تسعديث أمزيان صانعة السلال لـ"المساء":
غياب فضاءات التسويق يقلل من عزيمة الحرفيين
- 668
اعتبرت الحرفية في صناعة السلال، تسعديث أمزيان، أن غياب فضاءات خاصة بتسويق المنتجات التقليدية أكبر مشكل يواجهه الحرفيون في ولاية تيزي وزو، حيث قللت هذه المشكلة من عزيمتهم في صناعة مواد تقليدية من شأنها تطوير الحرفة وتنويع المنتجات، ليجد الزبون ما يريده. مؤكدة على أن المشاركة في الصالون والمهرجانات غير كافية لتسويق المنتجات، لاسيما في ظل تطوير حرف جديدة أمام الزخم الكبير من الحرفيين.
قالت الحرفية في تصريح لـ"المساء"، أنه على الدولة إعطاء أهمية لهذا الجانب بغية ترقية وتطوير الصناعات التقليدية التي يمكنها اليوم أن تكون ركيزة اقتصادية، من شأنها تنمية مداخيل الوطن بفضل فتح فضاءات خاصة لمختلف المنتجات والترويج لها، مما يساهم في جلب السياح والأجانب. مؤكدة أن الحرفيين يتنافسون على الإبداع وتترجمه مختلف الأشكال والألوان والتصاميم التي تسحر العين، ليس فقط من حيث الجانب الجمالي، لكن أيضا من حيث النوعية والصنع المتقن.
تحدثت السيدة أمزيان عن تجربتها في مجال صناعة السلال، حيث قالت بأنها بعد تخرجها من جامعة "مولود معمري" بشهادة في الاقتصاد، تزوجت من عائلة تمتهن حرفة صناعة السلال منذ سنوات خلت، حيث توارثت عائلة زوجها الحرفة أبا عن جد إلى أن وصلت إلى زوجها الذي كان وراء نجاحها في هذه الحرفة منذ عام 1997.
اليوم وبعد 20 سنة من الخبرة، تقول السيدة أمزيان بأنها تعمل دائما من أجل تطوير هذه الحرفة، خاصة بعدما أصبحت مطلوبة بقوة من جهة، وضمانا لاستمرارها وتعليمها للأجيال القادمة.
عملت الحرفية منذ سنة 2001 من أجل تنويع منتجاتها التقليدية، من خلال إنتاج أغراض جديدة نزولا عند طلب الزبون وكذا السوق الذي يتطور بتطور المنافسة والإنتاج والإبداع. مشيرة إلى أنها أخذت على عاتقها مسؤولية تطوير هذه الحرفة حتى تبقى السلال الجزائرية مطلوبة وفي مستوى اختيارات الزبون، مما يمكن الإنتاج المحلي من فرض نفسه وتجاوز المنتوج الأجنبي. منوهة بأن الحرفيين يعملون بكد من أجل النوعية التي أصبحت اليوم مهمة وضرورية حتى يكون للمنتوج الوطني مكانة ووزن. شرعت الحرفية في إضافة منتوجات جديدة إلى السوق، عبر صناعة أغراض أخرى لم تعد تقتصر على الزينة فسحب، وإنما هناك أغراض تستعمل في المطبخ، كطبق الخبز، قفة الخضر، صندوق لحفظ الأواني الزجاجية والنحاسية، كسلة الفواكه، الكراسي، الطاولات، مهد الطفل، سلال جمع وحمل الزيتون، وغيرها من المنتجات الجديدة التي ينتظر أن تعرف مع مرور الوقت تجديدا بإضافة أغراض أخرى، من خلال الإبداع الذي تقول السيدة أمزيان بأنه لن ينتهي طالما يوجد حرفيون يهتمون بصناعة السلال القديمة، هذه الحرفة الموروثة التي يحب القيام بها من أجل الحفاظ عليها.
كما قالت المتحدثة أن هناك اهتمام بالصناعات التقليدية مؤخرا، حيث يحظى الحرفيون بالمشاركة في عدة تظاهرات من أجل عرض مختلف المنتجات التقليدية، بفضل الصالونات والمهرجانات التي تتيح الفرصة للحرفيين بعرض وتسويق منتجاتهم. مشيرة إلى أن ذلك غير كاف أمام الزخم الكبير الذي تحويه الولاية في مجال ممارسة الحرف التقليدية، مما يتطلب توفير فضاءات وأسواق خاصة بالصناعات التقليدية تتيح للحرفي عرضا مستمرا لمنتجاته الحرفية، حيث سيشجع على الإنتاج المستمر بفضل تسويق ما أنتجه والمنافسة من أجل النوعية والإبداع، مما يشجع الإنتاج المحلي، خاصة أن الصناعات التقليدية بإمكانها النهوض بالاقتصاد، لكن بشرط الاهتمام بها وبالحرفيين كذلك.