«مشعل الشهيد» تحيي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
إجماع على التضامن «النموذجي» للجزائر مع القضية الفلسطينية
- 1121
أكد مستشار السفير الفلسطيني بالجزائر السيد هيثم عمايري، أن الجزائر تبقى الدولة العربية الوحيدة التي بقيت متمسّكة بدعمها «النموذجي» للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في مواجهة الكيان الصهيوني الغاشم، باعتبارها جسّت أرقى أنواع هذا الدعم خاصة بتبنيها لقيام الدولة الفلسطينية سنوات الثمانينيات، مذكرا بالدور الدبلوماسي الكبير للجزائر في عرض قضيتها على هيئة الأمم المتحدة عام 1974 بفضل الرئيس الراحل هواري بومدين.
أوضح السيد عمايري، في تدخل له أمس في ندوة لـ«منتدى الذاكرة» لجمعية مشعل الشهيد بجريدة المجاهد، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني المصادف لـ29 نوفمبر من كل سنة، أن مساندة وتضامن الجزائر شعبا وحكومة مع دولة فلسطين منقطع النظير وفريد من نوعه، ولا يمكن مقارنته بموقف 138 دولة عربية معترفة بها، مشيرا إلى أن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته أمام غطرسة الاحتلال الاسرائيلي، لا يحتاج إلى يوم دولي للتضامن، حيث يتوجّب أن يكون ذلك بشكل دائم ومتواصل.
وأضاف المتحدث في هذا الإطار، أن الجزائر برهنت بكل قوة على تمسّكها بضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضيها وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين ووقف سياسات التهويد، مذكرا بأن تخليد هذه الذكرى يتزامن مع التصعيد الإسرائيلي لعمليات القمع والمداهمة والترحيل القسري والتقتيل والاعتقال، حيث يتطلّب من كافة العرب الوقوف في هبّة رجل واحد لنصرة الأقصى وإغاثة سكان غزة الذين لا زالوا يعانون من ويلات الأسر والتعذيب وحصار الجدار الفاصل، مع الالتفاف حول مطلب الاستقلال وبناء الدولة.
ومن جهتها، أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيدة سعيدة بن حبيلس، أن الوقوف اليوم لإحياء هذه الذكرى الدولية الخاصة بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، تتزامن مع إحياء اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، ما يتطلّب منا الوقوف والتضامن مع المرأة الفلسطينية الشقيقة وإعلاء صوتها في مختلف المنابر الدولية، للكشف عن معاناتها الحقيقية من ويلات الاحتلال الاسرائيلي، مشيرة إلى أن الفلسطينية أصبحت تضع مواليدها بالسجون وهي مكبّلة اليدين، في صورة وحشية تعكس الوجه الحقيقي للاستعمار البغيض.
وقالت بن حبيلس في هذا الشأن: «لا يمكن أن نحيي أياما أو مناسبات دولية للعنف ضد المرأة أو حقوق الطفل، دون رفع أصوات النساء الفلسطينيات اللائي يعانين من هذه الممارسات في سبيل الحرية والاستقلال.
كما ذكّر أحمد قطيش أمين وطني بالمركزية النقابية، بموقف الجزائر المشرّف والثابت في نصرة القضايا العادلة عبر العالم ومنها القضية الفلسطينية، متأسفا من مواقف العديد من الدول العربية في هذا الإطار، والتي خذلت ـ حسبه - هذه القضية العادلة بتبنيها مواقف تخدم أكثر دولة الاحتلال، لاسيما فيما يتعلق بعرقلة مشروع قيام الدولة وعاصمتها القدس الشريف. مشيرا في السياق، إلى مواصلة دعم النقابات الفلسطينية في إطار الاتحاد الدولي للنقابات العرب والمكتب الدولي للشغل.
وأيّد السيد عبد اللطيف ديلمي أمين وطني باتحاد الفلاحين هذا الطرح، معتبرا أن دعم قضية الشعب الفلسطيني نابع من روح الانتماء إلى الأرض والوطن وبالتالي الدفاع عن سيادة الأرض جزء من السيادة الوطنية والاستقلال الوطني، في حين جدّد ممثل جمعية الطلبة الجزائريين الأحرار رحماني محمد الطاهر، وقوف كافة الطلبة إلى صف المقاومة الفلسطينية في إطار الدفاع من أجل الحريّة والتحرّر.
من الجانب التاريخي، أوضح أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر محمد لحسن زغيدي، أن المؤرّخ يعد جزءا من الذاكرة التاريخية الوطنية، والحديث عن القضية الفلسطينية يأخذ أكبر نصيب من هذه الذاكرة، مشيرا إلى بعض المحطات التاريخية التي عاشتها القضية إلى جانب الجزائر، حيث كان أولها التجمع الذي قامت به الحركة الوطنية عام 1948 لنصرة فلسطين، بحضور عدة أحزاب ثورية كنجم شمال إفريقيا وحزب البيان وجمعية العلماء المسلمين، ناهيك عن القرارات المنبثقة عن مؤتمر الصومام التاريخي عام 1956 التي دعت في مجملها إلى الاهتمام والتضامن مع قضايا التحرر العادلة ومنها القضية الفلسطينية، وهذا رغم معاناة الجزائر من الاستعمار الفرنسي البغيض. كما لم يغفل السيد زغيدي احتضان الجزائر للحدث السياسي الهام المتمثل في إعلان قيام دولة فلسطين سنة 1988.