دبلوماسي سابق وصحافيون أجانب في ندوة صحفية:
«الربيع العربي» لم يتمكن من دخول الجزائر
- 1572
خلص المتدخلون في ندوة حول «ما يعيشه العالم اليوم» في جناح المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار، نظمت أول أمس، أن مخططا أجنبيا يرمي إلى تهديم وزعزعة القومية العربية وسيادة الدول، عبر توظيف مجموعة من الهيئات والمنظمات باسم الحريات والديمقراطية، يتم زرعها وسط الشعوب للتأثير عليها تحت مسمى ضمان حرية الشعوب، هذا المشروع مدعوم من طرف دول أجنبية.
نشط كل من الصحفي السوري ماجد نعمة رئيس تحرير «مجلة أفريك - أزي»، وميشال رامبو وهو سفير فرنسي سابق، ريشار لافيبيار صحافي فرنسي مختص في قضايا البلدان العربية والدكتور أحمد بن سعادة من الجزائر، آخر ندوة مسطرة ضمن برنامج المؤسسة خلال مشاركتها في المعرض الدولي للكتاب الـ21 بقصر المعارض في الجزائر العاصمة.
تحدث المتدخلون عن كتاباتهم حول موضوع «الربيع العربي»، حيث اتفقوا على أنه مشروع خبيث مدعوم من أطراف أجنبية لتحطيم العالم العربي وسيادة الدول والقومية العربية، إذ يقول الدكتور أحمد بن سعادة بأن الجزائر فلتت من الربيع العربي. مضيفا أن كتابه «أرابيسك أمريكان» هو تحقيق عن الربيع العربي ودور أمريكا فيه «أمريكا كانت حاضرة عن طريق تنظيمات وهيئات كانت تحضر لهذا الربيع عبر تمويل هيئات ومنظمات أجنبية لها مكاتب داخل العالم العربي، باسم الحريات والديمقراطية». وأضاف أن «الربيع العربي لم يكن صدفة، بل مخطط له، وأن الثوار الذين يتحدثون باسم الحرية والناشطين السياسيين تربصوا في أمريكا أو متربصين عبر برامج هذه المنظمات والهيئات تصديرا للديمقراطية الوهمية».
ويرى الصحفي الفرنسي ريشارد لافيبيار أن مخطط الربيع العربي يهدف إلى تحطيم الهوية والقومية العربية، وما حدث في الجزائر خلال سنوات التسعينيات كان تجربة لما يحدث اليوم.
قال ماجد نعمة رئيس تحرير «مجلة أفريك - أزي»، بأن سوريا حاليا هو المكان الذي تحدث فيه تحولات سياسية عالمية، مضيفا أن ما يحدث فيها هدفه القضاء عليها لأنها قلعة للفكر السيادي الاستقلالي في العالم.
وتابع يقول بأن في سوريا معظم من أسماهم بـ«المتمردين» لا يحاربون من أجل الديمقراطية، إنما إرهابيون جاءوا لتحطيم الدولة التي كانت تحقق الاكتفاء الغذائي، ناهيك عن الصناعة والتنمية البشرية، هؤلاء يخدمون المشروع الإمبريالي الأمريكي. معتبرا أن الحرب على سوريا اليوم تعيد التوازن السياسي العالمي، وسوريا في طريقها إلى الانتصار والخروج من الأزمة والعالم سيخرج بورقة سياسية جديدة.
من جهته، يعتقد الدبلوماسي الفرنسي السابق ميشال رامبو أن المنظمات غير الحكومية ليست حرة وتخضع لسياسات الدول الأجنبية، وهي منظمات تخدم مخططات أجنبية وأصبحت شبكة عنكبوتية سياسية. هذه المنظمات والجمعيات والهيئات تخدم النظام العالمي الجديد البشع، مضيفا أن أمريكا راهنت على انعدام الديمقراطيات والحريات في بعض الدول، وتم تشغيل إستراتيجية خارجية مدعومة بمنظمات وهيئات داخلية غير حكومية تناضل من أجل الحريات، لكنها ضُللت باسم هذه المبادئ، وخدمت بدون أن تشعر الإستراتيجية الأمريكية. كما أن الحراك الشعبي الحقيقي تمت سرقته وتوجيهه من طرف منظمات وأشخاص لخدمة المشروع الأمريكي.
كان النقاش مفتوحا مع الجمهور، إضافة إلى صحافيين وطلاب ومختصين، تناولوا فيها كل هذه القضايا بصوت عال، مع تبادل الأراء وتحليل بعض الأفكار.