بن صالح يثمن زيارة نائب الرئيس الهندي ويصرح:

الهند "أوْلت" وجهها صوب الجزائر

الهند "أوْلت" وجهها صوب الجزائر
  • 904
  م. خ/واج م. خ/واج

ثمن رئيس مجلس الأمة، السيد عبد بن صالح، أمس، زيارة محمد حميد الأنصاري، نائب رئيس جمهورية الهند إلى الجزائر باعتبارها "إشارة لتوجه جديد للسياسة الخارجية الهندية تجاه الجزائر"، مبرزا في هذا الصدد الدور الذي يمكن أن يلعبه برلمانيو البلدين في تدعيم هذا المنحى. كما لفت أيضا إلى أن التبادل التجاري بين البلدين قد "تضاعف عشر مرات خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة" .

جاء ذلك خلال استقبال رئيس مجلس الأمة ،بالجزائر العاصمة المسؤول الهندي، إذ تطرق الجانبان إلى سبل تطوير العلاقات الثنائية "التاريخية" والارتقاء بها إلى درجة الامتياز. بيان للمجلس أوضح أن اللقاء بين السيد بن صالح ونائب رئيس الهند والوفد المرافق له "ميزه تبادل صريح ومثمر لوجهات النظر حول العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها والرقي بها إلى درجة الامتياز مع تنويع وتوسيع مجالات التعاون". 

في هذا السياق، ذكر السيد بن صالح باتفاق الشراكة المبرم بين البلدين سنة 2001 بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى الهند. 

من جهته، قال السيد الأنصاري أن العلاقات "التاريخية" بين البلدين هي "الأساس للعلاقات المستقبلية" بينهما، قبل أن يؤكد بأن الهدف من الزيارة التي يقوم بها للجزائر هو "تجديد الصداقة بين الشعبين والحكومتين" و«استكشاف مجالات جديدة للتعاون و التبادل". 

كما أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة أن العلاقات بين الجزائر والهند "قابلة للتوسع والتطور"بفضل التشاور الدبلوماسي وتعميق التعاون، حسبما أورده بيان للمجلس. 

ولد خليفة أوضح خلال المحادثات التي أجراها مع نائب رئيس جمهورية الهند أن "البلدين تجمعهما علاقات قديمة وهي قابلة للتوسع والتطور بفضل التشاور الدبلوماسي ورفع نسق التعاون في المجالات المختلفة" .

رئيس المجلس أكد أن الجزائر التي "طبقت إصلاحات سياسية واقتصادية، باتت توفر مناخا محفزا على الاستثمار وهو ما من شأنه أن يختصر المسافات بين البلدين". وبالمناسبة أبرز السيد ولد خليفة أن "الإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أعطت ثمارها لاسيما بعد مصادقة البرلمان على صيغة الدستور الجديد والتي بفضلها تم تعزيز الحريات وحقوق الإنسان".

في هذا الصدد، أشار رئيس المجلس إلى "ما حققته النساء من مكاسب بعدما ازدادت فرصهن في تبوء مناصب القيادة والتمثيل في مختلف المجالس، فضلا عما يحققنه بمشاركتهن الفعالة في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية" .

على الصعيد الاقتصادي، دعا رئيس المجلس إلى "ترقية التعاون بين البلدين لاسيما في مجالات الصيدلة والفلاحة والأبحاث الفضائية وكذا تكنولوجيات الإعلام والاتصال"، مؤكدا أن التعاون في هذه المجالات "سيعزز العلاقات الثنائية وسينعشها بما يعود بالفائدة على البلدين والشعبين".

لدى تطرقه إلى الملفات الدولية الراهنة، شدد السيد ولد خليفة على "التحذير من الإرهاب الذي يسعى إلى تفكيك الدول والشعوب"، مذكرا "بما عاشته الجزائر من محن بسبب هذه الآفة". وأكد في هذا السياق أن "جهود رئيس الجمهورية الذي بادر بمشروع المصالحة الوطنية قد أتت ثمارها وحمت الشعب الجزائري من الانقسام لتكون مرجعا للدول التي تعاني من تجارب مماثلة".

في سياق آخر، تطرق رئيس المجلس إلى قضية الصحراء الغربية، موضحا موقف الجزائر المتمثل في "ضرورة إيجاد حل عادل للنزاع القائم بين المغرب وجبهة البوليزاريو على أساس القرارات الأممية ذات الصلة، مشددا على أن قضية الصحراء الغربية "تختلف تماما عن مسألة إقليم كشمير". 

من جانبه، أكد نائب الرئيس الهندي أن "الوقت قد حان لكي ينظر البلدان في سبل تحقيق مصالحهما عبر التعاون الثنائي"، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي لزيارته إلى الجزائر هو "إعطاء دفع قوي لهذه العلاقات وإنعاشها حتى يرتقي التعاون بينهما إلى المستوى المطلوب"، واعتبر أن البلدين يمكنهما "تطوير علاقاتهما لاسيما في مجال الفلاحة والبيئة والتعاون الفضائي والاستخدام السلمي للطاقة الذرية والأمن". وقال بأنه سيعمل على أن تكون مستقبلا "زيارات لوفود هندية على المستوى الوزاري أو الفني لبحث ما يمكن القيام به في هذه المجالات".

وبخصوص القضية الصحراوية، أكد نائب الرئيس الهندي أن بلاده "تؤيد إيجاد حل سلمي للنزاع في الصحراء الغربية الذي يختلف تماما عن مسألة كشمير".

نائب الرئيس الهندي كان قد زار مسجد كتشاوة (الجزائر العاصمة) حيث اطلع على تاريخ هذا المعلم الديني. وبالمناسبة تلقى السيد أنصاري شروحات وافية عن هذا المسجد الذي يعود  تاريخ بنائه إلى سنة 1792 من طرف حسن باشا التركي وما تعرض له من عدوان وتهديم من طرف الاستعمار الفرنسي.    

كما قامت حرم نائب الرئيس الهندي، سلمى أنصاري بزيارة إلى مدرسة الأطفال المعاقين بصريا بالعاشور (الجزائر العاصمة) حيث اطلعت على الطرق البيداغوجية لتدريس التلاميذ المكفوفين. وتلقت عقيلة نائب الرئيس الهندي بالمناسبة شروحات وافية حول طرق تدريس هذه الفئة من المعاقين بصريا باستعمال طريقة "البراي" وكذا وسائل التكنولوجيات الحديثة قبل أن تطلع على مختلف أقسام التدريس. كما كانت للسيدة أنصاري فرصة لزيارة معرض للأشغال اليدوية أنجزها الأطفال المتمدرسون والتعرف على الوسائل البيداغوجية المستعملة.