فيلم إسباني يفتتح منافسة «العناب الذهبي»
«شجرة الزيتون» تثمر نضالا ضد الرأسمالية
- 959
يترجم الفيلم الروائي الإسباني الطويل «شجرة الزيتون» للمخرجة إيثيار بولين، الذي افتتح منافسة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، وعرض أول أمس بمسرح «عز الدين مجوبي» الجهوي، راهن العالم في تحدياته البيئية، ضمن فكرة الحفاظ على الطبيعة مثلما تركها الأولون والعمل على الحفاظ عليها ليجدها الآخرون سالمة، غير أن الفتاة «ألما» بطلة الفيلم تجد نفسها تتحمل عناء البحث عن شجرة الزيتون التي رعاها جدها «رامون» عمرا طويلا في رحلة مجنونة رافقها صديقها «رفا» وعمها «ألكا شوفا».
تبدو فكرة الفيلم للوهلة الأولى قالبا جاهزا، تشير إلى أن شجرة الزيتون تمثل الأصول والارتباط بالأرض، لكن سرعان ما تحولت قصة الفيلم (إنتاج 2015-97 دقيقة)، إلى قضية رأي عام شغلت الصحافة والمجتمع المدني على السواء.
تسير «ألما» إلى طريقها نحو ألمانيا، حيث توجد شجرة الزيتون التي بيعت لأحد المستثمرين مقابل مبلغ متواضع بغض النظر عن قيمتها المعنوية ذلك أن عمرها يناهز 2000 سنة، بسبب الوضع المالي الصعب الذي عرفته العائلة قبل سنوات، الأمر الذي جعل الجد «رامون» يعيش حياة منغلقة على نفسه، غير أن ذلك الوضع لم يلبث أن أصبح أكثر حدة، ولهذا السبب قامت «ألما» باستعادة فسيلة من تلك الشجرة التي استحوذت عليها إحدى المؤسسات المختصة في الخشب.
سرعان ما نجحت «ألما» في دخول هذه المؤسسة وأخذت جزءا من الشجرة لتأخذها لجدها عسى أن يخرج من حالته، لكنها تصطدم بخبر وفاته.. وقد عبرت عنه المخرجة بمشهد مؤثر، عززه تمكن الممثلة في تقمص الدور بشكل متميز.
واختارت المخرجة لوحات كبيرة للطبيعة الخلابة، كما استعانت بالمشاهد المقربة لتظهر أداء الممثلين عن كثب لمزيد من التأثير والتعاطف مع القصة، كما انسجمت الموسيقى مع مسار الفيلم. ورغم أن العمل يروي مأساة عائلة إلا أنه لا يخلو من مساحات للأمل، وهو ما يدعو صراحة إلى تنبي القضية ويحث الإنسانية على التشبث بالأرض والأكثر من ذلك عدم إتلافها لدواعي الرأسمالية الهدامة. وتجلت فكرة رفض هذا التيار الاقتصادي من مشهد كسر تمثال الحرية، وفي مشهد التفاف الناس والإعلام حول قضية «ألما» يحيل إلى فكرة أن مسألة الأرض تعني الجميع دون استثناء.