المهرجان الدولي «ديما جاز»
الدربوكة والبندير زاحما الهارمونيكا والكمان
- 1254
تنفّست محافظة المهرجان الدولي للجاز «ديما جاز»، الصعداء بعدما انطلق المهرجان في طبعته الرابعة عشر بقاعة أحمد باي «الزنيت» بقسنطينة، ليلة أوّل أمس، حيث تم الاتفاق وتجاوز الخلاف مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام بعد أخذ ورد دام عدة أيام، رغم أنّه أثّر على الحضور الجماهيري الذي لم يكن حسب التوقعات وبالحجم الكبير الذي كان منتظرا.
على وقع الدربوكة الجزائرية والهارمونيكا القادمة من وراء البحر، افتتح المهرجان الدولي للجاز بمزيج جمع بين ثقافتين مختلفتين، ثقافة البحر الأبيض المتوسط وثقافة شمال أوروبا، وحّدتهما لغة الموسيقى العالمية، وفاجأت محافظة المهرجان الدولي للجاز الحضور بحفل مميز نشطته الفرقة المختلطة الفرنسية ـ الأسكتلندية، «سالتيك سوشيال كلوب» في أوّل لقاء لها مع الجمهور بشمال إفريقيا، والتي رحلت بالحضور إلى عالم الفانك المختلط بالريغي والموسيقى العالمية التي تمزج بين الروك والراب في طابع فلكلوري أعاد إلى الأذهان قصة الفيلم المشهور القلب الشجاع الذي يروي بطولات المقاوم وليام ولاس.
واجتهدت «سالتيك سوشيال كلوب» بقيادة الفرنسي مانو ماسكو، في نفض التراب عن إرث موسيقي فلكلوري ظهر بين القرنين الـ15 و17 بشمال أوروبا، لتضعه في قالب فنّي جديد وتنتج موسيقى شعبية تفاعلية تجذب أذن كل مستمع وتدعوه إلى الرقص دون شعور، خاصة مع الحركات التي يقوم بها أعضاء الفرقة من خلال الرقص وضرب الأرجل على الأرض.
من جهته، خاطب الفنان الأسكتلندي ذو الأصول الإيرلندية جيم أونيل، الجمهور الحاضر باللغة العربية وألقى كلمات ترحيبية، قبل أن يبدأ الحفل الفني والذي استهلته الفرقة بومضة إشهارية تتغنى فيها باسمها «سالتيك سوشيل كلوب»، قبل أن تقدم 13 أغنية على مدار السهرة على غرار «لوسي وان»، «غلاسكو»، و«ماي بلاس بوي» (ابني المبارك) التي أهداها جيم أونيل إلى مولوده الجديد.
الحفل ازداد حرارة في الأغنية الثامنة عندما دعت الفرقة إلى الركح الفنان الجزائري مصطفى العنابي، ليرافقها على آلة الدربوكة، حيث تم نسج موسيقى جديدة تربط بين شمال أوروبا وشمال إفريقيا بلمسة جزائرية، قبل أن تلتحق فرقة العيساوة على إيقاع البندير وتقدم مزيجا موسيقيا مع الموسيقى الغربية، أمتع الجمهور الحاضر بعدما تزواجت الهارمونيك مع الدربوكة والكمان مع البندير، وأكد لمسة القائمين على مهرجان «ديما جاز» الذين يحاولون دائما إعطاء الطبعة الجزائرية لموسيقى الجاز.وعبّرت الفرقة عن إعجابها بمدينة قسنطينة، بعد الجولة السياحية التي قام بها أعضاؤها صباح أوّل أمس، عبر الشوارع والمقاهي، حيث قال قائد الفرقة مانو ماسكو، إنه اكتشف خلال أول زيارة للفرقة لبلدان المغرب العربي، قدرات موسيقية ومواهب رائعة بهذه المنطقة. محافظ المهرجان السيد كمال بوزيد، من جانبه أعطى إشارة انطلاق المهرجان وأكّد أنّ استمراره لـ14 سنة متواصلة يعدّ بمثابة النجاح الذي حقّقه القائمون على هذه التظاهرة بعدما انطلقت الفكرة من جمعية صغيرة بولاية قسنطينة، لتتحوّل إلى مهرجان دولي يستقطب ألمع نجوم الجاز في العالم، وأهدى هذه الطبعة لعضوين سابقين في جمعية «ديما جاز» رحلا عن هذا العام في حادثي مرور مختلفين، وقال إن فرحته كبيرة عندما يرى الأطفال الصغار الذين أتوا في الطبعات الأولى رفقة أوليائهم، وهم الآن شباب يأتون بمفردهم إلى هذا المهرجان.من جهته، عبّر الفنان مصطفى العزلي ابن مدينة عنابة، عن فخره الكبير لمرافقته لفرقة كبيرة من هذا الحجم، مؤكّدا أنّ إدارة المحافظة وعلى رأسها كمال بوزيد، من كان وراء الفكرة، حيث قال في تصريح لـ«المساء» إنّ الأمور جاءت بسرعة وأنه لم يتدرّب مع الفرقة إلا مرة واحدة ولمدة دقائق معدودة بعدما درس إيقاعها على الأنترنت مدة ليلة كاملة، لكنه تمكّن بفضل الأذن الموسيقية التي يتمتع بها من الانسجام مع الريتم الموسيقي وإيقاع الحفل، مضيفا أنه نقل إحساس، روح وطاقة الدربوكة إلى هذه الموسيقى الغربية، وأثنى محدثنا على الاحترافية العالية التي يتمتع بها أعضاء هذه الفرقة.