" نائب مدير جامعة باتنة "1" المكلف بالتنمية والاستشراف والتوجيه، الدكتور بلقاسم بوزيدة عيسى الذي أوضح أن عملية التسجيلات جرت في ظروف عادية نتيجة القرارات التي اتخذتها الوصاية والتي قلصت من الوثائق الخاصة بالتسجيل، تنفيذا للمرسوم التنفيذي الجديد في الموضوع. كما أن الأماكن البيداغوجية جاهزة لاستقبال الطلبة بعدما انخفضت نسبة رسوب طلبة السنة الأولى إلى 10 بالمائة، وقد تم تسجيل أزيد من 6768 حاملا لشهادة البكالوريا و7220 طالبا جديدا محولا مرتقبا وجهوا خلال هذه العملية إلى جامعة باتنة "1".

وأبرز المسؤول أن الموسم الجامعي الحالي سيعرف استلام 1500 مقعد بيداغوجي جديد في مطلع شهر سبتمبر القادم و2000 مقعد بيداغوجي للغات الأجنبية بجامعة باتنة "2"،  إلى جانب ذلك تشهد الجامعة ترميمات شاملة تخص التدفئة، تزفيت السطوح، الطلاء، الترصيص، تهيئة الطرق والمحيط داخل الجامعة والكهرباء والإنارة، كما استفاد القطاع من مشروع يتعلق بإنجاز مركز متخصص في البحث في التاريخ، حيث سيكون لهذا المشروع الهام دور فعال في بعث حركة علمية رائدة في مجال هذا النوع من البحوث.

ويتوفر بجامعة باتنة "1" ما يقارب 37 ألف مقعد بيداغوجي، مما يسمح بدخول جامعي جديد مريح، حسب المتحدث الذي أوضح أن جميع التكوينات المهنية تدخل في إطار الاستراتيجيات القطاعية للتنمية الاقتصادية الوطنية، وتنسجم مع احتياجات سوق الشغل بفضل دار "المقاولاتية" التي تكمن مهمتها في رسم الخطط السنوية لتقريب الجامعة وانفتاحها على محيطها الاقتصادي والاجتماعي وحتى الثقافي وربط علاقات مع المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة ومختلف الهيئات الحكومية ذات العلاقة بقطاع الشغل، مثل الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، فضلا عما توفره المقاولاتية من فرص لإبرام اتفاقيات مع مختلف المؤسسات التي تكون بحاجة ماسة للموارد البشرية والأدوار التي تضطلع بها كمؤسسة معرفية في دعم وترقية الاستثمار مع مختلف المؤسسات الاقتصادية.

وتم في إطار التعاون، إبرام اتفاقية مع الأكاديمية العسكرية بشرشال وجامعات أدرار، البليدة، وهران "2"، وتعد هذه الاتفاقية المبرمة في إطار الهيكلة الجدية بالمكسب واتفاقيات مع الهيئات الدولية جامعة كالمدرسة العليا بباريس. 

دخول جامعي مريح بسكيكدة ... هياكل جديدة وفروع علمية واعدة

تستعد جامعة 20 أوت 55 في ولاية سكيكدة برسم الموسم الجامعي 2016 /2017، لاستقبال 6926 طالبا جامعيا جديدا، حسب مدير الجامعة الدكتور حداد سليم الذي ذكر لـ"المساء"، أن حصة الأسد في التسجيلات عادت إلى شعبة علوم وتكنولوجيا بـ1356 طالبا وطالبة تليها العلوم الاقتصادية بـ937 طالبا وطالبة وبعدها العلوم الإنسانية بـ791 طالبا وطالبة، جلهم سجلوا في الإعلام والاتصال،  إضافة إلى فرع اللغات والأدب العربي بـ763 طالبا وطالبة،  فيما تم تسجيل 12 طالبا وطالبة فقط في العلوم السياسية.

أفاد مصدرنا أن جديد تسجيلات هذه السنة هو حصول الطالب على بطاقته في ظرف 05 دقائق، بفضل الإمكانيات التي سخرت والمجهودات التي بذلت، كما تم تقريب كل الخدمات الاجتماعية من الطلبة الجدد، سواء من حيث الإيواء أو المنحة أو النقل وتم بالاتفاق مع صندوق الضمان الاجتماعي توفير فضاء خاص من أجل التسهيل للطلبة عملية تقديم ملفاتهم بهدف الحصول على بطاقة الشفاء في سبتمبر الداخل.

هياكل بيداغوجية جديدة

فيما يخص جديد الموسم الجامعي، فإن جامعة 20 أوت 55 بسكيكدة ستتدعم بـ4 آلاف مقعد بيداغوجي جديد سيتم استلامه خلال شهر نوفمبر المقبل، إضافة إلى قاعة المؤتمرات بـ600 مقعد، مجهزة بأحدث المعدات المتطورة وورشة للسمعي البصري، كما سيتم فتح البهو التكنولوجي للفيزياء والكيمياء الذي سوف يتم تزويد مخابره بجميع الأجهزة والتكنولوجيات الحديثة، بعد أن رصد للعملية مبلغ 13 مليار سنتيم، مع إنشاء مركز تدريب لتكوين ورسكلة إطارات المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية الذي سيعود بالفائدة المادية على الجامعة في إطار تقديم الخدمات، خاصة بعد أن تلقت الجامعة، حسب مديرها، طلبات من مختلف المؤسسات الاقتصادية المتواجدة بالقطب البتروكيماوي لسكيكدة وكذا من قبل العديد من الإدارات العمومية لتكوين ورسكلة إطاراتها، ناهيك عن استلام إقامة جامعية للبنات بسعة 2000 سرير.

فرع للهندسة المعمارية وأخرى واعدة 

كما تقرر خلال هذا الموسم فتح عدة فروع جديدة، منها فرع الهندسة المعمارية، حيث سيكون بمقدور الطلبة تحضير الماستر في الهندسة المعمارية بجامعة سكيكدة بعد أن كانوا مخيرين في تحضيرها بين جامعتي قسنطينة وعنابة. كما ستتدعم الجامعة بمعهد في تكنولوجيا الفلاحة وكذا تحضير ليسانس في الاقتصاد القياسي وأخرى في بيولوجيا مراقبة النوعية، وسيفتح أيضا فرع في الأدب الإنجليزي سيدعم بأساتذة من خارج الجامعة، في إطار التعاون والتبادل من أجل تغطية العجز، خاصة بعد فتح الماستر الجديد للطلبة،  إضافة إلى هذا سيتم اعتماد ماستر اللسانيات وليسانس في الاقتصاد الرقمي.

فتح 15 مسارا جديدا في الدكتوراه

وفي سياق آخر، سيتم خلال الموسم الجامعي الحالي فتح 15 مسارا جديدا في الدكتوراه، وهو شيء جيد بالنسبة لجامعة سكيكدة مقارنة بالجامعات الأخرى، خاصة بعد تأهيل جامعة سكيكدة بقرار وزاري لضمان التكوين من أجل نيل شهادة الدكتوراه بعنوان السنة الجامعية 2016 /2017 التي ستكون في بداية السنة، وهي مسابقات وطنية سيتم تحديد آجال دفع الملفات وتاريخ المسابقة خلال هذه الأيام بالخصوص، بعد أن تم اتخاذ جميع الإجراءات في انتظار مصادقة مصالح الوظيف العمومي على العملية لإعلان النتائج النهائية، مع الإشارة إلى أنه حدد تاريخ 31 ديسمبر القادم كآخر أجل لمناقشات رسائل الدكتوراه.

أزيد من 50 ألف طالب مرتقب بجامعة سطيف...  مخابر ومناصب جديدة لتحسين المستوى والبحث العلمي

 ضبطت إدارتا جامعتي سطيف "1" و"2" جميع الترتيبات الخاصة بالتسجيلات والهياكل البيداغوجية، تحسبا لإنجاح الدخول الجامعي الجديد، حيث أحصت المصالح المختصة أزيد من 14 ألف مسجل جديد في مختلف التخصصات، 8 آلاف منهم بالقطب الجامعي الباز "1"، مما يجعلهما من أكبر الجامعات من حيث تعداد الطلبة الذي سيفوق 50 ألف طالب مع الدخول الجامعي الجديد والعدد مرشح للارتفاع خلال المواسم المقبلة، فضلا عن تدعم هذا القطاع بهياكل تتمثل في مخابر ومناصب بيداغوجية جديدة ستساهم في تحسين المستوى والبحث العلمي.

كان الإقبال أكثر بالنسبة لجامعة محمود لمين دباغين، سطيف "2"، على اللغة الإنجليزية بالدرجة الأولى، تليها اللغة الفرنسية في المرتبة الثانية، ثم العلوم الإنسانية وتتوالى باقي التخصصات، أما بجامعة فرحات عباس الباز، سطيف "1"، فالإقبال دائما يكون أكثر على العلوم الطبية؛ الطب، ثم جراحة الأسنان، بعدها الصيدلة في المقام الثالث، ويأتي تخصص الرياضيات والإعلام الآلي والهندسة المعمارية لتتوالى بعدها باقي التخصصات.

يعد القطب الجامعي الثاني محمد لمين دباغين، من أكبر الجامعات الجزائرية لتوفره على هياكل ومنشآت بيداغوجية، لاسيما في مجال البحث العلمي، حيث يحصي لوحده 11 مخبرا ووحدة بحث في الموارد البشرية، مما جعله يوفر المناخ اللازم والملائم للباحثين في مختلف التخصصات، بالإضافة إلى انفتاحه على عالم الشغل، وفي هذا الإطار تمت خلال سنة 2016 إمضاء اتفاقيات تعاون مع 09 مديريات محلية، يتعلق الأمر بمديريات الصحة والسكان، الثقافة، البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال وكذا ديوان مؤسسات الشباب والمتحف الوطني العمومي للآثار، ومتحف المجاهد، إلى جانب عدد من الجمعيات الناشطة في المجال العلمي، على غرار الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية وشبكة "ندى" ووكالة دعم تشغيل الشباب "أونساج"، تكللت بإنشاء وتفعيل دار المقاولاتية بالحرم الجامعي، حيث تم تعيين مدير لهذه الدار وهو أستاذ جامعي، من أجل التعريف بآليات التشغيل التي توفرها الدولة من خلال جهاز "أونساج"، وتم تنظيم دورة تكوينية في هذه الصائفة لفائدة حوالي 30 طالبا، تمنح لهم شهادات توفر لهم الأولوية في منح مشاريع "أونساج".

وبخصوص التحضيرات المتصلة بالدخول الجامعي كالهياكل الجديدة والمناصب البيداغوجية، تعكف إدارة جامعة محمد لمين دباغين على تنظيم مسابقات توظيف الأساتذة من أجل تعزيز مجال التأطير البيداغوجي، حيث تتوفر الجامعة على حوالي 602 من الأساتذة الجامعيين لحوالي 20 ألف طالب، في انتظار تعزيز هذا الرقم بالأساتذة الذين سيلتحقون بالجامعة مع بداية الدخول الجديد، بعد فتح مناصب مالية جديدة، أما في مجال الهياكل، فتستعد الجامعة لاستلام 4000 مقعد بيداغوجي جديد من أصل 6 آلاف كرسي، وتعكف على التحضير لنقل كلية الحقوق والعلوم السياسية من الباز إلى الهضاب، من أجل السماح لتجميع كليات جامعة سطيف "2" في مكان واحد ومنه التسيير الأحسن والأمثل للجامعة.

كما كان لجامعة محمد لمين دباغين سطيف "2" خلال المواسم الجامعية الماضية، العديد من الأنشطة وتبادل الخبرات في إطار التوأمة بين الجامعات، حيث تتوفر الجامعة على 10 اتفاقيات تعاون مع جامعات أوروبية، منها جامعة بيرغام الإيطالية ولاريوخا الإسبانية وكاليفورنيا الأمريكية ولوهافر الفرنسية، بالإضافة إلى المدرسة العليا بباريس الفرنسية، سمحت هذه الاتفاقيات بزيارة العديد من الأساتذة الأجانب ممن يتوفرون على كفاءات علمية عالية استفاد العشرات من الطلبة من خبرتهم، خاصة طلبة علم الآثار.

أما بخصوص جديد عقود التوظيف المبرمة مع الشركات، فقد نظمت إدارة الجامعة يوما مفتوحا لكل الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعين والمؤسسات المعنية للتعرف على البحوث العليمة المنجزة في إطار الدكتوراه، علها تجد يدا تمد إليها من الناحية الاقتصادية، وهذا يندرج في إطار فلسفة الجامعة القائمة على الانفتاح على المحيط وربط الجامعة مع الخارج.

جامعة جيجل  6522  طالبا جديدا

اختتمت أمس مرحلة التسجيلات الجامعية لسنة 2016 بجامعة الصديق بن يحي في ولاية جيجل، حيث تم فيها  تسجيل 6522 طالبا جديدا للسنة الدراسية 2016 /2017 بنسبة بلغت 97 في المائة من العدد الإجمالي للطلبة الجدد، والمقدر بـ6750 طالبا موجهين للتسجيل في الجامعة، موزعين على 15 فرعا وتخصصا بـ07 كليات، سواء الكليات والمعاهد الموجودة بالمقر الرئيسي للجامعة الكائن بمدينة جيجل أو الكليات الفرعية الخاصة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، الكائنة ببلدية تاسوست شرق مدينة جيجل.

وفي هذا السياق، أكد نائب عميد جامعة جيجل المكلف بالبيداغوجية والدراسات، السيد عميرة أن مسالة التحويلات والتسجيل عبر الخط، أي بطريقة إلكترونية ستتم طبقا للقرار الوزاري المتعلق بالتسجيلات بين 14 و17 من شهر سبتمبر.