ندوة تاريخية حول ثورة أول نوفمبر بالمدرسة العليا للشرطة بشاطوناف

دعوة للاهتمام بالذاكرة الوطنية للحفاظ على مكاسب الأمة

دعوة للاهتمام بالذاكرة الوطنية للحفاظ على مكاسب الأمة
  • 975
 م.أجاوت م.أجاوت

كانت الندوة التاريخية التي احتضنها منتدى الأمن الوطني بالمدرسة العليا للشرطة "علي تونسي" بشاطوناف في العاصمة، حول ذكرى ثورة الفاتح نوفمبر 1954، مناسبة للتذكير بضرورة الاهتمام بالذاكرة التاريخية الوطنية وإعادة الاعتبار لها بنقل وتدوين شهادات المجاهدين وأرشفتها، لجعلها مرجعا في مواجهة التحديات الراهنة والحفاظ على مكاسب الأمة.

دعا أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر 2 "أبو القاسم سعد الله"، الدكتور بن يوسف تلمساني، في هذه الندوة التي نشطها أمس بمناسبة الذكرى الـ62 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة، بحضور عمداء شرطة وضباط وطلبة متربصين، إلى وجوب إيلاء العناية اللازمة لكتابة تاريخ ثورة التحرير وتاريخ الجزائر بصفة عامة، والعمل على استقراء شهادات من عايشوا بطولات الثورة تثمينا للذاكرة الجماعية، مشيرا إلى ضرورة التعبئة الداخلية لمختلف الأطياف الفاعلة في المجتمع من أحزاب وجمعيات ومنظمات تاريخية، قصد التوصّل إلى تكوين جبهة تصدي تستطيع الحفاظ على مقومات الأمة وثوابتها في المستقبل.

شدد السيد تلمساني، بالمناسبة، وهو رئيس المجلس العلمي للمركز الوطني للبحث في تاريخ الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، على أهمية التركيز على دراسة التاريخ (تاريخ الثورة)، على أساس سلسلة متواصلة للأحداث وليس بصفة متقطعة، باعتبار أن الملاحم والبطولات التي ساهمت في تحقيق النصر والاستقلال جاءت بشكل متسلسل منذ احتلال الجزائر سنة 1830، مرورا بالثورات الشعبية إلى الثورة المسلحة، وصولا إلى استرجاع السيادة الوطنية سنة 1962.

أضاف المتحدث، أنه لا يمكن التحدث عن ثورة الفاتح نوفمبر 1954 ضد المستعمر الفرنسي، دون تسليط الضوء على المرجعية السابقة التي سبقت هذا التاريخ والأوضاع التي كانت تعيشها الجزائر قبل عام 1830، رغم الخلل الذي وقع في هذه الفترة والتململ الذي طال الجبهة الداخلية وانقسامها وضعف السلطة المركزية آنذاك. مذكرا بأن تمسّك كافة الجزائريين بفكرة رفض الاستعمار والتفافهم حول مبدأ القيادة الجماعية للثورة واتساع رقعتها، ساهم بشكل كبير في تدارك الأخطاء السابقة، بالتالي التعجيل بافتكاك الحرية.

تساءل المحاضر في السياق عما قدمنا للأجيال القادمة في إطار الحفاظ على الذاكرة التاريخية، وكيفية الحفاظ على قيمها السامية خاصة فيما يتعلق بالمقاومة الشعبية وثورة التحرير المجيدة، مطالبا بضرورة التفكير في كيفية منحهم فرصة الاطلاع على الأرشيف باستغلاله كمادة خام وحفظها وفق التكنولوجيات الحديثة، لتعميم فائدة دراسة التاريخ والبحث فيه أكثر. للإشارة، شهد ختام الندوة تكريم المجاهد والضابط المتقاعد في صفوف الأمن الوطني، عمي زيتوني، عرفانا من إطارات مدرسة الشرطة والمديرية العامة للأمن الوطني للمجهودات الجبارة التي قدمها في سبيل خدمة الثورة والتضحية في سبيل الوطن.