منتدى الغاز بالدوحة

11 دولة «نفطية» اجتمعت لدعم مسعى الجزائر

11 دولة «نفطية» اجتمعت لدعم مسعى الجزائر
  • 1009
محمد.ب محمد.ب

احتضنت العاصمة القطرية الدوحة أمس، اجتماعا تشاوريا غير رسمي شارك فيه وزراء الطاقة لـ11 دولة، خُصص للتنسيق في المواقف من أجل التوصل إلى تفاهم حول أوضاع السوق النفطية، تمهيدا لاجتماع فيينا، الذي يُرتقب فيه تجسيد الاتفاق التاريخي التي توصل إليه أعضاء منظمة «أوبك» في اجتماع الجزائر نهاية سبتمبر الفارط، والقاضي بتخفيض حصة المنظمة إلى حدود 33 مليون برميل يوميا، ضمانا لاستقرار الأسعار وتوازن السوق. 

وأعلن وزير الطاقة والصناعة القطري في ختام الاجتماع الوزاري الـ18 لمنتدى الدول المصدّرة للغاز، أن هذا الاجتماع الذي يجمع 11 دولة من منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) ومن خارجها بالدوحة، يُعد اجتماعا تشاوريا غير رسمي، في مسعى يهدف إلى التوصل إلى تفاهم بشأن أوضاع سوق الطاقة حاليا. 

وكانت دول منظمة «أوبك» قد اتفقت مبدئيا في اجتماعها بالجزائر، على خفض إنتاجها الإجمالي من النفط، وتركت الاتفاق على التفاصيل النهائية لاجتماع فيينا المقرر نهاية الشهر الجاري، والذي سيبث في سياسة الإنتاج تجسيدا لاتفاق الجزائر التاريخي. 

في سياق متصل، أشارت وكالة «بلومبرغ» إلى أن أعضاء منظمة «أوبك» حاولوا أول أمس بالدوحة، تجاوز الخلافات، واعتزموا التحادث مع روسيا؛ باعتبارها أكبر بلد مصدّر للنفط من خارج المنظمة، والتي أعربت عن استعدادها لتجميد إنتاجها لفرض استقرار السوق. 

وأشارت الوكالة إلى أن هناك محفزات قوية قد تدفع وزراء النفط للدول الـ 14 الأعضاء في الأوبك، إلى الالتفاف حول اتفاق الجزائر، وتحديد سقف الإنتاج بين 32,5 و33 مليون برميل في اليوم؛ من خلال إلغاء إنتاج ما بين 600 ألف و1,1 مليون برميل في اليوم. 

في نفس السياق بحث وزير الطاقة نور الدين بوطرفة مع نظيره القطري محمد بن صالح السادة على هامش الاجتماع الوزاري الـ18 لمنتدى الدول المصدّرة للغاز، آفاق تطبيق اتفاق الجزائر التاريخي الموقّع في 28 سبتمبر الفارط.

وحسب بيان وزارة الطاقة فإن اللقاء تناول «السبل الكفيلة بتحقيق توافق للدول الأعضاء حيال آلية عادلة ومتزنة ومتساوية؛ تحضيرا للاجتماع 171 لندوة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) المرتقبة في 30 نوفمبر الجاري بفيينا». 

كما استقبل السيد بوطرفة على هامش الاجتماع الوزاري 18 لمنتدى الدول المصدرة للغاز، وزير المحروقات والطاقة الكولومبي لويس ألبيرتو سانتشاز. وتطرق الطرفان لإمكانيات التعاون الطاقوي بين البلدين، لاسيما في مجال تبادل الخبرة وتحويل المهارة في مجال الغاز الطبيعي المميع.

تأكيد دعم الجزائر لاستراتيجية المنتدى الدولي للغاز

وأكد السيد نور الدين بوطرفة أول أمس بقطر، دعم الجزائر لاستراتيجية منتدى الدول المصدرة للغاز على المدى الطويل، معربا عن يقينه بأن تضافر جهود الدول المنتجة للغاز سيمكّن من التوصل للسبل والوسائل الكفيلة بالحفاظ على المصالح المشتركة والجماعية. 

وأبرز في مداخلته خلال أشغال الاجتماع الوزاري 18 لمنتدى الدول المصدّرة للغاز، الذي انعقد أول أمس بالعاصمة القطرية، أهمية منتدى الدول المصدّرة للغاز، مشيرا إلى أن هذا الفضاء الاقتصادي الذي يحظى بمصداقية على المستوى العالمي، من شأنه أن يفضي إلى تطابق وجهات نظر ومواقف مشتركة لترقية الغاز الطبيعي؛ كخيار رئيس في المزج الطاقوي عموما، بالنظر إلى كونه غير مضر بالبيئة ولوفرته ونجاعته». 

وعبّر الوزير، بالمناسبة، عن يقينه بأن الدول المنتجة للغاز «ستضافر جهودها، وستتوصل إلى السبل والوسائل الكفيلة بالحفاظ على مصالحها المشتركة والجماعية».  

منتدى الغاز يعتمد استراتيجيته لآفاق 2040

وتُوّج الاجتماع الوزاري 18 لمنتدى الدول المصدّرة للغاز الذي حضرته 11 دولة من بينها الجزائر، باعتماد استراتيجية طويلة المدى ونظرة مستقبلية لآفاق 2040. كما تم الاتفاق على تفويض المجلس التنفيذي للمنتدى، لوضع خطة عمل للأعوام الخمسة القادمة لتنفيذ الاستراتيجية طويلة المدى التي تحدد الرؤية والمهمة والأهداف الاستراتيجية للمنتدى. وأكد الوزراء المشاركون في الاجتماع أهمية أمن وسلامة العرض والطلب إلى جانب تأكيد أهمية الحوار والتفاعل مع مختلف أطراف سوق الغاز.  وتم بالمناسبة الاتفاق على أن يتولى ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي، رئاسة منتدى الدول المصدّرة للغاز خلال عام 2017، مع عقد الاجتماع الوزاري الـ 19 لمنتدى الدول المصدّرة للغاز في موسكو في 4 أكتوبر 2017، وعقد القمة الرابعة للمنتدى في بوليفيا عام 2017. 

وحسب وزير الطاقة والصناعة القطري، فإن الاجتماع ناقش التغيرات التي تشهدها أسواق الطاقة بصورة عامة وسوق الغاز بصورة خاصة، والتي من المتوقع، حسبه، أن تشهد الكثير من المتغيرات؛ باعتبارها سوقا ديناميكية تواجه العديد من التحديات والفرص في الوقت ذاته. 

وأبرز السيد السادة ضرورة العمل بحرص على مراجعة هذه الفرص مع التعاون والتنسيق بين الأعضاء بمنتدى الدول المصدّرة للغاز، من أجل اتخاذ إجراءات مناسبة لمعالجتها بشكل صحيح.

وتوقع المتحدث تزايد استعمال الغاز سنويا، حيث استشهد بارتفاع الطلب على هذه الطاقة بنحو الضعفين بين عامي 2014 و2015 (من 0،8 بالمائة إلى 1،9 بالمائة)، مشيرا إلى أنه بالرغم من دخول مصادر أخرى للطاقة على غرار الغاز والنفط الصخريين الأمريكيين السوق واللذين يتم استهلاكهما محليا، تم ضخ استثمارات كبرى فيهما، «إلا أننا لاحظنا في السنوات الأخيرة ارتفاعا في الطلب، ودخول مستهلكين جدد على الطاقة النظيفة، مع وجود انخفاض كبير في الاستثمارات بقطاع الطاقة؛ مما سيؤدي إلى إعادة التوازن للسوق خلال السنوات المقبلة». 

ومن الأسواق التي ستشهد ارتفاعا في الطلب على الغاز والغاز الطبيعي المسال، ذكر الوزير القطري أمريكا الجنوبية والهند وجنوب شرق آسيا وحتى أوروبا، «ما سيدعّم نمو سوق الغاز». 

من جهته، أكد سيد محمد حسين عادلي، الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، انضمام كل من البيرو وأذربيجان إلى هذا الفضاء الدولي، مشيرا إلى مفاوضات جارية مع دول أخرى من أجل الانضمام. 

ويرتفع عدد أعضاء المنتدى الذي يُعدّ منظمة دولية حكومية، إلى 14 دولة، حيث كان قبل ذلك يضم 12 دولة، تتمثل في كل من الجزائر، بوليفيا، مصر، الإمارات العربية المتحدة، غينيا الاستوائية، إيران، ليبيا، نيجريا، قطر، روسيا، ترينيداد وتوباغو وفنزويلا، فضلا عن 5 دول ملاحظة، هي النرويج، هولندا، عمان، كزخستان والبيرو، مع الإشارة إلى أن الدول الأعضاء في المنتدى تمثل نحو 67 بالمائة من احتياطات الغاز في العالم.