قايد صالح يؤكد خلال اجتماع وزراء دفاع «5+5»:

تعزيز قدرات العمل الاستباقي لمواجهة التهديدات الإرهابية

تعزيز قدرات العمل الاستباقي لمواجهة  التهديدات الإرهابية
  • 791
  م.خ م.خ

أكد الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أول أمس، أن الاجتماع 12 لوزراء دفاع الدول الأعضاء في مبادرة «5+5» الذي تتشرف الجزائر باحتضانه وترؤس أشغاله، يمثل مرحلة نوعية هامة في تعزيز التعاون المشترك، كما يؤكد الاهتمام الذي يتم إيلاؤه للحوار والالتزام بمواصلة الجهود في إطار الشفافية والصراحة والاحترام المتبادل؛ خدمة لإرساء تعاون منسق ومتكاتف؛ ضمانا لاستتباب السلم والاستقرار بالمنطقة.

 جاء ذلك في كلمة  للفريق قايد صالح خلال افتتاح الأشغال، مشيرا إلى أن مبادرة «5+5» هي «رهان المستقبل انطلاقا من ديمومة المنتدى والنظرة المشتركة للدول الأعضاء حول أمن المنطقة، ونوعية العلاقات الإنسانية والبشرية التي نسجت من خلال النشاطات المبرمجة بانتظام، مضيفا في هذا الصدد أن «من البديهي أن تحرص الجزائر المتعلقة بشدة بهذه المبادرة وبمبادئها المؤسسة، على الالتزام بآلياتها، التي تستوجب منا الرد المشترك والملموس على كافة التهديدات التي تتربص بمنطقتنا».

 في هذا الصدد قال إن هذا المنتدى يمثل «إطارا متميزا للتعبير عن تضامن إقليمي، تم تصوره وفق مسعى مشترك وفي خضم منظور تضافر الأعمال حول مصالح مشتركة»، معتبرا أن «التعاون الذي نتقاسمه هو رهان على المستقبل؛ اعتبارا لديمومته وللنظرة المشتركة حول قضايا الأمن ونوعية العلاقات الإنسانية والبشرية التي تسودها الثقة والتفاهم».

 في هذا السياق تطرق الفريق لـ «الحالة الأمنية في المنطقة ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في كافة تجلياتها، والهجرة غير الشرعية»، مركزا على «إرادة الجزائر وجاهزيتها لجعل من المنطقة فضاء للسلم والاستقرار».

 أمام التهديدات التي تلوح في الأفق قال قايد صالح إن الدول الأعضاء في مبادرة «5+5 دفاع»، أعطت لهذه الشراكة حجمها المستحق لاسيما بخصوص الإصرار العازم على تعزيز قدرات العمل الاستباقي، وتقييم التهديدات والتحديات في المنطقة، خصوصا الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وتهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار في البشر والهجرة غير الشرعية وأمواج المهاجرين، التي غالبا ما ينجرّ عنها نتائج وخيمة.   في هذا الشأن أكد أن «السياق الإقليمي والدولي عرف في هذه السنوات الأخيرة، تحولات جيوسياسية معقدة جدا، نجمت عنها أخطار جديدة واختلالات في محيطنا الجغرافي، تستدعي منا القيام بتشاور وثيق وتعاون أكثر كثافة بين مختلف الشركاء الإقليميين».

  نائب وزير الدفاع أوضح أن ذلك «أكد  صواب مبادرتنا كإطار مرن، حمل منذ الوهلة الأولى طموح مسعى مشتركا لإرساء الأمن والاستقرار بالنظر إلى الأخطار والاختلالات التي تحدّق بفضائنا الجغرافي ذات التأثير المباشر على دول المنطقة».

  كما عرّج الفريق قايد صالح في كلمته على  حوصلة مبادرة «5+5 دفاع» منذ انطلاقها سنة 2004، وكذا حوصلة النشاطات التي نفّذتها الجزائر خلال السنوات الماضية، مذكرا بـ «الاستراتيجية التي تبنتها الجزائر في مكافحة آفة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان».

 وذكر أنه «كان من الأهمية بمكان التغلب عسكريا على هذه الآفة وتقزيمها إلى مستوى الإضرار في حدودها الدنيا، لتتخذ بعد ذلك  تدابير سياسية شجاعة قررها فخامة رئيس الجمهورية، وفتحت من خلالها أبواب التوبة بفضل القانون المتعلق بالوئام المدني المتبوع بميثاق السلم والمصالحة الوطنية، الذي زكاه الشعب الجزائري سنة 2005 بالأغلبية الساحقة».

 المتحدث أوضح في الأخير أن «الإجراءات الاقتصادية تجاه الشباب خصوصا التي أُرفقت ببرنامج هادف، مكنت من مسك زمام التوعية في المجال الديني ومكافحة التطرف، بغرض وقاية شعبنا، لاسيما الشباب، من الدعاية الإرهابية وأساليبها ومراميها».

 من جهتهم، قدّم وزراء دفاع دول المبادرة خلال مداخلاتهم، «حوصلة موجزة» للنشاطات المنفذة خلال سنة 2016 من قبل دولهم، مع التركيز على «التزامهم بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية»، مؤكدين على أن «الأمن واحد لا يقبل التجزئة، وأنه يشكل انشغالا مشتركا». كما عبّروا عن «اهتمامهم بتقاسم المعلومات في مجال الأمن، مثمنين مساهمة الجزائر في جهد تطوير المبادرة «5+5 دفاع».

 بعد أن قدّم اللواء محمد زناخري الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني مخطط عمل سنة 2017، صادق بعدها وزراء دفاع الدول الأعضاء في مبادرة 5+5 على هذا المخطط، ووقّعوا على البيان المشترك الذي يتوج سنة الرئاسة الجزائرية ويعرض محاور الأعمال ذات الأولوية، التي يتعين أخذها بعين الاعتبار في السنة المقبلة، التي ستتولى فرنسا خلالها الرئاسة الدورية للمبادرة. 

إثر ذلك تابع الحضور عرض شريط وثائقي حول النشاطات التي نفذتها الجزائر في إطار المبادرة «5+5 دفاع».

 الاجتماع اختُتم بكلمة للفريق قايد صالح، أشاد فيها بـ«الجو المتميز والأخوي والودي» الذي طبع أشغال الاجتماع، مثمّنا ما أبداه الجميع من «جاهزية كاملة للعمل سويا، وهو مؤشر ملموس على الأهمية التي يوليها كل بلد عضو للمسائل التي تؤثر على الأمن في الحوض الغربي للمتوسط، ويعبّر مجددا عن روح التضامن التي تحذو الدول الأعضاء أمام التهديدات والتحديات التي تواجهها المنطقة».

 للإشارة، فإن عقد الاجتماع جاء ليختتم الرئاسة الدورية للمبادرة، والتي تولتها الجزائر خلال سنة 2016. وجمع اللقاء وزراء دفاع الدول الأعضاء في المبادرة، وهي الجزائر وفرنسا وإيطاليا وليبيا ومالطا وموريتانيا والمغرب والبرتغال وإسبانيا وتونس. كما نقل الفريق قايد صالح بهذه المناسبة، تهاني رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني عبد العزيز بوتفليقة، إلى ممثلي الدول الأعضاء، مشيرا إلى الأهمية التي يوليها لهذا الحوار الهام بالنسبة لتعزيز أواصر التعاون في المنطقة.