9 ملايين مشارك وأكثر من 228 مليون معجب حول العالم

صفحة «طاطا حبيبة» على الفيسبوك تجمع عشاق الطبخ

صفحة «طاطا حبيبة» على الفيسبوك تجمع عشاق الطبخ
  • 5631
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

ارتأت السيدة حبيبة بورماد، عاشقة للطبخ الجزائري وتقاليد المائدة العربية، إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، هدفها تبادل الوصفات التقليدية الجزائرية، ووصفات الطبخ العالمية، حيث وصل متتبعوها إلى 228 مليون معجب بالصفحة، وتسعة ملايين مشارك ناشط. 

نجحت السيدة حبيبة في صفحتها «تبادل الوصفات مع طاطا حبيبة» -باللغة الفرنسية- من جمع العديد من النساء والرجال من مختلف ولايات الوطن ومن مختلف ربوع العالم في صفحة واحدة، القاسم المشترك بين هؤلاء هو حب الطبخ، وعشق تقاليد الأكل حول العالم، في صفحة تحمل آلاف الوصفات، تنشرها كل مشاركة على الصفحة حتى يتمكن باقي المشاركين من قراءتها، تجربتها  ومشاطرة الرأي مع البقية، إذا كانت ناجحة أو في المستوى، أو عكس ذلك.

تهدف السيدة حبيبة من خلال صفحتها إلى خلق فضاء يعمل على المحافظة على جانب من التراث الجزائري، وهو عادات الطبخ، حيث قالت: «دائما ما أقوم بأبحاث معمقة في مجال الطبخ، خصوصا التقاليد الجزائرية، حيث أحاول دائما الرجوع إلى الوصفات الأصلية التي كانت تحضرها الجدات على أصولها، حتى لا تتم سرقة موروثنا ونسبته إلى حضارات أخرى، فنسيان طبق معين يهدد بتبنيه من طرف مجتمع آخر ويصبح منسيا في وطننا، وهذا ما لا نريده في حقيقة الأمر، فالجدل يحدث دائما بين دولتين حول طبق معين، ليصبح كل واحد يحاول نسبه لحضارته وثقافته. فالأمر يبدو بسيطا في نظر الشخص العادي الذي لا يولي اهتماما خاصا، إلا أنه يعني الكثير بالنسبة للمحافظين والمولعين بالتاريخ، وهؤلاء الذين يعبر لهم طبق معين وسيلة للحنين إلى ماضي أمهاتهم أو جداتهم، فعلى هذا لابد من البحث عن أصالة الوصفات والمحافظة عليها.

وعن سر عشقها للطبخ الجزائري، قالت محدثتنا: «لقد ترعرعت وسط عائلة كانت تستقبل الضيوف يوميا، من العائلة والأصدقاء والوزراء الذين كانوا أصدقاء لأبي آنذاك، مضيفة أن الترحاب بالضيف يكون بالطبخ الجيد، خصوصا الضيافة على الأطباق التقليدية الأصيلة.

أشارت المتحدثة إلى أن الهدف من وراء إنشاء تلك الصفحة، تعليم الفتيات المقبلات على الزواج أو المتزوجات حديثا فن الطبخ قائلة: «قديما كانت الفتيات يتعلمن على أيادي أمهات أزواجهن، هذا بالنسبة للواتي لا يتقن الطبخ في بيوتهن، إلا أنه اليوم وبحكم أن  الأزواج باتوا يفضلون العيش وحدهن بعيدا عن بيت العائلة لا يجدن هؤلاء سندا لتعليمهن أساليب الطبخ، فتبقى الأنترنت الوسيلة الوحيدة لذلك، وما يميز الصفحة عن باقي المواقع الأخرى، أنه تساعد المشاركات على إعطاء التقنيات الجديدة للطبخ، فالوصفة وحدها لا تكفي لإنجاح طبق معين، وإنما نحن بحاجة إلى التجربة والخبرة، وذلك هو سر الإتقان.

تعتمد صاحبة الصفحة في وصفاتها المنشورة على السهولة والبساطة، مؤكدة أن ذلك أكثر ما يثير اهتمام النساء، خاصة العاملات اللواتي يردن الحصول على الوصفات دون تعقيدات.

وقالت حبيبة بورماد بأن هناك علاقة قوية تربطها مع المشاركين والمعجبين في الصفحة، نوع من الصداقة دفعتها إلى التفكير في تخصيص مشروع لها متمثل في فتح ورشة تفتح بها المجال أمام المعجبين بالصفحة في المشاركة، لإعطاء دروس في الطبخ حتى تكون أيضا جزءا من حصص للتعلم.

وفي الأخير، أكدت صاحبة الصفحة أن الرجل هو الآخر مشارك في هذه الصفحة، مشيرة إلى أنها تؤمن بمقولة أن أشهر الطباخين وأمهرهم من الرجال، نظرا إلى أن الرجل إذا أحب الشيء أتقنه، وإذا عشق الأكل أبدع في وصفاته وأطباقه.