ناشرون يتحدثون لـ«المساء»:
الجزائري يقبل على الكتب التاريخية بنهم
- 1116
عرفت دور النشر الجزائرية في السنوات الأخيرة طفرة في نشر الكتاب التاريخي، خاصة الذي يتناول فترة حرب التحرير، وهو ما يظهر بصفة أدق خلال مشاركتها في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، حيث أدرك الجميع؛ كتابا، ناشرين وقراء على أهمية التاريخ في حفظ الذاكرة والهوية، وكذا الاتعاظ من أخطاء الماضي. في هذا السياق، اقتربت «المساء» من ممثلي المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار «أناب»، دار القصبة، منشورات «الشهاب»، منشورات «ألفا» والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية «إيناغ»، خلال «سيلا21» وطرحت عليهم أسئلة حول هذا الموضوع.
سيد علي صخري (مستشار مدير أناب): لجنة القراءة تستشرف نتائج عملية النشر
ركّز مستشار رئيس المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار، السيد سيد علي صخري على الخطّ الافتتاحي لـ«أناب» المتمثّل في الترويج للأعمال التي تمسّ التاريخ والتراث، مضيفا أنّه يمثل جزءا من التاريخ ويتم الاهتمام بشقيه المادي وغير المادي.
كما أكّد المتحدّث، نشر «أناب» للكتب التاريخية التي تمسّ مختلف الحقب، حيث تحاول خلق حاجات من خلال تحبيب القارئ الاطلاع على كلّ الكتب التاريخية وليس الرضوخ لرغباته المتمثّلة في قراءة المؤلّفات المرتبطة بحرب التحرير وحسب.
تطرق صخري أيضا لدور لجنة قراءة المؤسّسة الطلائعي، خاصة فيما يتعلّق بالكتاب التاريخي، حيث أنّها مكلّفة بالتحقّق من تواريخ ووقائع تاريخية، إضافة إلى استشراف نتائج نشر هذه الكتب، إذ يمكن أن يتعرّض الناشر للقضاء في حال نشره لكتاب يتناول معلومات مغلوطة، ليضيف أنّ مهمة لجنة القراءة فيما يخص الروايات مختلفة نوعا ما، ففي هذا الحال تنظر في الأسلوب وتقنيات الكتابة وغيرها.
يشير إلى إمكانية رفض «أناب» نشر كتاب ما، بسبب ضعفه وليس في إطار الرقابة، ليعود ويؤكّد على أهمية الكتاب التاريخي والتراثي في المؤسسة، حيث تصل نسبة تمويل هذا النوع من المؤلفات إلى خمسة وعشرين بالمائة من مجمل الكتب المنشورة سنويا وربما أكثر، ليضيف أنّ «أناب» تشارك في هذا المعرض بثمانية كتب جديدة حول التاريخ.
سعيد سمعون (دار القصبة): ننشر أكثر من خمسين كتابا عن التاريخ سنويا
أكّد سعيد سمعون، ممثل دار القصبة في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، عن اهتمام الدار منذ تأسيسها بالشق التاريخي لما له من وزن في البلد على كلّ مستوياته، فقد اختارت خطأ افتتاحيا يمس كل ما يتعلق بتاريخ البلد العميق، رغم أنّ اهتمام القارئ ينصب بالدرجة الأولى في رغبة الاطلاع على الكتب التي تروي تاريخ حرب التحرير، لينتقل المتحدّث إلى أهمية إرضاء القارئ. لهذا يتمّ التأكيد على الشقّ التجاري للكتاب أيضا.
أما الخطوط الحمراء التي لا يجب على الكتب المنشورة في «القصبة» الخوض فيها، قال سمعون بأنّ الدار لا تحظر الكتاب لكنها لا تقبل المساس بالوعي الجماعي، أي أنّها ترفض المواضيع التي تسيء للدين أو تروّج للجنس أو تضرب صلب الثورة الجزائرية، مع العلم أنّ كلّ مؤلف مسؤول عما يكتب.
في حين أشار المتحدث إلى إصدار الدار لأكثر من خمسين كتابا حول التاريخ في العام، وهو ما لا تحقّقه دور نشر فرنسية معروفة، مع الإشارة إلى عرضها لخمسة عشر كتابا جديدا حول التاريخ في «سيلا21».
سعيدة كرنوق (منشورات «الشهاب»): نهتم أكثر بكتب حرب التحرير
قالت سعيدة كرنوق، ممثلة منشورات «الشهاب» في «سيلا21» بأنّها تهتم بالدرجة الأولى بالكتاب التاريخي الذي يمس فترة الحرب التحريرية، مقارنة بالحقب التاريخية الأخرى التي عرفتها الجزائر، مضيفة أنّ الدار تهتم بنشر هذا النوع من الكتب لأصحابها الفاعلين في الثورة أو الذين كانوا مقربين من القادة، كما يتم اختيار الأعمال من طرف لجنة قراءة تتكون من مختصين في المجال، من بينهم المختص دحو جربال، حيث يتقصون الحقائق ويقدمون موافقتهم أو رفضهم لنشر العمل.
أما عدد الكتب التاريخية الجديدة التي تنشرها الدار في العام، قالت سعيدة بأنّها تقارب العشرة، معظمها مكتوبة باللغة الفرنسية، كما أنّها تخضع للترجمة إلى اللغة العربية، إضافة إلى أنّ أصحابها تتم دعوتهم إلى مكتبة الدار لتقديم أعمالهم.
في المقابل، أشارت سعيدة كرنوق إلى أن أكبر مبيعات الدار تمس الكتب شبه المدرسية، في حين تحل الكتب التاريخية في المرتبة الثانية.
فضيل ناصر ممثل «إيناغ»: ندعو الكتاب إلى إثراء الحقل التاريخي بمؤلفاتهم
اعتبر السيد فضيل ناصر، رئيس المصلحة التجارية بوحدة توزيع المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، أنّ «إيناغ» معروف عنها دخول «سيلا» بمجموعة هائلة من الكتب، حيث تشارك هذه المرة بـ1100 عنوان، من بينها 52 عنوانا جديدا، في حين بلغ عدد الكتب التاريخية الجديدة ثمانية.في المقابل، أكّد المتحدث اهتمام المؤسسة بكلّ الحقب التاريخية التي مرت بها الجزائر، حيث سبق لها، مثلا، أن تناولت في مؤلف؛ الحضارة الأمازيغية في عهد تكفاريناس. كما أشار إلى تشكّل لجنة قراءة المؤسسة من أساتذة مختصين في شتى المواضيع وكذا نظرائهم في مجال الفنون المطبعية، ليدعو الكُتاب إلى نشر أعمالهم في المؤسسة، حيث سيجدون كل الترحاب.
مليكة العايب (ممثلة دار نشر «ألفا»): لم يسبق لنا رفض كتاب تاريخي
كشفت ممثلة دار النشر «ألفا»، الآنسة مليكة العايب، عن عدم تخصيص الدار لكتب جديدة عن التاريخ بمناسبة سيلا21، رغم أنّها تهتم بنشر هذا النوع من الكتب، إضافة إلى كتب للأطفال، مضيفة أن الكتب التاريخية المعروضة في جناح «ألفا» نشرت سابقا…
كما أكدت عدم رفض لجنة القراءة لأي كتاب تاريخي، مشيرة إلى أن المؤلفين الجزائريين يدركون ما يكتبون، خاصة أنّ المواضيع التاريخية حسّاسة.