بعد خروج هولاند وساركوزي وجوبي من سباق الرئاسيات الفرنسية

أفول جيل من الساسة وبروز نجم جيل جديد

أفول جيل من الساسة وبروز نجم جيل جديد
  • 827
م.مرشدي م.مرشدي

قرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عدم الترشح لرئاسيات شهر أفريل وماي القادمين، ليكون ثالث شخصية مخضرمة تخرج من هذا السباق بعد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي والوزير الأول الأسبق ألان جوبي.

وفتح انسحاب الرئيس هولاند الطريق واسعا أمام وزيره الأول مانويل فالس، ليكون منافسا لمتصدر قائمة اليمين الليبرالي فرانسوا فيون ومرشح اليسار أرنو مونتبورغ وزير الاقتصاد السابق، الذي استقال من حكومة فالس بسبب تباين قناعاته الاقتصادية مع مقاربات حكومة الرئيس هولاند.  وإذا كان الرئيس فرانسوا هولاند حسناً فعل بقراره بسبب تراجع حظوظه إن لم نقل انعدامها في البقاء في منصبه تماما، كما هي حال تيار اليسار بكل أجنحته، فإن ساركوزي وجوبي راحا ضحية «مقصلة» صناديق الانتخابات التمهيدية التي نظمها تيار اليمين الليبرالي قبل أسبوعين وخرجا منهزمين شر هزيمة.

وعكس خروج هذه الشخصيات «الثقيلة» في المشهد السياسي الفرنسي وبروز أخرى أكثر «شبابا» وأكثر إقناعا من حيث أفكارها، بعد أن كسرت الصورة النمطية التي حكمت لعقود برامج أحزاب اليمين والاشتراكي واليسار وأصبحت تدافع عن توجهات اقتصادية وسياسية أكثر واقعية، حملت في طياتها حقيقة التحولات الفكرية التي فرضتها في أوساط شرائح المجتمع الفرنسي.

فلم تعد الأفكار التي رافع عنها فيون ووجدت صداها لدى أنصار التيار الليبرالي، بعيدة عن تلك التي تراهن عليها مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية المتطرفة في برنامجها الانتخابي، تماما كما هي الحال بالنسبة لمانويل فالس، الذي لا يمانع تبنّي أفكار اقتصادية ليست بالضرورة من «مقدسات « مذهب الاشتراكية الفرنسية ولا حتى مونتبورغ، الذي لا يرى حرجا في إدخال تغييرات جذرية على أفكار اليسار التي لم تعد تواكب قناعات وتوجهات عامة الفرنسيين، الذين بدأوا يميلون باتجاه تبنّي قناعات اقتصادية وسياسية وحتى ذات صلة بالإرث التاريخي لفرنسا الاستعمارية من زوايا ومقاربات جديدة.وهي الأفكار التي لم يعد لساركوزي ولا جوبي ولا هولاند القدرة على تطويرها والدفاع عنها وتسويقها باتجاه رأي عام فرنسي لم يعد يؤمن سوى بما هو واقعي وبراغماتي، وكان ذلك سببا في طي صفحة جيل من الساسة وفتح أخرى لجيل جديد.