رجال أعمال جزائريون يزورون أديس أبابا بداية 2017
سفير إثيوبيا لـ«المساء»: سر نجاحنا هو تحديد عدونا الحقيقي
- 740
أكد سفير إثيوبيا بالجزائر السيد سولومون ابيبي أن السر الذي مكن من إحداث قفزة نوعية في اقتصاد بلده الذي يسجل في السنوات الأخيرة نسبة نمو أعلى من 10 بالمائة، هو تحديد المشاكل الحقيقية والتوقف عن توجيه الاتهام لعوامل خارجية. وقال السفير في تصريح خص به «المساء» حول سر الانطلاقة الاقتصادية غير المنتظرة بهذا البلد «سرّنا هو أننا حددنا المشاكل الحقيقية، لأنه في السابق كان الوضع يبرر من منطلق أن المشاكل التي تعيشها إثيوبيا مصدرها خارجي، لكن اليوم فهمنا أنه لاعدو لنا سوى الفقر»، معتبرا أن إدراك المشاكل الحقيقية للبلد، يسمح بوضع العلاج المناسب لها. وأضاف قائلا: «عندما نحدد العدو الحقيقي فإننا نحاربه وهذا هو سر النجاح».
وشدد السفير الإثيوبي في تصريحات صحفية على هامش اليوم الإعلامي الذي نظم أمس بمقر الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة، على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الجزائر، تكون في مستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية الجيدة بين البلدين. وقال إن فتح سفارة إثيوبية ببلادنا منذ 6 أشهر، عامل محفز لتحقيق ذلك وتشجيع متعاملي البلدين على العمل سويا في إطار مشاريع استثمارية تكون في صالح البلدين.وأكد أن اليوم الإعلامي الأول من نوعه الذي خصص لعرض إمكانيات الاستثمار في إثيوبيا وقدرات هذه السوق التي تعد 100 مليون نسمة، يعد خطوة أولى في سبيل تشجيع المتعاملين الاقتصاديين على إقامة شراكة مربحة للطرفين سواء بالاستثمار في الجزائر أو في إثيوبيا، مشيرا إلى أن هذه الرغبة تنبع من إرادة بلده في تدعيم علاقاتها مع كل الدول الإفريقية لتطوير القارة.
وستكون الخطوة الثانية تنظيم بعثة اقتصادية جزائرية إلى أديس أبابا، بداية ٢٠١٧، كما كشف عنه مدير غرفة التجارة والصناعة للتيتري عبد الرحمان هادف الذي أشرف على افتتاح اللقاء. وأكد في تصريحات صحفية أن البعثة التي ستتوجه إلى إثيوبيا بداية العام المقبل، ستكون مكونة من حوالي 30 متعاملا في قطاعات الصناعات الغذائية والفلاحة والصناعات الإلكترومنزلية. وقال إن البعثة ستبحث مع المتعاملين الاقتصاديين الإثيوبيين فرص الشراكة، كما سيكون اللقاء فرصة لتوقيع مذكرة تفاهم تسمح بتسهيل المبادلات التجارية وكذا تحفيز العمل من أجل إنشاء مجلس أعمال مشترك.
وسمح اللقاء المنظم أمس باستعراض الفرص الهامة التي أصبحت إثيوبيا وهي إحدى بلدان القرن الإفريقي تتوفر عليها، وذلك بعد إقرارها جملة من الاصلاحات مكنت ـ كما أوضحه عرض قدمه السفير- من منح مزايا استثمارية كبيرة، منها إعفاءات ضريبية هامة للراغبين في الاستثمار بها، فضلا عن توفير مناطق صناعية كثيرة أنجزت بمعايير دولية.
ويتيح الاستثمار في هذا البلد للمتعاملين الاستفادة من إعفاءات جمركية مع عدد من البلدان والمناطق، بفضل توقيع إثيوبيا لاتفاقيات تبادل حر معها، وهو ما يعد أمرا جاذبا للاستثمارات الأجنبية.وتوجد حاليا عدة قطاعات إستراتيجية عرفت تطورا بهذا البلد من أهمها الجلود والنسيج والألبسة، إضافة إلى زراعة الزهور والمنتجات الصيدلانية والمناطق الصناعية، دون إغفال القدرات الهائلة التي يتوفر عليها في المجال الفلاحي، حيث تحصي أكثر من 50 مليون رأس ماشية وهي من أكبر منتجي البن والبذور بشتى أنواعها، إضافة إلى توفر بنى تحتية من طرق وسكك حديدية وكذا الكهرباء والماء بأسعار جد تنافسية.