العائلة السكيكدية والدخول الاجتماعي

بين مطرقة الغلاء وسندان رداءة النوعية

بين مطرقة الغلاء وسندان رداءة النوعية
  • القراءات: 575
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تعرف جل المحلات التجارية المتواجدة بمدينة سكيكدة، منذ الأيام الأخيرة، ازدحاما كبيرا من قبل العائلات لاقتناء ما طاب لها من ألبسة وأحذية ومآزر جديدة لأبنائها، في أجواء تطبعها الحيرة أمام الارتفاع الفاحش الذي تعرفه الأسعار، بغض النظر عن نوعية المنتوج المعروض سواء كانت بضاعة مقلدة لعلامات وماركات عالمية أو سلع تركية أو صينية.

عبرت بعض العائلات التي التقيناها على مستوى شارع علي عبد النور، بوسط المدينة، عن استيائها بسبب الغلاء الفاحش الذي يطبع النشاط التجاري بالمنطقة، خاصة على مستوى محلات بيع الألبسة والأحذية، فالأسعار بوجه عام لا تتماشى وميزانية العائلات البسيطة بسبب ارتفاعها ككل الأعياد والمناسبات، فكسوة كاملة لطفلة ذات ست سنوات تتراوح بين 2500 دج إلى 3500 دج، حسب النوعية ومصدر المنتوج وللجنسين، أما الذين تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات إلى غاية 15 سنة، فإن الأسعار تتراوح بين 3000 دج إلى 9000 دج للفرد الواحد، أما بالنسبة للكبار الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و20 سنة وما فوق، فالأسعار تفوق 10.000 دج للكسوة الواحدة. بعض العائلات متوسطة الدخل أكدت لنا صراحة على عدم قدرتها على تلبية طلبات كل أبنائها الخمس المتمدرسين؛ اثنان منهم في التعليم الابتدائي، واحدة في التعليم المتوسط واثنان في الثانوي، منهم واحدة في القسم النهائي، لأن الميزانية لا تكفي إطلاقا أمام المصاريف الكبيرة التي تم إنفاقها خلال الشهرين الأخيرين "رمضان وعيد الفطر المبارك"، علاوة على مناسبات الأفراح والأعراس خلال الموسم الصيفي الأخير دون إغفال مصاريف شراء كبش عيد الأضحى الذي تزامن هذه السنة والدخول الاجتماعي، وما يزيد في حيرة الأولياء؛ مطلب الأبناء الذي يتجاوز أحيانا الحد المعقول بسبب أذواقهم التي أضحت تتماشى، كما أكدته لنا إحدى السيدات مع الموضة، مما يجعل العديد منهم وفي كثير من الأحيان يدخلون في صدام معهم.

أما الأسر ميسورة الحال، فيضطر بعضها للتسوق على مستوى بعض مدن الولايات المجاورة لسكيكدة، كعنابة وقسنطينة، خاصة باتجاه المدينة الجديدة علي منجلي أو سطيف والعلمة، بحكم أن الأسعار المعروضة ـ حسبهم ـ معقولة بعض الشيء، كما أكده لنا السيد كمال ذيبون مقارنة مع ما هو موجود بسكيكدة، بما في ذلك النوعية. كما يجد البعض الآخر في بعض محلات بيع الألبسة القديمة مخرجا لهم حتى وإن قلّ الإقبال عليها.

ارتفاع فاحش في أسعار الأدوات المدرسية

لابد أن نشير هنا إلى أن لهيب أسعار الألبسة امتد حتى إلى الأدوات المدرسية، سواء تعلق الأمر بالكراريس ذات الأحجام المختلفة أو الأقلام، أما حيال المحافظ الظهرية فحدث ولا حرج، إذ بلغ سعر الواحدة منها يتراوح بين 2000 دج من نوعية رديئة إلى 3500 دج من نوعية متوسطة، أما المحافظ ذات النوعية الجيدة، فسعر الواحدة منها قد يصل إلى 4500 دج، وأمام غياب مبادرات إنشاء فضاءات لبيع الأدوات واللوازم المدرسية بأسعار معقولة يبقى المواطن البسيط بسكيكدة يعاني من الغلاء الفاحش ورداءة المنتوج.