التقينا برئيس غاضب من كل شيء في فريقه مديوني، ومن محيطه، خصوصا من الدعم المالي الذي قال بأنه منعدم إلى حد الآن، وبسببه هدد بالرحيل. ورغم ذلك، فتح قلبه لقراء جريدة "المساء" ليتحدث عن شأن مديوني، وواقعه الحالي، إنه السيد شراكة بن عيسى رئيس مديوني وهران الذي حاورناه في مايلي: 

- بداية، كيف تقيم مشوار فريقك مديوني إلى حد الآن بعد مرور سبع جولات من بطولة القسم الثاني (هواة)؟

— أظن أن مشوار مديوني لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب، فهو في نسبة 50 في المائة من توقعاتي.

- رغم أنه حاليا وصيفا للرائدين اتحاد حجوط وأولمبي أرزيو، ومنذ جولة فقط كان يناصفهما الريادة بحد ذاتها؟

— نحن نرغب في الريادة، وحتى في بطاقة الصعود، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. الأمور صعبة، حيث نتوفر على القليل من الإمكانيات، وإلى حد الآن لم نتلق ولا إعانة مالية تحفزّني أنا شخصيا وفريقي، فكل نفقات مديوني أتكفل بها لوحدي، وأنا لا أستطيع مواصلة مجابهة احتياجات  مديوني بمفردي.

- مادام أنك تقصد الجانب المالي بالضرورة، ما قيمة ما أنفقته إلى حد الآن من جيبك الخاص على مديوني؟

— تقريبا 700 مليون سنتيم، ودون مساعدة من أي كان سواء سلطات محلية أو محبين أو أشخاص عاديين، ولو بزجاجة ماء واحدة، فكل المصروفات أتكفل بها أنا وحدي، بما في ذلك مبلغ الانخراط الذي يقدر بـ150 مليون سنتيم. بالإضافة إلى مستحقات اللاعبين من منح وغيرها، النقل والمبيت، العتاد الرياضي البيداغوجي، وغير ذلك من أمور الفريق.

- المعروف أن شراكة يحب ألوان مديوني حتى النخاع ويهدد كل مرة بالرحيل دون تنفيذ ذلك، فهل هذه المرة ستكون كسابقاتها؟

— هذه المرة أقولها بصراحة، لم أقدر لوحدي على مجابهة كل احتياجات فريق مديوني، خاصة أن هذه المرة سمعت من مصدر رسمي أن مديرية الشباب والرياضة ستمنحنا 200 مليون سنتيم فقط، وهذا مبلغ قليل بالنظر إلى ما ينتظر الفريق من إنفاقات وهذا غير معقول.

- وهل قدم اللاعبون المستقدمون الإضافة للفريق؟

— لا، لم يقدموا الإضافة المرجوة منهم لمديوني إلى حد الآن.

- هل نفهم من كلامكم أن هذه الانتدابات كانت فاشلة؟

— نعم ،لأنها جرت بصفة مستعجلة، وكثرت الآراء بشأنها، وكذا الضغوطات النفسية من هذا الجانب وذاك، لأن الاستقدام تم من خلال المعاينة في التدريبات بالملعب فقط دون متابعة سابقة لهؤلاء اللاعبين، ومعرفة عن قرب قدراتهم.

- من تكفل بهذه الاستقدامات إذن؟

— المدرب هو الذي اقترح علينا الأسماء.

- إذا المدرب بن كابو أخطأ في انتداباته وفي الأسماء التي اقترحها عليكم.

— لا يمكن القول إنه أخطأ، لأن الوقت كان ضيقا كذلك، المال لم يكن متوفرا لدينا، والمفاوضات تمت على مراحل، وإلى غير ذلك من الأمور التي تصاحب عملية الانتدابات هذه.

- يبدو أنك لست راضيا على عمل المدرب بن كابو في مديوني؟

— أعطيت مهلة، ولا أريد أن أتسرع، سأصبر وأرى.

- كيف هو مستوى بطولتكم إلى حد الآن بعد مرور سبع جولات؟

— المستوى متوسط ويبقى كل شيء متوقف على الإمكانيات  التي يحوز عليها كل فريق، وعلى دعم الجماهير والأنصار.

- وأنصار مديوني، هل هم في الموعد؟

— أكاد أقول بأن حضورهم معدوم، فلا وجود لتلك الروح التي تدفع الفريق إلى الأمام، فمثلا المقابلة الأخيرة التي استقبلنا فيها وداد تلمسان، تخيل لي أننا نلعب في ملعب تلمسان لا الحبيب بوعقل، أنصار الوداد قدموا إلى مدينة وهران بكثرة لدعم فريقهم، وساهموا في حصوله على نقطة ثمينة ويستحقها، وكذلك التهنئة عليها، خلافا لأنصارنا، فأنا متأثر جدا من سلبيتهم.

- ماذا تقول في الختام؟

— أتمنى أن تكون الشفافية حاضرة دائما في عمل الجميع، لخدمة الرياضة الجزائرية أولا وأخيرا، وليس الأشخاص.

❊حاوره: سعيد.م