معرض "خرائط حصون مدينة وهران" بقصر الرياس
أرشيف الجيش الإسباني يستحضر ثلاثة قرون من التاريخ
- 3657
تنظم سفارة إسبانيا في الجزائر، بالتنسيق مع معهد "سيرفونتاس"، معرضا بقصر رياس البحر بالعاصمة، تمتد فعالياته إلى غاية الـ27 أكتوبر، ويخص "خرائط حصون مدينة وهران"، استقدمت من المركز الجغرافي للجيش الإسباني...
أغلب تلك الخرائط تعود إلى الفترة من القرن الـ16 و17 وتقدم بالتفصيل والتعليق المكتوب، بعض المواقع التاريخية الإسبانية ابتداء من المرسى الكبير.
عرضت بعض الخرائط على الشاشات، بينما أغلب المخطوطات الأخرى كانت في لوحات كبيرة، تبدو مفصلة (مصورة من عدة زوايا ومواقع) وتوضح بدقة المواقع الإسبانية الموجودة في وهران والتي بقي الكثير منها إلى اليوم شاهدا على الحقبة الإسبانية، حيث مكث التواجد الإسباني 3 قرون.
توجد خريطة للساحل الوهراني أنجزها كاستيلو روزا لكازار سنة 1740، وهناك مخطط لقصر إسباني (1546-1740) اجوسلين دورادو، في حين تتكرر خرائط مرسى الكبير باعتباره عصب المدينة من عام 1296 إلى سنة 1742، منها مقطع طولي لأنطونيو دو قافار.
هناك أيضا خريطة ضخمة خاصة بقصر مرسى الكبير (1773-1835) وأخرى تمتد حتى سنة 1860.
خرائط أخرى خاصة بالقصبة الملكية بوهران صورت من أعلى المدينة (16000-1742)، إضافة إلى حصن سان ميقال (1756-1800) وقصر سان فيليب 1732 ومخطط عام للمرسى الكبير.
عموما، امتلأت حجرات قصر الرياس بطابقها الأرضي والعلوي بتلك الخرائط التي هي في الأصل مخطوطات. وعلى الرغم من أن كل الخرائط تضمنت تعليقات بريشة أصحابها، لكن الزائر لا يفهمها على اعتبار أنها مكتوبة بالإسبانية، بالتالي حال غياب الترجمة من فهم محتواها.
اعتبر المنظمون أن المعرض يظهر جزءا من مدينة الباهية التي كانت دوما ميناء استراتيجيا في منطقة شمال إفريقيا، كما أن المرسى الكبير كان عبر التاريخ معبرا للتبادلات التجارية والزراعية والتبادلات الكبرى، فكان عاصمة تجارية هامة، احتلها الإسبان سنة 1509 ووجدوا بها القصبة (أسسها ابن أبي عون حاكم المدينة المعين من والي تيارت الفاطمي) والأسواق والأسوار وقصر المرسى، لتصبح جزءا من التاج الإسباني، فشيدت القلاع والحصون والأسوار والقصور والأساسات والأنفاق وغيرها، وفي عام 1720 شيدت مدرسة الرياضيات ببرشلونة، وبعدها في عام 1732 ألحق بها فرع في وهران لتكوين مهندسين في الحربية.
انهزم الأسبان سنة 1708 على يد الأتراك، لتصبح وهران مدينة عثمانية ويعيد الأسبان احتلالها سنة 1732، بالتالي وصلت فترة بقائهم إلى 3 قرون.
خلال القرن السادس عشر، جعل الإسبان من وهران معقلا لهم فبنوا فيها سجنا على تجويف صخري بالقرب من ميناء المرسى الكبير، قبل أن يشرع المركيز سانتا كروز عام 1563 في بناء قلعة تحمل اسمه على قمة العيدور، الذي سماه الحكام الجدد للمدينة مرجاجو. عام 1568 شهدت المدينة زيارة دون خوان النمساوي، القرصان الأوروبي المعروف الذي قضى فيها يومين، تفقد فيها حصون المدينة.
للتذكير، هناك مشروع تبنته الجزائر لترميم المواقع الإسبانية بوهران، علما أن أغلبها مصنف وهي أول تجربة ستسمح بالحصول على تمويلات أجنبية عوض الاعتماد على التمويل الداخلي. علما أن تجسيد مشروع الترميم جاء كمحصلة لخطوات سابقة تمثلت في أبحاث وأطروحات منجزة من طرف طلبة جزائريين في الهندسة المعمارية، في إطار منح جامعية للاشتغال على الأرشيف الإسباني الغني الخاص بهذه المنشآت الحربية الإسبانية بمدينة وهران.
يتشكل النظام الدفاعي من مجموعة حصون وممرات أرضية وأبراج مراقبة وخنادق مشيدة على ثلاثة مراحل؛ الأولى سنة 1509، ثم القرن السابع عشر، وأخيرا في القرن الثامن عشر، وهي المعالم التي أثارت دهشة المختصين والخبراء، إذ اكتشفوا بأن النظام الدفاعي بوهران هو أحسن من ذلك المتواجد بمدن أمريكا اللاتينية.
يوجد من بين المعالم الأثرية التابعة لهذا النظام الدفاعي، أبراج "سانت أندري" و"سان بيدرو".