تعتبرها العائلات فأل خير لبداية موسم دراسي ناجح
أطباق تقليدية للاحتفاء بالمتمدرس لأول مرة
- 1674
تختلف العادات والتقاليد بالجزائر من منطقة إلى أخرى حول كيفية الاحتفاء بالطفل الذي يدخل لأول مرة إلى المدرسة، عن طريق طهي بعض الأطباق التقليدية، باعتبارها فأل خير قد يصاحب التلميذ الجديد، ويبشر بنزوله منزلة حسنة في مشواره الدراسي.
تعددت كيفيات الاحتفاء بالمتمدرس لأول مرة من منطقة إلى أخرى، فبعض المناطق، لاسيما القبائل، لا تزال تحافظ على مثل هذه العادات والتقاليد، غير أنها بدأت تتلاشى وتختفي من وسط الأسر القاطنة في المدن الحضرية، بالنظر إلى التغير الحاصل في تركيبة المجتمع الذي بدأ يميل إلى كل ما هو "مستورد" ولو كانت مجرد أفكار آتية من الدول الغربية.
"الخفاف".. "وعدة" للأحباب والجيران
يعتبر "الخفاف" أو ما يعرف في بعض الولايات بـ"السفنج"، من بين الحلويات التقليدية التي تتحول إلى فأل خير قبيل الدخول المدرسي، حيث كثيرا ما تقوم العديد من العائلات بتحضيره، قبل يوم من الدخول المدرسي، وتوزع على العائلة والجيران، لما لها من فأل جيد بالنسبة للمشوار الدراسي، ورغم تراجع اعتماد هذه العادة، غير أن الكثير من العائلات لا تزال محافظة عليها، وترى فيها الكثير من التمسك بعادات الأجداد.
السيدة حورية، أم لأربعة أطفال، أكبرهم يدرس في الثانوية وأصغرهم يحضّر للدخول إلى السنة الأولى إبتدائي، تقول في معرض حديثها؛ "لقد اعتدنا على تحضير بعض الأطباق التقليدية للطفل الذي يدخل إلى الدراسة لأول مرة، ومن بينها "الخفاف" الذي يعتبر فألا حسنا بالنسبة للكثير من العائلات، إذ كثيرا ما تشارك بعض "الجارات" في إعداده وتوزيعه على الجيران والأحباب.
وتضيف قائلة في معرض حديثها؛ "المعتقد الشعبي يعتبر "الخفاف" فأل خير على التلميذ الذي يلج عالم الدراسة لأول مرة، على اعتبار أن "الخفاف" سمي كذلك لخفة وزنه، لذا يعتقد أنه إذا تم طهيه وتقديمه للغير، ستكون للطفل الذي يدخل لأول مرة للدراسة إمكانيات فكرية معتبرة، تؤهله لكي يتحلى بمستوى علمي في المستقبل".
"المسمّن" والبيض المسلوق عادة أخرى
وتضيف حسينة أن مسألة الفأل تختلف من منطقة إلى أخرى، ففي منطقة القبائل يقومون بطهي "المسمن"، أو ما يعرف بـ"المعارك" الممزوج بالبيض، وبعض الحلوى على شكل "الرفيس" الذي كانت تتناوله النفساء، تضاف إليه حبات الحلوى كفأل حسن لالتحاق الطفل لأول مرة بمقاعد الدراسة، حيث يتم توزيعه في طبق كبير، للأطفال من أبناء الحي.
وغير بعيد عن منطقة القبائل، قد تحتفل بعض العائلات القاطنة بمنطقة البرج وسطيف بإعداد حلوى "المبرجة" التي تعتبرها الكثير من العائلات "السطايفية" فألا حسنا للطفل المتمدرس لأول مرة.
عادات بدأت تندثر
أشارت بعض السيدات اللواتي تحدث إليهن "المساء"، إلى أن بعض عادات الاحتفال بالأطفال الملتحقين بالمدرسة، تم التخلي عنها من قبل البعض بسبب قناعتهم بأنها مجرد عادات تمارس ولا علاقة لنجاح وخفة الفكر بها، نظرا لانشغال المرأة بالعمل وعدم قدرتها على التفرغ لتحضيرها، كما كانت تفعل الجدات والأمهات سابقا.