المزروعي يعلن عن مؤتمر عربي زراعي في الجزائر ويكشف:
تمويل مشروع خاص لانتاج الحبوب بـ10 آلاف هكتار
- 828
أثنى رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، محمد بن عبيد المزروعي، أمس، على القدرات والمؤهلات الكبيرة التي تزخر بها الجزائر في مجال تنمية المشاريع الفلاحية. حيث أكد استعداد الهيئة العربية في بعث مشاريع استثمارية في بلادنا والإسهام في تقليص فاتورة الاستيراد، معلنا في هذا الخصوص عن نيّة الهيئة في تنظيم مؤتمر زراعي عربي في الجزائر قريبا، كما كشف عن مشروع واعد يجري العمل على تفعيله بالجزائر مع متعامل خاص لاستثمار مالا يقل عن 10 آلاف هكتار في زراعة الحبوب.
المزروعي نوّه في حديث للإذاعة الجزائرية، بالفرص الواعدة التي تمتاز بها الجزائر في مجال تطوير المشاريع الفلاحية، مشيرا إلى توفرها على الكثير من المزايا التي تشمل الموارد الفلاحية إضافة إلى موقعها الإستراتيجي وتوفرها على مناخ استثماري ملائم.
وقال المسؤول العربي في هذا الصدد "اخترنا الجزائر لأنها دولة مؤسسة ومؤثرة وفاعلة في الهيئة العربية.. حباها الله بموارد وكثير من الخيرات في مجال الفلاحة من أراض ووفرة المياه والكوادر البشرية والموقع الاستراتيجي، فضلا عن مناخ الاستثمار الملائم". في نفس السياق أشار إلى أن هيئته تربطها علاقة مع الجزائر منذ سنة 2002، حيث تمت بها عدة دراسات فلاحية، وظل تواصل الهيئة مع الجزائر مستمر مع القطاعين العام والخاص.
كما ذكر المزروعي، بأن الهيئة العربية للاستثمار تسعى لأن يكون لديها مشروع في الجزائر دون تحديد سقف لمبلغ المشروع. مؤكدا أن الهدف هو سد الفجوة الغذائية في الوطن العربي التي تتجاوز 40 مليار دولار وفقا لإحصائيات 2014، مبرزا أهمية التعاون بين الهيئة العربية والجزائر من أجل تمكين هذه الأخيرة من سد حاجياتها في الفروع الفلاحية التي تعتبر اليوم من أكبر الدول المستوردة لها كالحبوب وبودرة الحليب، للتوصل بذلك إلى تقليل فاتورتها السنوية من الواردات.
مؤتمر عربي للزراعة بالجزائر قريبا
في سياق متصل كشف رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، عن نيّة هذه الأخيرة لتنظيم مؤتمر عربي للزراعة بالجزائر قريبا، موضحا بأن اختيار الجزائر نابع من اقتناع الهيئة بتوفر الفرص والمناخ الاستثماري الملائم بالجزائر، وسعيها إلى أن يكون لديها مشروع في الجزائر، مبرزا جدية هذا المسعى الذي يرتكز ـ حسبه ـ على دراسة جادة قامت بها الهيئة العربية حول خصوبة السوق الجزائرية التي تتيح العديد من الفرص الواعدة للنجاح.
وأشار إلى أن الأرقام والبيانات تبين بأن الجزائر تستورد الكثير من المنتجات كالحبوب والحليب وعدد من المنتجات الزراعية، "وبالتالي نود أن نساهم في تقليل الاستيراد من الخارج، ونعمل حتى على تصدير ما ننتجه في الجزائر إلى بقية الدول العربية حتى نصل إلى التضامن والتكامل بين الدول العربية وتحقيق الأهداف التي أنشئت لأجلها الهيئة".
وبعد أن لاحظ بأن الجزائر تعتبر الدولة العربية الوحيدة التي لا تمتلك فيها الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي مشروعا استثماريا، أشار المزروعي إلى أن الهيئة قامت بدراسة 11 مشروعا تم عرضها على مستثمرين جزائريين وتقديمها للمسؤولين في إطار التواصل بين الطرفين، موضحا في هذا الصدد بأن اللقاء الذي جمعه بالوزير الأول عبد المالك سلال، أول أمس، مكّنه من تأكيد إصرار الهيئة العربية على إقامة مشاريع في الجزائر تكون بدايتها بمشروع نموذجي ناجح يتم توسيعه فيما بعد.
كما أوضح المسؤول العربي في نفس السياق بأن الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، التي تتحمّل تكاليف دراسة المشاريع تتكفّل أيضا بمرافقة المستثمرين الصغار في القطاع الزراعي فيما يتعلق بالجانب التنموي ونقل التكنولوجيا، لافتا إلى إمكانية تجسيد مرافقتها للفلاحين الجزائريين عبر التعاون مع بنك الفلاحة والتنمية الريفية "بدر" لتقديم قروض مصغرة لصغار المزارعين من أجل دعم تنميتهم ورفع مردود القطاع بصفة عامة.
بالمناسبة كشف المزروعي، عن وجود اتصال بين الهيئة العربية ومستثمر جزائري لإقامة أول مشروع في الجزائر، يشمل استثمار مالا يقل عن 10 آلاف هكتار من الحبوب قابلة للتوسع.
وأوضح بأن المتعامل الجزائري قدم للهيئة العربية تصوره حول هذا المشروع الواعد الذي تم ـ حسبه ـ إعداد دراسته الأولية بشكل متكامل ومهني ويعتمد على التكنولوجيات المتطورة في مجال الزراعة، معربا عن قناعة الهيئة بنجاح هذا المشروع الذي ينتظر فقط إيجاد الأرضية الملائمة للانطلاق فيه بشكل فعلي.
وتقوم الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي التي يصل رأسمالها إلى 1,2 مليار دولار ـ حسب رئيسها ـ بالتواصل مع المستثمرين والبحث عنهم بالدول العربية للمساهمة في المشاريع التي تحقق أهداف الهيئة في مجال الأمن الغذائي العربي، ولاسيما في إطار المحاصيل الرئيسية الخمس هي السكر والحبوب والألبان والزيوت واللحوم بمختلف أنواعها.
كما أكد المزروعي أن الهيئة لها خبرة 40 سنة ولديها حوالي57 مشروعا منها 33 مشروعا زراعيا تم تجسيده في الدول العربية 11 منها في السودان وحده، مشيرا إلى أن الهيئة حققت نجاحات في مجال الاستثمار الزراعي، حيث تساهم في إقامة المشاريع وتتكفّل بتمويل الدراسات ونقل التقنيات الحديثة من خلال التواصل مع الشركات العالمية، مع تقديم الدعم التقني للمستثمرين وترشيدهم وتمكينهم من خلق فرص للتشغيل.