التوقيع على 8اتفاقيات تعاون بين الجزائر والنيجر

اليد في اليد لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية

اليد في اليد لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية
  • 654
حنان/ح حنان/ح

أنهى الوزير الأول النيجري، بريجي رافيني، بعد ظهر أول أمس، زيارته الرسمية إلى الجزائر التي استغرقت يومين وكللت بتوقيع 8 اتفاقات تعاون في مجالات مختلفة. وسمحت الزيارة بدراسة ومناقشة قضايا هامة ثنائية وذات طابع جهوي، لاسيما الأمنية وتلك الخاصة بتنقل الأشخاص. واستقبل الضيف النيجري من قبل رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي شدد على ضرورة الحفاظ على أواصر العلاقات الثنائية وعلى التضامن بين البلدين. وصرح المسؤول النيجري أن "الجزائر والنيجر لديهما تحديات مشتركة ذات طابع أمني خاصة"، مضيفا أن "البلدين يعملان معا من أجل مواجهة تلك التحديات بشكل فعال". في السياق، دعا الوزير الأول عبد المالك سلال في جلسة عمل موسعة مع نظيره النيجري، إلى "مضاعفة اليقظة والتجند أكثر من أي وقت مضى«من أجل التصدي للتحديات الجهوية، التي قال إنها "تزعزع استقرار بلدان منطقتنا".

استقبل رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أول أمس، بالجزائر، الوزير الأول لدولة النيجر، بريجي رافيني، بحضور الوزير الأول، عبد المالك سلال، ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، ووزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، ووزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل. 

وأكد الوزير الأول النيجري عقب الاستقبال على "العلاقات المثالية" التي تربط البلدين، مشيرا إلى كيفيات "تعزيزها". وقال "لقد حظيت باستقبال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي سلمته رسالة من نظيره النيجري محامادو ايسوفو وتطرقنا بذات المناسبة إلى العلاقات المثالية التي تجمع بين دولتينا وشعبينا وكذا كيفيات تعزيزها وتمتينها". 

وتابع إنه "تطرق مع رئيس الدولة "إلى الفرص الموجودة بين البلدين على المستوى الاقتصادي"، موضحا أنه أطلع رئيس الجمهورية "على الإجراءات والتدابير التي اتخذتها كلا الحكومتين من أجل تثمين العلاقات الثنائية بهدف استغلال عديد الفرص التي تتوفر عليها الجزائر والنيجر". 

وقال السيد رافيني "لقد حظينا بدعم رئيس الجمهورية وبنصائحه الحكيمة من أجل الحفاظ على الصداقة القوية والأخوة الموجودة بين البلدين". وأضاف "إننا سنعمل في هذا الاتجاه لأنه يجب علينا البقاء اليد في اليد كما أوصى بذلك الرئيس بوتفليقة".

وكانت للوزير الأول النيجري محادثات مع الوزير الأول عبد المالك سلال الذي ركز في كلمة ألقاها خلال جلسة العمل الموسعة التي جمعتهما أول أمس بالوزارة الأولى على التحديات التي تطرح على الجانبين، مشيرا إلى أنها تشكل حاليا "تهديدا جديا لأمن بلداننا ومنطقتنا". ولهذا أكد على أهمية زيارة الوفد النيجري من حيث أنها تعمل على "تعزيز نوعية هذه العلاقات أكثر فأكثر والعمل على تكثيفها وتطويرها في المجالات التي يجب أن يكون فيها التعاون بين بلدينا موضوع المزيد من الديناميكية والمبادرات"، مذكرا بأن "الحوار السياسي بين مسؤولي البلدين بلغ كثافة تسمح بتنسيق المواقف حول بعض القضايا، لاسيما التهديدات التي تخيم بشدة على منطقتنا". 

وأكد الوزير الأول على "تضامن الجزائر الدائم مع النيجر"، وعلى استعدادها لمواصلة تعزيز التعاون والروابط التي تجمعهما في عدة مجالات، مستشهدا بقطاع التكوين حيث تعد الجزائر أول شريك للنيجر بـ400 منحة في السنة الجامعية 2016-2017. 

لكن بين البلدين مشاريع تعاون أكثر استراتيجية ذكر بها الوزير الأول، وعلى رأسها الطريق العابر للصحراء، لافتا إلى أن جزءا من هذا المشروع يجري إنجازه من قبل مجمع جزائري - نيجري، "الأمر الذي يرمز تماما إلى الشراكة التي يمكن أن يطورها بلدانا معا في عديد المجالات الأخرى". 

كما تحدث عن مشروع ميناء جاف واقترانه بالطريق العابر للصحراء، مشيرا إلى أنه "مشروع استراتيجي وذو مردودية من حيث الكلفة والآجال مقارنة مع ما هو متوفر حاليا". 

ولم ينس التذكير بالتظاهرة الافريقية الهامة التي ستحتضنها الجزائر شهر ديسمبر المقبل، وقال في هذا الصدد "من الواجب أن تكون هذه الأفق الجديدة للتعاون والشراكة التي توجد حقا بين البلدان الإفريقية، موضوع دراسة أعمق بمناسبة المنتدى الإفريقي الذي سينظم بالجزائر من 3 إلى 5 ديسمبر القادم حول الاستثمارات والأعمال، والمفتوح أمام المؤسسات ورجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين الأفارقة، ومنهم بطبيعة الحال أشقاءنا النيجريين". 

لذا شدد على ضرورة "وضع تصور من شأنه أن يغذي خارطة طريق تحدد محاور أعمال التعاون والشراكة بين بلدينا". 

وتوجت الزيارة بتوقيع عدد من الاتفاقات بحضور وفدي البلدين بمقر رئاسة الحكومة. ويتعلق الأمر ببروتوكول اتفاق تعاون بين الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة وغرفة التجارة والصناعة والصناعات التقليدية للنيجر، اتفاق تعاون ثنائي حول تبادل المضامين الإعلامية بين وكالة الأنباء الجزائرية والوكالة النيجرية للصحافة، اتفاق توأمة بين المدرسة العليا للقضاء ومدرسة التكوين القضائي لنيامي، مذكرة تفاهم في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، إضافة إلى برنامج تعاون في مجال الشباب والرياضة واتفاق توأمة بين مؤسسات التكوين المهني لتمنراست وأغاديز وكذا بين إليزي و طاوة واتفاق توأمة بين الصندوق الوطني للتنمية والتمهين والتكوين المتواصل والصندوق النيجري لدعم التكوين المتواصل والتمهين.  

وزير الداخلية النيجري: فككنا شبكة تهريب المهاجرين

على صعيد آخر، وفي إطار هذه الزيارة، أكد وزير الداخلية والأمن العمومي واللامركزية والشؤون العرفية والدينية للنيجر محمد بازوم أنه تم تفكيك الشبكة المختصة في تدفق المهاجرين غير الشرعيين لرعايا نيجيريين إلى الجزائر والتي كان "مركزها" متواجدا في تمنراست. 

وفي تصريح للصحافة عقب محادثاته مع وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، أشار إلى أن اللقاء تناول تقييم تطبيق الإجراءات المتفق عليها بين الطرفين لاسيما المسألة المتعلقة بمكافحة الهجرة غير الشرعية، خاصة الرعايا النيجريين الوافدين إلى الجزائر "لممارسة بعض النشاطات التي نرفضها". 

وذكر الوزير النيجري بأن بلده كان قد طلب من الجزائر "العمل سويا" من أجل مكافحة هذه الآفة، مؤكدا أنه بفضل هذا التعاون تم "تحقيق نتائج جيدة". وأشار إلى أنه تطرق رفقة السيد بدوي إلى "تقييم" المسائل الأمنية مشيدا "بالالتزامات" المتخذة من طرف كلا البلدين. 

من جانبه، أكد وزير التعليم العالي والبحث والابتكار النيجري محمد بن عمار أن بلاده تريد الاستفادة من تجربة الجزائر "المتقدمة والرائدة" في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. وأوضح الوزير في تصريح عقب لقائه بوزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار،أن الجزائر "سجلت تقدما كبيرا في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، مما يستدعي تعزيز وتكثيف التعاون في هذا المجال للاستفادة من تجاربها لتحسين قدرات الجامعة بالنيجر". 

وأشاد في نفس الوقت بالمساعدات "التي مافتئت تقدمها الجزائر لفائدة طلبة النيجر الذين يستفيدون من خدمات جامعية، لاسيما في مجال الإيواء". ودعا في نفس السياق إلى "ضرورة تعزيز التبادل العلمي بين البلدين لاسيما في مجال البحث العلمي والتكوين". 

من جهته، اعتبر السيد حجار أن هذا اللقاء كان "فرصة للتطرق إلى التعاون القائم بين البلدين في ميدان التعليم العالي والبحث العلمي والبحث أيضا عن السبل الكفيلة لتعزيزه وتكثيفه".وشدد على وجوب "تكثيف تبادل الزيارات بين رؤساء الجامعات والأساتذة وتعزيز التعاون بين البلدين".