اتحاد الحراش 

من ترتيب أمور النادي إلى طموحات الفريق الكبيرة

من ترتيب أمور النادي إلى طموحات الفريق الكبيرة
  • 514
ع. اسماعيل ع. اسماعيل

يبدو أن رئيس اتحاد الحراش محمد العايب توصل فعلا إلى استتباب الوضع في النّادي، لاسيما في الجانب المالي...

...لكن الأمر تحقق بعد مجهودات كبيرة لم يكن من السهل تحمّلها والمثابرة من أجل إخراج النّادي من الأزمة المالية الخانقة التي كان يعيشها قبل انطلاق البطولة، وقال العايب في هذا الشأن؛ "تعرفون أن اتحاد الحراش يعد من بين النوادي الفقيرة في الرابطة الأولى ويمرّ منذ سنبن عديدة بأزمة مالية خانقة لم تسمح لفريقه بالرفع من طموحاته في البطولة، على خلاف بعض الفرق التي تصل ميزانية نواديها إلى 60 مليار سنتيم سنويا، لكن هذا لم يمنعنا من الاجتهاد والبحث دوما عن مصادر تمويل متنوعة بعدما بلغت أزمتنا المالية ذروتها خلال هذه الصائفة".

إدارة النّادي الحراشي كانت عرضة لضغوطات قوية، أبرزها جاءت من اللاعبين الذين نشطوا مع الفريق في بطولة الموسم المنصرم، حيث طالبوا باسترجاع مستحقاتهم المالية، مستندين على القوانين الجديدة للرابطة الوطنية التي تلزم النّوادي بتسديد هذه المستحقات أو التعرض لإجراء المنع من المشاركة في المنافسة، دون أن يكشف عن الجهات التي ساعدت النّادي على الاستفادة من بعض الأموال. توصل العايب في مرحلة أولى إلى سدّ الثغرات المالية التي كانت تهدد استقرار الفريق وتمكن هذا الأخير من إنجاز تحضيراته التي سبقت انطلاق المنافسة الرسمية. إلا أن أحسن عملية حققها العايب في هذا الجانب تمثّلت في إبرام عقد تمويل مع شركة "صيدال" التي صرفت على اتحاد الحراش كمرحلة أولى مليارا وخمسمائة مليون سنتيم، وهو المبلغ الذي سيمكن نادي الحراش من ضمان رواتب لاعبي الفريق إلى غاية نهاية المرحلة الأولى من البطولة، ويمكن القول بأنّ إتحاد الحرّاش خرج من أزمته المالية بصفة جزئية، فالنادي لا يزال أكثر من أي وقت مضى بصدد البحث عن مؤسسة عمومية لكي تتكفل ماليا بالفريق، على غرار ما هو حاصل لبعض الأندية من الرابطة الأولى.

وليس الجانب المالي فقط هو الذي أهدر وقتا طويلا لمحمد العايب في محاولاته ترتيب أمور النّادي على قواعد صحيحة، حيث كان هذا الأخير عرضة لهزة عنيفة كادت تقضي على مستقبله بسبب الخلافات الكبيرة والحادّة التي كانت واقعة في فترة الصيف بين الرئيس السابق عبد القادر مانع والإدارة الحالية بقيادة محمد العايب، حيث وصل الأمر إلى حدّ لجوء الطرفين إلى العدالة التي لم تجد إلى غاية اليوم حلا جذريا لهذا النزاع الذي يعد الأول من نوعه في مشوار اتحاد الحراش.

العملية الأخرى التي قادها العايب بالموازاة مع تنظيم أمور النادي،  تمثلت في تجديد تعداد الفريق بنسبة ثمانين في المائة، بالتنسيق مع المدرّب بوعلام شارف الذي بقي هو الآخر وفيا لسياسة تشبيب التشكيلة من خلال تزويدها بعناصر شابة تم استقدامها بنسبة كبيرة من الأقسام الدّنيا.

وقد أبانت أولى جولتي البطولة عن امتلاك اتحاد الحراش لفريق له مستقبل واعد. لاعبو المدرب شارف عادوا بتعادل ثمين من التنقل الأول الذي قادهم إلى بلعباس، ثم قدموا عروضا كروية كبيرة في المباراة الثانية ضد فريق مولودية الجزائر، حتى أن خسارتهم ضد هذا الأخير كانت غير مستحقة. 

يسود في الأوساط الرياضية للنادي انطباع يملأه الرضا بخصوص المستوى المستقبلي للفريق الحراشي، من حيث أنّ هذا الأخير أصبح يتوفر على لاعبين قادرين على رفع التحدّي في بطولة هذا الموسم على تصريحات أحد لاعبيه الجدد، وهو وسط الميدان واضح الذي كان ينشط في أحد الأندية الفرنسية. "صراحة اتحاد الحراش ستكون له كلمته في بطولة هذا الموسم، لأن مستواه جيد يضاهي العديد من الفرق التي تشكّل الرابطة الإحترافية الأولى. فريق الحرّاش أصبح متكاملا في خطوطه الثلاثة ولا ينقصه سوى بعض الوقت لكي يتقوى في البطولة. لقد شاركت في المباراة الثانية ضد مولودية الجزائر وأعتقد أنّه بوسعنا تحقيق نتيجة إيجابية لولا الحالة السيّئة لأرضية الملعب. أظن أن الجمهور الذي تابع تلك المباراة اكتشف فريقا حراشيا واثقا من إمكانياته".

ومن المعلوم أن اتحاد الحراش سيتنقل في الجولة القادمة إلى تيزي وزو لمواجهة شبيبة القبائل في مباراة ستكون مفتوحة على كلّ الاحتمالات، بالنسبة للحرّاشيين الذين يراهنون على تحقيق الانتصار أو على الأقل تفادي الهزيمة، بالرغم من أنّ المنافس سيستفيد خلال هذا الموعد من عاملي الملعب والجمهور الذي تريده شبيبة القبائل أن يكون لصالحها.

يتوقع أنصار الحرّاش أن يقوم المدرب بوعلام شارف بإحداث الكثير من التغييرات في صفوف الفريق الذي لعب الجولة الفارطة، ستمس التغييرات الخطوط الثلاثة بالنّظر إلى كثرة الإصابات المتواجدة في صفوف الفريق الذي لعب أول أمس مباراة ودية ضد أمل الأربعاء بدون مشاركة بعض لاعبيه المصابين، منهم الحارس زغبة، وسط الميدان عبدات والمهاجم دهّار والثلاثي يتوفر على نسبة كبيرة لخوض مباراة تيزي وزو، إلاّ أن شارف يمكنه الاعتماد في هذا الموعد على الحارس مقراني والشاب بوعمران كمدافع أوسط والغيني كومباسة الذي تبيّن خلال المباراة ضد مولودية الجزائر أنّه يسترجع بصفة تدريجية إمكانياته الفنّية والبدنية التي ستجعل منه القائد الحقيقي للفريق. علما أنّ كومباسة تأخر كثيرا في استئناف التدريبات بسبب مشاكل إدارية منعته من الالتحاق مبكرا بالفريق،  ورغم ذلك، لا زال كومباسة يحظى بثقة مدربّه الذي يدرك أكثر من أي أحد في الحراش مدى القوة الكبيرة التي يمثلها المهاجم الغيني في التشكيلة الحرّاشية.