لعمامرة خلال ملتقى إسهام الجزائر في تصفية الاستعمار في إفريقيا:

على إفريقيا الوقوف إلى جانب القضية الصحراوية

على إفريقيا الوقوف إلى جانب القضية الصحراوية
  • القراءات: 975
 مليكة خلاف مليكة خلاف

أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السيد رمطان لعمامرة أمس، ضرورة وقوف شعوب القارة الإفريقية وفق الأسس والمرجعيات النضالية والشرعية الدولية إلى جانب القضية الصحراوية، في إطار استكمال تصفية الاستعمار في إفريقيا، مذكرا بأن الجزائر في إطار مبادئها الثابتة وقناعاتها الراسخة في مساندة الشعوب في تقرير مصيرها، قدمت الدعم اللازم لعدد من الدول الإفريقية من أجل استرجاع سيادتها وحريتها.

جاء ذلك خلال افتتاح أشغال ملتقى دولي حول موضوع «إسهام الجزائر في تصفية الاستعمار في إفريقيا» بفندق الأوراسي، مشيرا إلى أن هذا الدعم أخذ عدة أوجه سياسية ودبلوماسية وعسكرية ومالية، فضلا عن تكوين القيادات الأولى للثورة لهذه البلدان الشقيقة التي كان لها دور مفصلي في استقلال بلدانها مثل الزعيم نيلسون مانديلا والمسؤولين الصحراويين على غرار الوالي مصطفى السيد ومحمد عبد العزيز.

لم يقتصر دور الجزائر على الجانب المادي، بل امتد أيضا إلى الجانب المعنوي من خلال منح جوازات السفر الجزائرية إلى أسماء إفريقية على غرار الرئيسة الحالية لمفوضية الإتحاد الأفريقي، نكوسازانا دلاميني زوما التي مازالت تحتفظ به إلى غاية اليوم، بالإضافة إلى منح الجواز لمناضلين أوروبيين ديمقراطيين على غرار مانويل لاليغر الذي كان يشرف على بث إذاعة صوت البرتغال الحرة انطلاقا من الجزائر سنوات السبعينيات والتي كانت من بين محفزات اندلاع الثورة في هذا البلد.

التزام الجزائر امتد إلى ما بعد الاستقلال وتجلى ذلك في المبادرة التي اتخذها رئيس الجمهورية بخصوص إلغاء ديون عدد من الدول الإفريقية، فضلا عن تكريس المبادئ الأصيلة  للدبلوماسية الجزائرية  من أجل نشر مبادئ السلم والاستقرار بين الشعوب وكذا إسهامها في حل النزاعات بالطرق السلمية، تماشيا وقيم نوفمبر الراسخة.  وزير الدولة لم يستغرب أن تكون الجزائر ملتقى لرموز إفريقية خالدة ضربوا أروع الأمثلة في التصدي والمقاومة مثل نيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا وروبيرت موغابي في زيمبابوي وسامورا ماشيل في موزمبيق وأميلكار كابرال في غينيا بيساو الذي وصف الجزائر بمكة الثوار وكذا سام نجوما في ناميبيا وأغستينيو نيتو في أنغولا.  كما عرج على المساعي التي قامت بها الجزائر خلال فترة رئاسة الرئيس بوتفليقة للجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1974، إذ تم خلالها إقصاء وفد جنوب إفريقيا العنصري من هذه الجمعية وكذا السماح ولأول مرة للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، من المشاركة في أشغال الجمعية العامة وأخذ الكلمة كأول قائد لحركة تحريرية يلقي خطابا من على منصة الأمم المتحدة. المناسبة كانت سانحة للسيد لعمامرة لتجديد دعم الجزائر للشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل استرجاع كافة حقوقه المشروعة بما فيها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. 

مع قرب احتضان الجزائر المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال، أكد الوزير أنها ستكون مناسبة لاستعراض الإمكانيات المتوفرة لترقية التعاون والمصالح المشتركة بين رجال الأعمال على مستوى إفريقيا وبحث فرص الاستثمار والشراكة وتنمية التبادل التجاري «بما يحقق المزيد من التعاون وتعزيز تشابك المصالح بين شعوبنا الإفريقية».

 وزير المجاهدين الطيب زيتوني أكد من جهته أن الثورة التحريرية الجزائرية أصبحت مرجعا لحركات التحرر في إفريقيا وفتحت ذراعيها أمام قادة هذه الحركات للتدرب واستخلاص الدروس والعبر من الثورة الجزائرية.  كما أكد أن الجزائر ستواصل بكل ثبات جهودها قصد تعزيز علاقات التعاون مع البلدان الإفريقية وخلق الإطار الملائم للتعبير عن تضامنها مع شعوب القارة من أجل نصرة القضايا العادلة، لاسيما استكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.     

الملتقى المنظم تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تميز في يومه الأول بإلقاء محاضرات حول البعد الإفريقي للثورة الجزائرية في مواثيق الثورة وأدبياتها وكذا تأثيرها على الوعي الإفريقي.  

كما تميزت التظاهرة بحضور نجل الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر السيد عبد الكريم، الذي ألقى في هذا الصدد كلمة أكد فيها أن مصر لن تنسى دور الجزائر بعد عدوان 1967 وموقفها الداعم لمصر في قمة الخرطوم بوفد ترأسه السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية، علاوة على دعمها للقوات الجوية بعد هذه الهزيمة، ليمتد الدعم بعد تراجع دور مصر في القارة الإفريقية لاعتبارات سياسية إذ قامت الجزائر بدور مضاعف لسد الفراغ.   

الشهادات عن دور الجزائر في دعم الحركات التحريرية في إفريقيا توالت من قبل شخصيات عايشت هذا النضال، كما كان الحال مع عقيلة أول رئيس لانغولا البرتغالية الأصل، والمؤرخ باولو رارا الذي  أفاد بمعلومة تتعلق بقضاء صحفي جزائري يدعى بوبكر عجالي 60 يوما في جبال أنغولا، شهد خلالها العمليات العسكرية للقوات البرتغالية في هذا البلد.