نصف نهائي كأس العالم: البرازيل - ألمانيا

لمـن ستكون الغلبة؟

لمـن ستكون الغلبة؟
  • 903
بين البرازيل وألمانيا السباق متواصل من أجل حصد أكبر عدد ممكن من ألقاب هذه المنافسة الكروية العالمية، فهما يتفوقان في هذا المجال على كل المنتخبات التي كان لها شرف الحصول على لقب هذه الكأس. وتشاء دورة البرازيل 2014 أن تجمع هذين المنتخبين في مرحلتها نصف النهائية اليوم بملعب بيلو أوريزونتي، في مباراة اعتبرها النقاد نهائية قبل الأوان.
ألمانيا تريد الثأر من ”السيليساو”
تلوح أمام فريق ألمانيا فرصة سانحة لأخذ الثأر من منتخب البرازيل، الذي كان قد فاز عليه في نهائي كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية، فضلا عن أن تشكيلة ”المانشفت” تريد من خلال هذه المواجهة، الاقتراب من البرازيل في عدد كؤوس دورات كأس العالم المتوَّج بها؛ إذ إن نصيبها في هذا المجال لم يتعد ثلاث كؤوس (1954- 1974-1990)، ويتقدمها فريق السيليساو بكأسين فقط (1958-1962-1970 -1994 -2002)، ومع مرور أطوار المنافسة الجارية في البرازيل، أصبح فريق ”المانشفت” يثق في قدراته، لا سيما بعدما أزاح من طريقه منتخبات قوية، منها بشكل خاص فرنسا والبرتغال والجزائر، التي وجدت أمامها أكبر الصعوبات للتأهل منذ بداية مباريات هذه النهائيات، كما إن مدربه يواكيم لوف أصبح يعتقد أكثر من أي وقت مضى، أن هناك إمكانية حقيقية للإطاحة بأصحاب الأرض لثقته الكبيرة في المجموعة التي يقودها والتي تضم في صفوفها فرديات لامعة، قادرة على حسم الموقف لصالح منتخب بلدها، منها بشكل خاص قلب الهجوم توماس موللر، الذي توجد في رصيده أربعة أهداف منذ قدومه إلى دورة البرازيل، والمخضرم ميروسلاف كلوزيه الذي أصبح يستعمله المدرب لوف كورقة رابحة، مثلما كانت الحال أمام غانا في الدور الأول لما كان في الاحتياط، وعند دخوله أرضية الميدان تمكن من تعديل النتيجة في ربع الساعة الأخير من تلك المباراة. ومن دون شك لن يحرم المدرب لوف لاعبه كلوزيه من المشاركة أساسيا في موعد اليوم؛ لكون هذا الأخير يسعى إلى كسر رقم الأسطورة البرازيلي رونالدو كأفضل هداف في تاريخ دورات المونديال، ويُعد كلوزيه الوحيد من بين زملائه الذي شارك في نهائي 2002 ضد البرازيل بكوريا الجنوبية.
ومن أجل تقوية حظوظ فريقه وتحفيز لاعبيه، طلب المدرب لوف من زملاء كلوزيه تفادي الاكتراث بعامل الملعب والجمهور، الذي يساعد أكثر المنتخب البرازيلي. وسيحاول الفريق الألماني استغلال الغيابين الهامين الموجودين في صفوف منتخب البرازيل، الذي سيدخل أرضية ميدان ملعب بيلو أوريزونتي محروما من خدمات لاعبيه نيمار وويليان.
ورغم بلوغها الدور نصف النهائي فإن تشكيلة ”المانشفت” لم تسلم من انتقادات جماهيرها الرياضية العريضة بعد تراجع مستوى الفريق في الدور الثاني، والصعوبة الكبيرة التي وجدها في التخلص من الجزائر في الدور الثاني، وفرنسا في الدور ربع النهائي.
تخوّف برازيلي من الإقصاء
من جهتهم، يشعر البرازيليون بأن منتخب بلدهم سيكون اليوم في الدور نصف النهائي على محك حقيقي لعدة أسباب، ومن أهمها قوة الفريق الألماني وغياب الثنائي نيمار وسيلفيا، الأول بسبب الإصابة، والثاني معاقَب، بل يذهب البرازيليون إلى حد التخوف من تكرار سيناريو مباراة الشيلي، التي تأهل فيها فريق بلدهم بالضربات الترجيحية.وإلى حد الآن لم ينجز منتخب البرازيل مباريات كبيرة، بل لم يتوصل إلى إقناع مناصريه الذين لازالوا يعتقدون أن منتخبهم يعاني من اختلالات عديدة في توازنه لم تسمح له بفرض طريقة لعبه ما عدا المباراة ضد كولومبيا، التي قدّم فيها زملاء نيمار عروضا كروية شيقة رغم صعوبة التأهل الذي تحصلوا عليه، وقد برر المدرب سكولاري ضعف تشكيلته بالضغط الذي يشعر به اللاعبون.
ويُنتظر أن يقوم سكولاري ببعض التغييرات في التشكيلة الأساسية التي لعبت أمام كولومبيا، حيث سيعوض نيمار بالمهاجم ويليان ويضع في مكان سيلفيا المدافع دانتي، وهما عنصران يعوّل عليهما مدربهما لإعطاء نفس جديد للفريق في اللقاء ضد ألمانيا.
ومعلوم أن المدرب سكولاري كان على رأس الفريق الوطني البرازيلي، الذي نال لقب كأس العالم أمام ألمانيا في دورة كوريا الجنوبية 2002، وهو ما يمنح له تفوّقا معنويا، سيساعده على منح توجيه أحسن للاعبيه فوق أرضية الميدان؛ حيث يوجد منتخب البرازيل أمام حتمية الفوز على ألمانيا والمرور بالتالي إلى الدور النهائي الذي يشتاق إليه بلد الصامبا منذ سنة 2002. 
وسيجد المدرب سكولاري نفسه أمام اختيارات حاسمة لإعداد تشكيلة قادرة على خلق المشاكل للفريق الألماني، لا سيما في كيفية إعداد خط هجومه، الذي يمكّنه من تجاوز غياب قائده نيمار، الذي ترك فراغا رهيبا قد يصعب على زملائه ملؤه، إلا أن كثيرا من البرازيليين يثقون في المدرب سكولاري، الذي يملك بطاقات رابحة أخرى في جعبته، سيستخدمها بالتأكيد من أجل قيادة السيليساو إلى المجد مجددا.