خطبة العيد بالجامع الكبير
دعوة إلى توحيد الخطابين: المسجدي والإعلامي
- 780
أدى كل من رئيس مجلس الأمة، السيد عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد محمد العربي ولد خلفية، والوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أول أمس، صلاة عيد الأضحى المبارك بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة، وسط جموع المصلين، في جو من الخشوع والسكينة.
في خطبتي العيد ذكر الإمام بفضائل يوم النحر، "الذي يذكر المسلمين باليوم الذي ابتلى فيه المولى عز وجل سيدنا إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام.
وحث الإمام الخطيب جموع المسلمين على التراحم فيما بينهم والتزاور وصلة الارحام ونبذ الفرقة والشقاق وأسبابهما التي أبعدت الأقارب عن بعضهم البعض، داعيا إياهم إلى إفشاء السلام في الطرقات ليكونوا جميعا عباد الله إخوانا. استغل الإمام مناسبة الدخول المدرسي لحث أفراد المجتمع على التعاون فيما بينهم ومساعدة الفقراء ليتمكنوا من شراء الأدوات المدرسية لأبنائهم وإدخال الفرحة والسرور في نفوس إخوانهم. داعيا في نفس الوقت إلى توحيد الخطابين المسجدي والإعلامي من أجل إبراز هذه الخصلة النبيلة وإعادة الأمل في نفوس المواطنين.
كما أكد الخطيب بأن الأمة الجزائرية مازالت متماسكة بفضل محافظتها على الإسلام الوسطي، "ما جعلها تقف سدا منيعا ضد دعوات التطرف والفرقة وتحافظ على الأمن والاستقرار وإرساء دولة العدل والقانون".
وعقب الصلاة، تلقى كل من رئيس مجلس الأمة ورئيس المجلس الشعبي الوطني والوزير الأول تهاني عيد الأضحى من قبل المصلين، ومنهم أعضاء في الحكومة وإطارات من الدولة وممثلون عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاسلامي المعتمد بالجزائر.
بدوي، مسلم وطاغابو يشاركون مقيمات دار المسنين فرحة العيد
شارك كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، مونية مسلم سي عامر، والوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعات التقليدية، عائشة طاباغو، المقيمات بدار المسنين بدالي إبراهيم بالعاصمة أجواء الاحتفال باليوم الأول من عيد الأضحى المبارك.
ورافق الوفد الوزاري في زيارته إلى هذه المؤسسة الاجتماعية كل من والي العاصمة، عبد القادر زوخ، وكذا رئيس المجلس الشعبي لبلدية الجزائر الوسطى، عبد الحكيم بطاش، حيث أقيم احتفال بمناسبة المناسبة الدينية.
وفي تصريحه للصحافة أكد السيد بدوي على ضرورة ترسيخ قيم التضامن في المجتمع الجزائري والاهتمام بهذه الفئات، مشيرا إلى أن "هذه الرسالة ما فتئ يشدد عليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في كل مناسبة.
من جانبها، ذكرت وزيرة التضامن بأن "أكثر من 90 بالمائة من المقيمين بديار المسنين والعجزة عبر التراب الوطني هم بدون روابط أسرية"، مضيفة بأن "نسبة قليلة فقط منهم تم التخلي عنهم من قبل عائلاتهم".
وأشارت بالمناسبة إلى أن المرسوم الصادر مؤخرا والمتعلق بإنشاء الوساطة العائلية، يهدف إلى العمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدة العائلات والأبناء على وجه الخصوص للتكفل بأوليائهم، وأوضحت بأن "الظروف المعيشية الصعبة هي التي تؤدي أحيانا إلى التخلي عنهم"، مضيفة أنه "تم تسطير برامج بالتنسيق مع الخلايا الجوارية والمنتخبين المحليين في إطار الوساطة الاجتماعية لمساعدة الأبناء على التكفل بأوليائهم.
وشددت السيدة مسلم، من جهة أخرى، على ضرورة أنسنة العمل داخل مراكز استقبال العجزة، وأشارت إلى أنه تم اتخاذ إجراءات صارمة ضد المديرين المتقاعسين، مؤكدة بأن قطاع التضامن قطاع حساس بامتياز ومرآة للعمل الحكومي تجاه الفئات الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة.
الجزائريون يحيون العيد في هدوء تام
أحيا الجزائريون يومي عيد الأضحى المبارك في جو من الفرح والبهجة والطمأنينة والهدوء، حيث تجلت مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة، بتوجه المصلين باكرا إلى المساجد لأداء الصلاة والاستماع إلى خطبتي العيد، قبل الشروع في نحر الأضاحي اقتداء بسنة النبي إبراهيم عليه السلام في أجواء من الفرحة الكبيرة، صنعها الأطفال الذين تباهوا بالأضاحي وبألبستهم الجديدة.
وفيما اختار بعض المواطنين عيادة المرضى في المؤسسات الاستشفائية ومؤانستهم والتخفيف عنهم بالهدايا والدعاء لهم بالصحة والعافية توجه، فضل آخرون التوجه إلى المقابر للترحم على موتاهم والتضرع إلى الله تعالى بأن يغمرهم بغفرانه وواسع رحمته.
ونقل مراسلو "المساء" من مختلف الولايات الأجواء التي سادت خلال يومي عيد الاضحى المبارك والتي تميزت عموما ببروز العمل التضامني والتكافل بين المواطنين خلال هذه المناسبة العظيمة، حيث شهدت ولاية تلمسان توزيع الأضاحي على فئة ذوي الاحتياجات واليتامى، في عملية تضامنية بادرت بها جمعية الحياة للمعوقين حركيا بسبدو و«ناس الخير" ومجموعة من سكان الولاية وتم خلالها جمع وتوزيع 95 أضحية عيد لفائدة فئات ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال اليتامى، وذلك من أجل إدخال الفرح والسرور على هاته العائلات الفقيرة.
من جهتها، قامت مديرية النشاط الاجتماعي لباتنة بتسطير برنامج ثري بالمناسبة، تضمن زيارة المراكز المتخصصة ودور العجزة، ضمن العمليات التضامنية أسهمت فيها بعض الجمعيات الخيرية، حيث تم في هذا العيد توفير 300 أضحية من جود المحسنين وزعت على العائلات المعوزة بمختلف بلديات الولاية. كما خصص نصيب منها لدار العجزة والمراكز المتخصصة التي تشرف عليها مديرية النشاط الاجتماعي.
وشمل هذا النشاط تنظيم زيارات للأطفال المرضى بمستشفى المدينة، بينما بادرت جمعية "أهل الخير" ببلدية نقاوس بجمع اللحوم المتصدق بها لتوزيعها على الفقراء والمعوزين في صورة جسدت التضامن والتآخي بين المواطنين.
مفتشية البيطرة لمديرية المصالح الفلاحية لولاية باتنة اتخذت، من جهتها، تدابير وقائية وإجراءات تنظيمية لمراقبة الأضاحي، شملت تجنيد 74 طبيبا بيطريا ومكاتب حفظ الصحة بكل البلديات لإنجاح حملة للوقاية من الكيس المائي. كما عملت هذه المصالح ضمن برنامجها التحسيسي على تكثيف الحصص الإذاعية لتوعية المواطنين بمخاطر الذبح خارج المذابح المعتمدة والمراقبة الطبية تسخير للعملية.
تباين في الاستجابة لنظام المداومة عبر الوطن
قدرت مصالح مديرية التجارة بوهران نسبة احترام واستجابة التجار المعنيين بالمناوبة خلال اليوم الأول من عيد الاضحى المبارك بما يقارب المائة بالمائة، وقامت 40 فرقة تابعة للمديرية بمراقبة المحلات التجارية والأسواق والوقوف على مدى تطبيق نظام المداومة، الذي شمل قائمة تضم 680 تاجرا من بينهم 208 خباز و472 محلا مختصا في التغذية العامة إلى جانب 14 مطحنة و16 محطة توزيع للوقود ومؤسسة واحدة لإنتاج المياه المعدنية.
ولم يجد مواطنو الولاية، حسب مراسلنا بوهران، صعوبة في التنقل، بعد ضمان حافلات النقل العمومي لمؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري "ايتو" لوسائل النقل بتسخير 24 حافلة خلال اليوم الثاني من عيد الاضحى المبارك تضاف لـ20 حافلة التي وفرتها في اليوم الأول إلى جانب استمرار خدمات الترامواي وحرص المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية على ضمان النقل بالقطارات دون انقطاع لمدة أسبوع كامل لتمكين المواطنين من التنقل لأداء واجب التغافر.
مديرية الصحة والسكان جندت، من جهتها، 46 صيدلية تابعة للخواص ضمنت المداومة منها 18 صيدلية على مستوى بلديات الولاية و4 أخرى ببلدية بئر الجير وباقي البلديات بمعدل صيدلية واحدة، وسجل أعوان النظافة حضورهم بعد ساعات قليلة من بداية ذبح الأضاحي، حيث لوحظ انتشارهم بعرباتهم الصغيرة وعلى متن شاحناتهم في حملة جمع كل بقايا عملية الذبح.
كما جندت مديرية التجارة لولاية باتنة بدورها 70 عون مراقبة للوقوف على مدى احترام التجار لبرنامج المداومة وتوفير مختلف المواد الغذائية الأساسية للمواطنين.
غير أن حرص مصالح التجارة عبر مختلف الولايات على ضمان نظام المداومة للاستجابة لاحتياجات المواطنين خلال يومي العيد لم يرق بعد إلى مستوى تطلع المواطنين الذين وجدوا في بعض ولايات الوطن، ومنها العاصمة صعوبة كبيرة في التزود بالحاجيات الأساسية، بشكل يوحي للكثير منهم بأن نظام المداومة لم يتم احترامه بشكل كبير، فيما يعتبر البعض ممن تمكنوا من الظفر بحاجياتهم ولاسيما ما تعلق بمنها بمادة الخبز أو الحليب بعد رحلة شاقة وتنقل مستمر بين الأحياء والبلديات، وفي طوابير لها ما يبررها بأن الحصة المحددة من التجار التي تم ضبطها من قبل الوزارة تبقى غير كافية، مايستدعي رفع عدد التجار المعنيين بهذا النظام خلال أيام العيد.
مراسل "المساء" من سكيكدة سجل نقصا في مادة الخبز ونقصا في التزود بالماء خلال اليوم الاول من العيد، خاصة بالنسبة لقاطني الطوابق العليا للعمارات. وكذلك نقص في مادة الحليب. وأصابت حالة التذمر والقلق قاطني حي العربي بن مهيدي بسبب الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي منذ فجر يوم العيد والذي رافقته أزمة انقطاع الماء الشروب.
ومن الظواهر السلبية التي وقفت عليها "المساء" خلال اليوم الأول من عيد الأضحى أيضا، انتشار ظاهرة الذبح العشوائي في الاحياء السكنية، الأمر الذي تسبب في مظاهر لم يستصغها كثيرون داخل هذه الأحياء وتسبب في انتشار الفضلات وبقايا أشلاء الاضاحي وبقع الدم وسط المجمعات السكنية، كما هو ملاحظ في غالبية المدن والأحياء مع كل عيد أضحى.
الأمن يشارك الطفولة المسعفة فرحة العيد
من العادات الحميدة التي دأبت عليها المديرية العامة للأمن الوطني في مناسبات الأعياد، وتكررت مظاهرها في عيد الاضحى المبارك، مبادرة إطارات وأعوان الشرطة إلى مشاركة الأطفال المرضى واليتامى فرحة العيد.
ففي هذا الإطار، قام إطارات وأعوان الأمن لولاية وهران في أول أيام عيد الاضحي بزيارات مجاملة للأطفال المرضى الذين منعتهم حالتهم الصحية من قضاء العيد وسط العائلة وكذا نزلاء دار العجزة بحي السلام وبعض متقاعدي الشرطة لمقاسمتهم الفرحة.
وبولاية قسنطينة، قام رئيس أمن ولاية قسنطينة، عبد الكريم وابري، مرفوقا بوفد متكون من إطارات وأعوان الشرطة بمختلف الرتب بالإضافة للأعوان الشبهيين، بزيارة إلى دار الطفولة المسعفة بحي "الشالي". وشاركت مديرية أمن قسنطينة المقيمات والمقيمين بهذه الدار فرحة العيد وإدخال البهجة والسرور في نفوس هذه الفئة المحرومة من المجتمع.
كما بادرت مصالح أمن ولاية تلمسان إلى تنظيم زيارة ميدانية إلى مصلحة الطفولة المسعفة، حيث تم توزيع الهدايا واللعب على الأطفال المرضى. ونفس المبادرة شهدتها ولاية باتنة التي حرص فيها الأمن الولائي تنفيذا لتعليمات المدير العام للأمن الوطني، على تجسيد مبدأ الشرطة الجوارية والعمل الإنساني والتواصل مع كافة شرائح المجتمع، من خلال تنظيم زيارة لإطارات وأعوان أمن ولاية باتنة إلى المستشفيات ومشاركة المرضى والمسنين من متقاعدي الأمن الوطني بدار العجزة والأطفال بمركز الطفولة المسعفة بباتنة فرحة العيد.
إمام مسجد باريس يدعو إلى التفقه في الدين لمواجهة التطرف
حث إمام مسجد باريس، مسلمي فرنسا على التفقه لمواجهة التحديات وأنواع التطرف والإساءة الى دين الإسلام العظيم، مؤكدا في خطبة عيد الأضحى المبارك أمام الآلاف من أبناء الجالية المسلمة الذين جاؤوا من مختلف أنحاء، أنه "من الدروس التي ينبغي أن نخرج بها في هذا اليوم الكريم والمبارك هي إيصال تعاليم الإسلام السمحة وتبليغها على رؤوس الأشهاد ليتلقاها الجيل عن الجيل والأخر عن الأول، علما وعملا مطبقا لتستقر تعاليم الاسلام في القلوب"، مؤكدا أن ذلك "لن يتم ذلك إلا بالعلم الصحيح".
وأضاف الإمام أن "العلم الصحيح هو العلم الشرعي مع العلم الدنيوي الذي يعطي إنسانا صلته بربه وطيدة ويخدم أسرته و بلده وغيره، فالموحد المسلم لا يغش ولا يسرق ولا يكذب ولا يؤذي، كما أنه بار بولديه ويرعى حقوق الجار وهو لا يغدر أو يقتل نفسا حرم الله قتلها".
واحتفل مسلمو فرنسا بعيد الأضحى في ظرف يبعث على القلق، جراء تنامي مظاهر الخلط بين الإسلام والإرهاب، لا سيما عقب الاعتداءات الإرهابية لسنة 2015.
وأكد عميد مسجد باريس، دليل بوبكر، في هذا الخصوص أن "الإسلام دين سلام وتضامن ولا يمكن نسبه إلى أعمال ترتكب في حق الإنسانية، داعيا المسلمين إلى نبذ العنف والفكر التطرفي".
ولدى تطرقه إلى الإعتداءات الإرهابية المرتكبة في حق أشخاص أبرياء بمدينة نيس الفرنسية و«سانت إتيان دو روفري" نفى عميد مسجد باريس أن تكون هذه الأعمال مستوحاة من الإسلام "الذي هو دين وسطية يدعو إلى السلام وحسن الجوار والتعايش السلمي مع الغير والإحترام المتبادل".
كما حث السيد بوبكر المسلمين على تربية أولادهم تربية حسنة وتشجيعهم على اكتساب العلم والمعارف التي يرتكز عليها القرآن الكريم وديننا الحنيف.
وشهد اليوم الأول من العيد الأضحى تجمعا كبيرا للمسلمين نساء ورجالا وصبيانا بمسجد باريس الكبير لأداء سنة صلاة العيد المباركة، فيما أدى مسلمو فرنسا شعيرة النحر وفق برنامج عملهم وأيام عطلهم، علما أن عملية النحر في فرنسا تمتد على مدى ثلاثة أيام.