«الأرواح الحساسة» متوفر في معرض الكتاب
مجموعة قصصية ترصد الحياة وأوجاعها
- 686
تشارك القاصة صبرينة بوعبلة بمؤلفها «الأرواح الحساسة» في المعرض الدولي الـ21 للكتاب، الصادر عن منشورات «دار سمر»، وستنظم بيعا بالتوقيع غدا الجمعة في جناح «ج» بقصر المعارض الصنوبر البحري.
جمعت صبرينة بوعبلة في كتابها مجموعة قصص صغيرة، لكنها قبل أن تكون قصصا، هي حياة من حولنا، من نراهم بصفة سطحية، أو من لا نراهم البتة مع أننا نكلمهم يوميا، من لا نعرفهم رغم عيشهم معنا وحولنا، من لا نتحسس لمشاعرهم ولا نعطيهم قيمة رغم خيرهم علينا، من كان يجب أن نفكر في سعادتهم قبل التفكير في قهرهم، في نموهم قبل دفن حياتهم ونفحات روحهم. لكنها الأنانية التي تجعلنا لا نفكر إلا في تجميل مظاهرنا دون الغوص في آهاتهم، وحولتنا إلى أدوات للحكم السريع على الآخر والخضوع للمظاهر والفظاظة اللفظية والتعدي على الآخر بالنظرة القاسية.
فلا نرى جمالا حولنا في البحر والورد والفن، ولا شغف المعرفة في عيني الطفل، ولا رهافة الروح لدى الفتاة ولا حزن الشاب على أحلامه الضائعة، ولا شاعرية النجم في الصحراء، ولا جمال الأسود وألوان الورد وأطياف الفن و... كل ما هو جميل في الحياة، بل كل ما هو الحياة بعينها.
تشرح صبرينة بوعبلة في هذه المجموعة القصصية ما جرح حساسيتها في مجتمعنا وما خدش عواطفها كإنسانة وفنانة وشابة. لكن صبرينة لا تحمل تشاؤما للحياة، بل تمدنا دوما بطوق الأمل في الإنسانية لنتشبث فيها ولا نغرق أكثر.
إنها تصور حقيقة مجتمعنا ببساطة مؤلمة عبر «الطاهر» الذي رماه ابنه في دار العجزة، و«يمينة» التي أراد أخوها قمع طموحها للدراسة والحياة، والشاب «الأسود» الذي يجتنبه الآخرون بسبب لون بشرته، وآخر ظن أن حياته انتهت لأنه ابن غير شرعي، والأب الذي لا يعرف حتى ابنه الصغير القريب منه ويقرأ الجريدة التي تحمل له أخبارا بعيدة عنه بأكثر تمعن.