فيما يقوم أوباما بجولة وداع أوروبية

عشرات الآلاف من الأمريكيين في مظاهرات صاخبة ضد ترامب

عشرات الآلاف من الأمريكيين في مظاهرات صاخبة ضد ترامب
  • 883
 م.مرشدي م.مرشدي

يشرع اليوم، الرئيس الامريكي باراك اوباما، شهرين قبل انتهاء عهدته بجولة أوروبية هي في الواقع فرصة لتوديع حلفاء بلاده ومحاولة لتهدئة روعهم وتخفيف درجة التخوف لديهم بعد انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة.

 ويلتقي الرئيس الامريكي المغادر خلال هذه الجولة الوزير الأول اليوناني والمستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي ورئيسة الوزراء البريطانية ورئيس الحكومة الايطالي.

وإذا أخذنا بالسياق الزمني لهذه الجولة يمكن القول إنها فقدت معناها إذا علمنا أن عملية تسليم واستلام المهام بدأت بينه وبين الرئيس الذي سيخلفه على كرسي البيت الأبيض مما يجعل منها مجرد جولة بروتوكولية ولا تلزم الرئيس ترامب في شيء، وهو الذي أكد في عديد المرات أنه سيعيد النظر في  الكثير من التحالفات وحتى القوانين التي سبق أن صادق عليها الكونغرس الامريكي وحتى تلك التي وقعها الرئيس الامريكي باراك أوباما.  

والمفارقة أن اوباما الذي يسعى إلى طمأنة نظرائه الأوروبيين لم يخف قلقه المتزايد على مستقبل الديمقراطية في بلاده ضمن شعور انتاب حتى عامة الأمريكيين الذين فقدوا ثقتهم في إدارة حملت كل عناصر تهديد مستقبلهم في بلد تتعايش فيه أقليات وأعراق وديانات مختلفة.

وبدأت مختلف العواصم الأوروبية والعالمية تتساءل عن مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية بعد فوز ترامب، بانتخابات الثلاثاء الأخير، وهو الذي طعن في الحلف الأطلسي وعلاقة بلاده بالاتحاد الأوروبي وحرص طيلة حملته الانتخابية على الإشادة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمن تحول مفاجئ قد يجعل موسكو حليفا لواشنطن ضد بروكسل.

ليس ذلك فقط، ففوز ترامب أعطى شحنة قوية لأحزاب اليمين المتطرف في مختلف الدول الأوروبية التي ابتهجت بهذا الفوز من بولونيا إلى النمسا مرورا بالمجر وايطاليا ووصولا الى هولاندا وفرنسا، ضمن شعور سيؤدي حتما إلى تنامي العنصرية والعداء للأجنبي واللاجئين الذين توافدوا طيلة العام الماضي، على مختلف الدول الاتحاد الأوروبي.

وهي المخاوف التي كرسها الاستقبال الذي حظي به نيجل فراج أحد أكبر الناشطين الذي دعوا إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأحد أشرس أعداء الاتحاد الأوروبي والهجرة والمهاجرين من طرف الرئيس الامريكي الجديد في «برج ترامب « النيويوركي.

ولأجل ذلك التقى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية أمس، في اجتماع طارئ من أجل وضع مقاربة مشتركة للتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

ويبدو أن التحرك الأوروبي الذي دعت إليه فديريكا موغريني، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي لا يلقى الإجماع بدليل تغيب وزيرا خارجية فرنسا جون مارك ايرولت ونظيره البريطاني بوريس جونسون.

ووسط هذه المخاوف خرج عشرات آلاف الأمريكيين في مظاهرات صاخبة جابت شوارع كبريات مدن الولايات المتحدة  ضد الرئيس دونالد ترامب ومواقفه العدائية ضد الجميع. 

ورفع آلاف المتظاهرين  في مدينة شيكاغو شعار «أمريكا ليست عنصرية» وشعار «ترامب لابد أن يرحل»  تزامنا مع مظاهرة مماثلة شهدتها مدينة نيويورك، وشارك فيها أكثر من عشرة آلاف شخص ساروا على امتداد الشارع الخامس إلى الشارع السادس والخمسين حيث يوجد برج ترامب الذي اتخذه الرئيس الامريكي الجديد مقرا له، ويعمل على تشكيل طاقمه الرئاسي والحكومي بداخله منذ الثلاثاء الماضي. وهو نفس المشهد الذي عاشته مدينة لوس انجلوس بعد أن خرج أكثر من عشرة آلاف متظاهر إلى شوارع المدينة للتظاهر ضد الرئيس الجديد.

وتتواصل المظاهرات الرافضة لتولي الرئيس ترامب مهامه رغم دعوته إلى توحيد المجتمع الأمريكي  وتبنّيه لغة مهادنة وغيّر بعضا من مواقفه المتطرفة التي دافع عنها طيلة حملته  الانتخابية.

وقال الرئيس ترامب، على حسابه الخاص على تويتر «إنها لحظة تاريخية في حياة كل الأمريكيين وسنتوحد وسننتصر» في نفس الوقت الذي كان فيه آلاف الأمريكيين يتوافدون على قلب نيويورك والذين نادوا بصوت واحد «ترامب ليس رئيسي ونيويورك تكرهك».