بوطرفة يقدم 3 إغراءات للمستثمرين الأمريكيين

مشروع إنجاز أكبر محطة للطاقة الشمسية بـ4 آلاف ميغاواط

مشروع إنجاز أكبر محطة للطاقة الشمسية بـ4 آلاف  ميغاواط
  • 2376
 ص.محمديوة / واج ص.محمديوة / واج

شكل المنتدى الجزائري - الأمريكي حول الطاقة، المنعقد بمدينة هوستن الواقعة بولاية تكساس بمشاركة شركات النفط الأمريكية الكبرى، فرصة سانحة للجزائر لتقديم فرص الاستثمار في قطاع الطاقة وحتى في قطاعات أخرى واعدة كالفلاحة والصناعة الميكانيكية والسياحة والخدمات. ودعا وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة المؤسسات الأمريكية للإستثمار في الجزائر وإبرام شراكات مثمرة ومستدامة لإنعاش الاستثمار الطاقوي الأمريكي الذي شهد تراجعا منذ عام 2010 بسبب رواج بالدرجة الأولى الغاز والنفط الصخري بالولايات المتحدة.

وقال لدى افتتاح المنتدى الجزائري  ـ الأمريكي حول الطاقة «نحن نعمل على تكثيف جهد استكشاف الحقول وتطويرها ورفع قدرات التكرير وكذا بعث الصناعة البتروكيميائية الشائعة في مدينة هوستن».

وأضاف «ندعو بالتالي المؤسسات الأمريكية للاستثمار في هذه الحقول وإبرام شراكات مثمرة ومستدامة على غرار الشراكات التي تبرم عادة بين البلدين».

وهو ما جعل وزير الطاقة يؤكد أن المنتدى الذي انعقد تحت «شعار بعث الاستثمار الأمريكي في الجزائر» بعد انقطاع دام ست سنوات، يندرج في إطار «الإرادة في إبراز الفرص التي يمكن للبلدين استغلالها من أجل تعزيز تعاونهما وأعمالهما».

وبينما أوضح أمام المشاركين أن الجزائر تتبع «ديناميكية تنموية أقرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حول الانتقال الفعلي من اقتصاد يعتمد أكثر على العائدات النفطية والنفقات العمومية إلى اقتصاد متنوع ومولد للثروات»، ذكر بأن الشراكة الطاقوية بين الجزائر والولايات المتحدة «مكثفة وقديمة». 

ومن أجل تشجيع المؤسسات الأمريكية التي كانت حاضرة بقوة في المنتدى للاستثمار في الجزائر، أوضح سفير الجزائر بواشنطن، مجيد بوقرة أن النموذج الجديد للنمو الذي يرتكز على تنويع الاقتصاد، يمنح فرصا جديدة للاستثمار والأعمال للمؤسسات الراغبة في ذلك. وطمأن المشاركين بأن «البلد لا يوجد على حافة الانهيار مثلما يدعيه الخبراء المزعومين» بسبب الأزمة التي خلفها انهيار أسعار النفط في السوق العالمية. 

ولأن الاحتياطات التي جمعتها الجزائر سمحت لها بالتخفيف من أثر الأزمة، فقد أشار السفير الجزائري إلى أن استقرار الجزائر قد يساعد على ترقية الاستثمارات المثمرة بين الجانبين، مع التركيز على أمن واستقرار الجزائر كشرطين أساسين لأجل تحقيق التنمية الاقتصادية وترقية مناخ الأعمال.

وفي هذا السياق، قدم الطرف الجزائري ثلاثة عروض لفتح شهية المستثمرين الأمريكيين في المجال الطاقوي، يتعلق الأول بالإطار القانوني المسير لمناخ الاستثمار في مرحلة ما قبل الإنتاج ودعم الاستثمار وشراكات سوناطراك في مجالي الغاز والنفط.

كما شرح الظروف التي تعمل الحكومة الجزائرية على توفيرها لتطوير مناخ الاستثمار والترتيبات التي تضمنها قانون المحروقات خاصة فيما يتعلق بالتحفيزات الجبائية لتشجيع النشاطات المتعلقة بالبترول والغاز غير التقليديين والحقول الصغيرة وتلك المتواجدة في المناطق غير المستغلة وفي عرض البحر وكذلك الحقول ذات الجيولوجيا المعقدة والتي تفتقر للبنى التحتية.

وأوضح بوطرفة لرؤساء المؤسسات الأمريكية أن بلادنا دخلت مرحلة التنويع في إطار التنمية المستدامة وشرعت في تنفيذ مخطط وطني لتطوير الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية يرمي إلى تشغيل حوالي 22 ألف ميغاواط من الطاقة الخضراء في آفاق 2035 إلى 2040.

الجزائر ستبني أكبر محطة  لتوليد الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم

وذكر في هذا السياق بأنه سيتم قريبا إطلاق مناقصة دولية ووطنية لإنجاز مشروع لتوليد الطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 4 آلاف ميغاواط. وهو مشروع قال الوزير إنه يتضمن إنجاز مكونة طاقوية تتمثل في إنجاز محطات كهربائية ومكونة أخرى صناعية لإنتاج العتاد والتجهيزات المخصصة لهذه الوحدات.

وقدم بوطرفة مزيدا من التوضيحات أمام المشاركين حول البرامج الاستثمارية في قطاعه، خاصة في مجالي الاستكشاف والبيتروكيمياء، حيث قال إنه يتوقع نموا كبيرا يفوق 80 بالمائة مقارنة بالعام الماضي ضمن البرنامج المتوسط المدى لتطوير الحقول. وسيسمح ذلك ـ إلى جانب الطاقات الجديدة لمضاعفة الاستغلال ـ برفع الإنتاج حسب وتيرة متوسطة تقدر بـ5 بالمائة قبل 2020 إلى حوالي 241 مليون طن معادل نفط.

ويرمي بعث قطاع البتروكيمياء من خلال برنامج طموح تقدر قيمته بـ15 مليار دولار أساسا إلى تغطية حاجيات السوق الوطنية من المنتوجات البتروكيماوية وتطوير مؤسسات صغيرة ومتوسطة وتثمين تحويل المحروقات السائلة والغازية لتحقيق قيمة مضافة أعلى.

كما ستسمح كل هذه المشاريع بتخصيص مبلغ استثماري بقيمة 74 مليار دولار على فترة 2016-2020 للمحروقات، منها 42 مليار للتنمية واستغلال الحقول. وحسب الأرقام التي قدمها الوزير، يقدر المبلغ المخصص لتطوير عتاد الإنتاج والبنية التحتية لنقل وتوزيع الكهرباء والغاز بـ 26 مليار دولار على المدى المتوسط. وفي المجموع يعتزم القطاع استثمار 100 مليار دولار قبل 2020 في مستوى أكد بوطرفة أنه جد هام بالنظر إلى حجم الاقتصاد الجزائري.

وإضافة إلى القطاع الطاقوي، اغتنم الطرف الجزائري هذه المناسبة لعرض فرص الاستثمار في مجال الكهرباء، حيث تطرق مصطفى غيتوني، الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز في مداخلة له إلى آفاق تطوير المجمع والتجربة المعتمدة في مجال تصنيع الكهرباء.

ولدى تحادثه مع عدد من مسؤولي المؤسسات الأمريكية حول التعاون في مجال الطاقات المتجددة، إلتقى وزير الطاقة بكل من بروس كوترايغت، المدير العام لـ«مؤسسة ترمال إنيرجي بارتنير» وجون كروسنيك المدير العام لمؤسسة «دوبون» الشركتان الأمريكيتان المختصان في تطوير مشاريع الطاقة.

كما استقبل كفين هونت، الرئيس المدير العام لـ«فالف تكنولوجي» وسمير سرحان نائب رئيس «آر برودوكت شيميكالز» الذي تطرق رفقته إلى آفاق توسيع الشراكة القائمة بين سوناطراك ومؤسسته في إطار الشراكة المختلطة «هليوس» المتخصصة في إنتاج الهيليوم.

توقعات باسترجاع توازن سوق النفط في السداسي الأول لـ 2017

من جهة أخرى، توقع وزير الطاقة نورالدين بوطرفة لدى تواجده بهوستن الأمريكية استرجاع توازن سوق النفط خلال السداسي الأول من العام القادم، بعدما أشار إلى أن تراجع عرض منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» سيكون أكبر بداية من شهر جانفي القادم.

كما أعرب عن يقينه بأن البلدان خارج منظمة «أوبك» تحترم التزاماتها بتقليص إنتاجها بـ558 ألف برميل يوميا ابتداء من شهر جانفي، بالانضمام إلى عقد تحديد الإنتاج المبرم مع أعضاء المنظمة.

وردا على سؤال حول المناقصة التي أطلقتها المنظمة الأربعاء الأخير للمنتجين خارجها لاحترام التزاماتها بالتقليص لدعم الأسعار ونزع فائض العرض على مستوى السوق، قال بوطرفة «ذكرت الأوبك بأنه يجب احترام هذا الالتزام.. أنا واثق من أنه سيتم احترامه وهو في صالح الجميع».

للإشارة فقط، تنقل وزير الطاقة أول أمس إلى مونتن غرب ولاية تكساس حيث قام بزيارة المواقع البترولية للمجمع «أناداركو» رفقة وفد من قطاع الطاقة وكذا سفير الجزائر بواشنطن مجيد بوقرة ورئيس مجلس الأعمال الجزائري ـ الأمريكي إسماعيل شيخون.