مرافقة المرافق ضرورة
الغذاء والرياضة الفكرية لمحاربة الزهايمر
- 808
أكد الدكتور نور الدين بن قمرة، رئيس جمعية أطباء الأعصاب الخواص لولاية وهران على هامش تظاهرة تحسيسية انتظمت بمناسبة اليوم العالمي لمرض الزهايمر، مؤخرا، أنه لا يجب التغاضي عن آي تذبذب للذاكرة، مع وجوب القيام بفحصها من قبل مختص للكشف عن المرض الذي يعتبر آفة القرن الـ21 .
...يؤكد المختصون على طرق الحفاظ على صحة الذاكرة وكيفية التصرف مع مرضاهم أيضا، من خلال النمط الغذائي المتبع وممارسة الرياضة الجسدية والفكرية قوامها المشي لمدة نصف ساعة يوميا والمطالعة، مع الحرص على تناول الأغذية الغنية بفينتامين "ه" الموجود بزيت الزيتون والأحماض الذهنية الأساسية مثل "أوميغا 3" الموجودة بالأسماك، وهي منتجات معروفة بفوائدها على النواقل العصبية.
ويظهر مرض الزهايمر في سن الـ60 من خلال اضطرابات في الذاكرة والإدراك بشكل تدريجي. ويعد هذا الداء الذي ينجم عن اضطرابات في الجهاز العصبي من الأمراض العصبية الأكثر شيوعا مثل الشلل الرعاش والتصلب اللويحي. وهو حالة مرضية تصيب الخلايا العصبية في المخ وتؤدى إلى إفسادها وإلى انكماش حجم المخ، كما يصيب الجزء المسؤول عن التفكير والذاكرة الجديدة واللغة، وهو نوعان الأول وراثي الزهايمر العائلي، وهذا النوع ينتقل عن طريق الجينات الوراثية من أحد الوالدين أو كليهما، أما النوع الثاني فهو الزهايمر الفردي وهو لا يحدث عن طريق الوراثة، تتضمن الأعراض المبدئية للمرض حالات النسيان، وعدم القدرة على التركيز، ومع تقدم الحالة يشعر المريض بأنه غير قادر على تذكر الأحداث وغير مدرك للزمان ولا المكان، ويجد صعوبة في إيجاد الكلمات السليمة للتعبير في الكلام وصعوبة في القيام بالأعمال اليومية البسيطة.
وأشار الدكتور محمد ميهوبي، طبيب عام وعضو في جمعية مرضى الزهايمر بالجزائر، في حديث سابق لـ"المساء" إلى ضرورة عدم إغفال مرافق مريض الزهايمر ومساعدته، لأن أغلبية المرافقين يصابون بمضاعفات صحية نتاج عدم النوم وعدم الانتباه لنظامهم الغذائي، وفي حالة الكبار فإن الكثير من المرافقين يفارقون الحياة قبل المريض، منبها إلى أهمية تحسيس الأطباء بضرورة تقديم المساعدة الكلية لمريض الزهايمر من خلال تكوين مركز استقبال لمساعدة المريض وذويه، خاصة أن أغلب المرضى مسنون وبالمقابل من يرعاه كالزوجة مثلا تكون مسنة ومتعبة لأنها تحرم من النوم في الوقت الذي ينام فيه المريض وهو الأمر الذي يشكل خطرا أيضا على صحة المتكفلة بالمريض والتي غالبا ما تعاني من أمراض أخرى كارتفاع الضغط أو مرض السكري وهو مما لا يسمح أبدا بممارسة دور المساعد الطبي، وقد سجلنا حالات كثيرة لوفاة المتكفل بالمريض المسن هو أيضا لأنه محروم من النوم. كما أكد المختص على ضرورة إغداق المريض بالرعاية والحنان لمساعدته على التحسن، توفير الحماية القانونية للمريض بحيث نطلع العدالة على صحته العقلية خاصة في ظل وجود الانتهازيين الذين لا يرحمون ضعف المريض وبعد الكلي عن الواقع.
ويشير الدكتور إلى أن من بين الأسباب التي تزيد من معاناة مريض الزهايمر، إهمال الشخص المسن وتركه في الأماكن المغلقة بمفرده وإحساسه أن أفراد عائلته قد تخلوا عنه، مما يتسبب له في إحباط نفسي ثم اكتئاب ليصل إلى درجة الانهيار العصبي.
ويؤكد الدكتور ميهوبي أن مرض الزهايمر يمكن تفاديه من خلال الممارسة الدائمة والمستمرة للرياضة حتى يبقى العقل السليم في الجسم السليم، وعدم التدخين، السياقة بتأن لتفادي حوادث المرور ومنه ارتجاج العقل والابتعاد عن المأكولات التي تسبب السمنة، موضحا عليكم بفطور الملوك وغذاء الأميرة وعشاء الفقراء لصحة جيدة وخالية من الأمراض.