جمعيات تبدي رأيها لـ"المساء” حول تبني الولاية مشروع ترميم القصبة
ارتياح كبير وأمل في ترميم أسرع "للمحروسة"
- 1045
أحدث إعلان وزير الثقافة، السيد عز الدين ميهوبي، خلال ندوة صحفية حول تسليم ملف ترميم القصبة لولاية الجزائر، بعد أن كان تحت وصاية وزارة الثقافة، ممثلة بالديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية، زلزالا على مستوى كل الأطراف التي تعنى بقضية المحروسة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، حيث سعد رؤساء جمعيات “عقال القصبة” و"مؤسسة القصبة” و"جمعية أصدقاء الجزائر لحماية القصبة” بهذا القرار. كما اعتبر السيد عبد الوهاب زكاغ، مدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المكلف “سابقا” بترميم القصبة، أن ترميمها سيشهد وتيرة أسرع. فهل ستشهد المحروسة الخلاص بتغير مسؤولي ترميمها ويتم إنقاذها قبل فوات الأوان، أم أنها ستواصل تدهورها أمام الملأ؟
عبد الوهاب زكاغ: استنزفنا مبلغ 24 مليارا من الـ92 المبرمجة، وقد نواصل الترميم
قال السيد عبد الوهاب زكاغ، مدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية، أن ولاية الجزائر انطلقت في عملية ترميم معالم من القصبة قبل صدور قرار تحويل مشروع الترميم إليها، حيث رمم حاليا كل من قصر حسان باشا وجامع البراني ومنزل احتضن الثورة وعمارة كان يسكن فيها الفنان الراحل محي الدين بشطارزي، مضيفا أن كلفة هذه الأشغال لا تدخل في ميزانية ترميم القصبة التي كانت وزارة الثقافة مكلفة بها وحددت بـ92 مليار سنتيم.
وأضاف المتحدث أن عملية تحويل هوية صاحب مشروع ترميم القصبة من وزارة الثقافة إلى ولاية الجزائر هي قيد التحويل، حيث سيتم على مستوى هذه الأخيرة دراسة الصفقات الخاصة بعملية الترميم. كما أشار إلى تعطل الأمور الخاصة بترميم القصبة على مستوى وزارة الثقافة بفعل عراقيل الإدارة والبيروقراطية، بيد أنها ستكون وتيرتها أسرع مع الولاية.
واعتبر المتحدث أن الشروط التقنية في عملية الترميم ستبقى نفسها، وهو ما ينطبق أيضا على تفاصيل المخطط الدائم لحماية القصبة، حيث سيكون هناك تواصل لعملية ترميمها، غير أن والي الجزائر هو الذي سيكون المسؤول الأول عن ترميمها من خلال مديرية التجهيزات العمومية، ليحل محل وزير الثقافة الذي كان ينوب عنه المتحدث، مدير الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية.
أما عن دور هذا الديوان في جديد قضية ترميم القصبة، فيعتقد مديره أنه سيواصل تنفيذ المشروع، لكن الأمور لم تتضح بعد. في المقابل، أكد زكاغ أن الديوان تحصل فقط على 24 مليار سنتيم من ضمن الـ92 مليار سنتيم المبرمجة لتجسيد عملية الترميم، مشيرا إلى الانتهاء من عملية تنفيذ المخطط الاستعجالي، ومنه الانتقال إلى وضع دفتر الشروط وبداية اختيار مكاتب الدراسات.
بلقاسم باباسي: الديوان ضعيف والولاية قوية بنفوذها
اعتبر رئيس مؤسسة القصبة والباحث بلقاسم باباسي، أن عملية انتقال مشروع ترميم القصبة من وزارة الثقافة إلى الولاية أمر جيد، باعتبار أن الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية واجه صعوبات كبيرة في عملية ترميم القصبة، نظرا لضعفه، رغم أنه حاول أن يقوم بما عليه، لكن لم يتمكن من ذلك. مضيفا أنه على الأقل، يمكن لوالي الجزائر أن يتحرك أكثر باعتبار أن كل مصالح الولاية تحت يديه، كما أنه معروف عنه عدم تردده في إنجاز مشاريع مهمة، إلى جانب حيويته الكبيرة.
وفي هذا السياق، اعتبر المتحدث أنه من الضروري تواجد رئيس جوق يتوفر على سلطة حكومية، يمكن له أن يتخذ الإجراءات في عدة مجالات، من بينها قضية إسكان سكان القصبة مثلا، أو عدم احترام قانون 04-98 المتعلق بالتراث وبناء السكنات بدون دفتر شروط وغيرها، ليعرب في الأخير عن مخاوفه من صعوبة عملية تسليم الغلاف المالي من المديرية العامة للمشاريع الكبرى التابعة لوزارة الثقافة للولاية.
محمد بن مدور: سأصدر كتابا عن حال القصبة وأطالب بتحويلها إلى مركب سياحي
كشف الباحث ورئيس جمعية “عقال القصبة”، عن اقتراب موعد إصداره لكتاب حول القصبة منذ العهد العثماني إلى غاية عصرنا هذا، مضيفا أن هذا الإصدار يضم التقرير الذي كان من المقرر أن يرسله إلى الوالي حول الوضعية المأساوية للمحروسة، لكنه اختار في الأخير أن يحوّله إلى كتاب يقدمه إلى العامة لتبيان الحقائق أمام الجميع.
وأضاف ابن مدور أن مشروع ترميم القصبة عرف تأخرا كبيرا في الإنجاز، إضافة إلى استنزاف المال العام، وفي هذا الصدد أرسل تقريرا إلى كل من وزيرة الثقافة السابقة نادية لعبيدي والى الوزارة الأولى لكن لا حياة لمن تنادي، ولكن الأمور تغيرت ـ حسبه - بعد صدور قرار تنحية وزارة الثقافة من تسيير ملف ترميم القصبة وتسليمه للولاية، وهو ما كان يجدر أن يحدث منذ البداية.
واعتبر المتحدث أن وزارة الثقافة لها حق إلقاء نظرة على التراث المحمي المتمثل في القصبة، لا غير، وهو ما سيحدث حاليا، مع أن الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية لم يعد لديه هذا الحق في عدة مشاريع متعلقة بمعالم القصبة، حيث منع رئيسه من الدخول إلى جامع “كتشاوة” الذي يتعرض لترميم وغيره.
وطالب ابن مدور سلطات الولاية، بتدعيم الدور الآيلة للسقوط وإعادة بناء ما تدهور منها حسب خرائط يملكها توّضح طبيعة بنيان هذه الدور، وكذا تحويل القصبة إلى مركب سياحي بامتياز يجلب إليه السياح ويضم العديد من المنشآت، ويحقق بذلك أموالا ضخمة لبلدنا، خاصة في عصر التقشف، مع ضرورة إيجاد بدائل اقتصادية جديدة.
حورية بوحيرد: ستكون للجمعيات رسميا، كلمتها في عملية إنقاذ القصبة
كشفت السيدة حورية بوحيرد، رئيسة جمعية “أصدقاء الجزائر لحماية القصبة” عن ولوج الجمعيات مشروع ترميم القصبة من خلال توليها عدة مهام، من بينها تنظيف الأحياء وتحسيس المواطنين بأهمية الحفاظ على المدينة وغيرها، مضيفة أن اجتماعا بين والي الجزائر والجمعيات سيعقد بعد عيد الأضحى لتناول حيثيات هذا الموضوع، ومنه يمكن للجميع محاسبة الجمعيات في هذا الشأن.
كما عبرت بوحيرد عن سعادتها لتولي الولاية مهمة ترميم القصبة، باعتبار أن الوالي يمثل كل الوزارات، وأن دور وزارة الثقافة في هذه القضية لا بد ألا يتجاوز دور الرقيب، مثلما هو الأمر في جميع الدول.
واعتبرت المتحدثة أن جمعيتها بدأت العمل منذ مدة لإعادة القصبة إلى سابق عهدها، خاصة من ناحية تنظيف الشوارع وتنقية مجاري تصريف المياه، كما تدرس حاليا عدة ملفات لتوظيف شباب القصبة في سبيل المساهمة في تجديد وجه المحروسة، مؤكدة أن ابن الحي لا يمكن أن يساهم في تدهور مدينته، بل سيعمل على تطويرها، بخلاف ما كان يحدث في السابق، حيث كان يُستعان بشباب من غير القصبة.
وتأسفت المتحدثة عن الوضع المتردي للقصبة، حيث أشارت إلى أن كل الأعمدة التي وضعت للحفاظ على الدويرات وإنقاذها من السقوط ضمن المخطط الاستعجالي، تعرضت للتلف، علاوة على استنزاف وقت طويل لإزاحة ركام الدور التي سقطت، في حين توقف ترميم ضريح سيدي بوقدور وغيرها من العمليات التي لم ترض المتحدثة بنتائجها، والتي كانت تحت سلطة وزارة الثقافة ممثلة بالديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية.