لعمامرة في رده على سؤال «المساء»:
مبادرات الجزائر تجاه إفريقيا سيدة وبعيدة عن «الحسابات»
- 814
نفى وزير الدولة، وزير الخارجية والتعاون الدولي السيد رمطان لعمامرة أمس، أن يكون انعقاد المنتدى الإفريقي للاستثمارات والأعمال في الجزائر، والملتقى المنظم مؤخرا حول مساهمة الجزائر في تصفية الاستعمار في إفريقيا، ردا على انسحاب المغرب من القمة العربية الإفريقية المنعقدة مؤخرا بمالابو، مؤكدا في رده على سؤال «المساء» أن الجزائر أكبر بلد في إفريقيا وأنه عندما تقوم بمبادرات لا يكون ذلك كرد فعل على ما يفعل أو ما سيفعل في أي مكان كان، فهي سيدة وبعيدة عن «الحسابات».
لعمامرة أشار ـ على هامش انعقاد المنتدى الإفريقي للاستثمارات و الأعمال بالمركز الدولي للمؤتمرات ـ إلى أن الجزائر كبيرة بحجم قدراتها وصداقاتها وعلاقاتها مع كافة الدول، مضيفا أن برمجة مثل هذه اللقاءات بهذا الحجم يعود إلى زمن طويل وبعد دراسات مسبقة وأن ما تقوم به الجزائر لا علاقة له بما يقوم به أي جار معين.
كما استبعد أن تكون المبادرات المتخذة على المستوى الإفريقي لبعض الدول على غرار ما روّج حول تحويل أنبوب الغاز الذي يزود أوروبا عن مساره (الجزائر) انتقاصا من التعاون بين بلادنا ودول إفريقية، مشيرا إلى وجود عدد من المشاريع المهيكلة للتنمية الإفريقية على مستوى مبادرة (النيباد) من بينها هذا الأنبوب، ليوضح بالقول «نحن لا نفكر وفق وجهة نظر تنافسية، إذا كانت هناك إمكانية لبناء أنابيب كثيرة فأهلا وسهلا، ما يهمنا هو تدعيم التنمية الإفريقية والشراكة واستغلال كافة فرص القارة، كما نرى أن النجاحات التي تحققها الجزائر لا يعني أنها لن تكون في صالح إفريقيا».
وزير الدولة أكد أن التنمية الاقتصادية من مصلحة الجميع والشعوب الإفريقية وأنه على الرغم من طغيان الأمور السياسية في الكثير من القضايا، إلا أن مستقبل الشعوب هو التنمية الاقتصادية التي تستفيد منها كافة دول القارة دون استثناء.
بخصوص عقد المنتدى، أوضح وزير الدولة أنه جاء في الوقت المناسب للجزائر التي شرعت حاليا في تبني النموذج الاقتصادي، فضلا عن أن بلادنا أضحت تنظر للقارة الإفريقية على أنها العمق الاستراتيجي الواعد.
كما أكد أن المنتدى الذي يعرف مشاركة نوعية من حيث الكم والكيف جاء في الوقت الذي شرعت فيه إفريقيا في تنفيذ قرارات إستراتيجية اتخذها رؤساء الدول والحكومات فيما يتعلق بالدفع بعجلة الاندماج الاقتصادي، من حيث إنشاء منطقة للتجارة الحرة وإنجاز عدد من المشاريع في البنية التحتية المعتمدة في إطار الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء (نيباد)، التي تسعى الجزائر من خلالها لتحقيق الأهداف المسطرة. لعمامرة أوضح أن الجزائر تأمل في أن تكون مساهماتها بمثابة قيمة مضافة باعتبار أنه لا أحد يستطيع منافستها في هذا المجال، بحكم أنها كونت أكثر من 100 ألف إطار في كل المجالات، وأبدوا استعدادهم لمساعدة الاقتصاد الجزائري، قبل أن يؤكد بالقول «لا بد من الاستفادة من هذه العلاقة المتميزة مع القارة».
كما نفى أطروحات البعض التي ترى أن انعقاد الملتقى جاء متأخرا بخلاف بعض الدول التي نسجت علاقتها مع القارة، مؤكدا أن هناك العديد من الخطط الإفريقية التي وضعت تماشيا مع المنتدى الذي يختلف في خصوصيته عن باقي المنتديات التي انعقدت في علاقات الدول مع إفريقيا مثل تركيا والصين.
السيد لعمامرة أكد أن المنتدى يعد خطة نوعية لجعل الأفارقة يتحدثون مع بعضهم البعض لكن ليس بالشكل التقليدي، بل بتبني المقاربات التي تتماشى والتحديات الجديدة، مضيفا أن الفرصة متاحة للمتعاميلن الاقتصاديين الذين يلتزمون بالتنمية الاقتصادية بالقارة لتقاسم تجاربهم في سياق الحدود الوطنية، ليستطرد في هذا الصدد «حان الأوان لأن ينظر الجميع إلى أبعد من هذه الحدود وأن يعتبروا الفكرة الاقتصادية الكيان الضروري الحتمي لتحقيق التنمية المنشودة».بخصوص تفشي بؤر التوتر في القارة وتأثيرها على تحقيق الاندماج الاقتصادي، أكد الوزير أن ذلك لا يجب أن يؤثر على الأولويات الاقتصادية، مضيفا أن أصل هذه النزاعات هو اقتصادي واجتماعي بحت بالدرجة الأولى، وأنه لا يوجد أي منطقة في العلم بمنأى عن الضغوط السياسية بما فيها أوروبا التي تعمل وفق قناعة ترقية مصالحها الاقتصادية.