اختتام ملتقى حول إسهام الجزائر في تصفية الاستعمار بإفريقيا

دعم حق تقرير مصير الشعب الصحراوي

دعم حق تقرير مصير الشعب الصحراوي
  • القراءات: 1280
 مليكة.خ  مليكة.خ

خلص الملتقى الدولي حول مساهمة الجزائر في تصفية الاستعمار بإفريقيا إلى جملة من التوصيات تركزت بالخصوص على دعم قضية الشعب الصحراوي وحقه في تقرير مصيره وفق لوائح الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، فضلا عن إنشاء خلية تواصل ومتابعة، يتكفل المركز الوطني للدراسات والبحث المنضوي تحت لواء وزارة المجاهدين باحتضانها وتنسيق نشاطاتها، بالإضافة إلى إنشاء موقع إلكتروني للتواصل بين الباحثين لتدعيم التبادل والخبرات والمعارف ذات الصلة بالموضوع.

كما نصت التوصيات على عقد شراكة بين المؤسسات والهيئات البحثية الرسمية في البلدان الإفريقية خاصة بالدراسات التاريخية والأرشيف والإبداع الفني وحفظ الذاكرة الجماعية المشتركة، إلى جانب إنشاء صندوق لدعم البحث العلمي والتاريخي والإبداع الإفريقي وإنشاء بنك معلومات حول حركات التحرر الوطني، مع السعي لإدارج موضوع الذاكرة الجماعية المشتركة للشعوب الإفريقية في أجندة الاتحاد الإفريقي.

 البيان الختامي أشار إلى أن الملتقى يدخل في إطار تعزيز الروابط الجزائرية والدول الإفريقية وتجسيد مبادئ السياسة الإفريقية في الجزائر، كما أكد المشاركون على حرص الجزائر الدائم على وحدة القارة الإفريقية واستقلالها وتنميتها واستثمار الموروث النضالي المشترك لرسم معالم مستقبل واعد. 

 وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيد رمطان لعمامرة، أكد في كلمته الختامية أن انتصار إفريقيا على الاستعمار والميز العنصري لن يكتمل إلا بعد أن يتجسد حق تقرير مصير الشعبين الفلسطيني والصحراوي.

كما أوضح أن الشهادات التي أدلى بها المشاركون، والتي تضمنت مسيرتهم النضالية، تعكس الدروس المستخلصة من أجل بناء صرح السلم في القارة، علاوة على الارتقاء بالمفاهيم النبيلة القائمة وراء تحرير إفريقيا على ضوء التحديات القديمة والجديدة التي تتطلب تضافر الجهود من أجل الارتقاء بالقارة نحو مستقبل أفضل للتغلب على هذه التحديات. 

لعمامرة أبرز التطلع إلى مستقبل إفريقي مزدهر تنعم فيه كافة الشعوب بالحرية والكرامة التي ناضلت من أجلها الأجيال التي شاركت في ملتقى الجزائر، كما أشار لعمامرة إلى أن كتابة تاريخ الثورات في إفريقيا أضحت حتمية جماعية وواجبة على الذين صنعوا تاريخ إفريقيا.

المشاركون أجمعوا خلال اليوم الأخير من الملتقى على الدور الذي لعبته الدبلوماسية الجزائرية في حل مختلف النزاعات التي عرفتها القارة الإفريقية وكذا التزامها الثابت بدعم الشعوب المستعمرة من أجل تقرير مصيرها، مثلما جاء في مداخلة الأستاذ محمد ياحي من جامعة الجزائر، الذي أكد أن الجزائر لعبت دور الوساطة في العديد من القضايا والنزاعات الإقليمية والدولية ما بين البلدان. 

 وفي هذا الصدد، أكد المتحدث أن «الدبلوماسية الجزائرية عملت على تحرير الرهائن الأمريكيين المحتجزين في إيران سنة 1982، وكذا حل النزاع الذي كان قائما بين العراق 

وإيران في 1970، وساهمت في التوصل إلى إيجاد اتفاق سلام للنزاع بين إثيوبيا وأريتريا سنة 2000. 

 فيتال بالا، عضو المنظمة الكونغولية للصداقة بين شعوب  الدول الإفريقية، دعا من جهته لتكثيف الجهود لتمكين إفريقيا من الحصول على مقعد دائم بمجلس الأمن، ملحا  على ضرورة مواجهة الإرهاب وظاهرة الهجرة غير الشرعية خاصة في ظل التغيرات التي يعرفها العالم. 

 أما جوزيف بوتيكو (مشارك من دولة تنزانيا)، فقد ثمن «العمل الدؤوب للدبلوماسية الجزائرية في زمن الحرب والسلم»، مشيرا إلى أن الجزائر «أعطت مثالا في الكفاح لباقي الشعوب من خلال ثورتها التحريرية». 

 السيد كويسي برات (غانا)، وهو عضو في لجنة الدفاع عن فلسطين وعضو في منظمة جبهة البوليساريو، أكد أن حرية الشعوب الإفريقية مرتبطة بالحرية الكاملة لإفريقيا.

وتطرق إلى آخر مستعمرة في إفريقيا وهي دولة الجمهورية العربية الصحراوية التي لا تزال تحت وطأة الاحتلال المغربي الذي ينتهك حقوق الإنسان على الأراضي الصحراوية. 

من جهة أخرى، سلم المشاركون شهادة اعتراف وتقدير لرئيس الجمهورية، كما سلمت وزارة الشؤون الخارجية ووزارة المجاهدين شهادات تقدير للضيوف الأجانب المشاركين في هذا الملتقى. وقد اختتم  اللقاء بغرس شجرة زيتون بمقر وزارة الخارجية وزيارة المتحف الوطني للمجاهد بمقام الشهيد.