مثمنا نتائج منتدى الجزائر/ إفريقيا، ومنتقدا مظاهر"الدروشة"

أويحيى يحذّر من العودة إلى المديونية الخارجية

أويحيى يحذّر من العودة إلى المديونية الخارجية
  • القراءات: 508
 محمد .ب محمد .ب

استبعد الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى أمس، دخول حزبه في تحالفات قبل الانتخابات التشريعية القادمة، مشيرا إلى أن "الأرندي" يفضل التقدم لهذه الاستحقاقات ببرنامجه الانتخابي الخاص، لكنه لم يستبعد في نفس السياق إمكانية التحالف بعد الانتخابات مع الأحزاب التي تلتقي معه في مسعى دعم برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وبرنامج الحكومة. واستنكر أويحيى في تعقيبه على تطورات قضية المكمل الغذائي "رحمة ربي"، انتشار مظاهر الدروشة واللصوصية في الجزائر، مجددا مطالبة حزبه بضرورة تشديد إجراءات الرقابة على كافة المستويات.

أويحيى الذي شبه خلال الندوة الصحفية التي نشطها بمقر التجمع ببن عكنون بالعاصمة، دخول حزبه المعترك الانتخابي بدخول فريق رياضي إلى منافسة رياضية، أوضح أن أهم شيء تحرص عليه قيادة الحزب، هو التحضير لفريق جيد، وتقديم برنامج انتخابي يستجيب لتطلعات المواطن، فضلا عن التحسيس بأهمية مشاركة المواطنين في المواعيد الانتخابية، والسهر على تفادي العزوف الظرفي المترتب عن تغيير فئة معتبرة من الناخبين لمقرات سكناهم إثر عمليات الترحيل الواسعة التي عرفتها البلاد.

 وإذ لم يستبعد تسجيل نسبة من العزوف خلال الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة ليست جديدة على الجزائر ولا على باقي الدول، ربط الأمين العام للتجمع الديمقراطي بعض أسباب العزوف بالسياسة الرسمية التي تنظم العملية الانتخابية ذاتها، والتي تعطي لكل شاب بلغ 18 عاما الحق في الانتخاب، في حين أن "الجميع يعلم" على حد تعبيره بأن "أصحاب هذه الفئة العمرية لا تهتم كثيرا بالسياسة والانتخابات". كما أشار المتحدث في نفس السياق إلى تدخل الأوضاع الاجتماعية التي يعيشها المواطنون ضمن أسباب عزوفهم عن الانتخاب، مؤكدا أن من مسؤولية جميع الأحزاب العمل على إعادة الثقة للمواطن وإقناعه بجدوى المشاركة في الانتخابات.

وأكد أويحيى في سياق متصل بأن التجمع الوطني الديمقراطي الذي يحصي اليوم أزيد من 130 ألف مناضل، لا يدخل في أي تحالف قبل الانتخابات التشريعية القادمة، بل سيدخل ببرنامجه الانتخابي الخاص، "غير أنه بعد الانتخابات يمكن أن ينشئ تكتلا أو تحالفا مع أي حزب يشاركه مسعى مساندة رئيس الجمهورية".

«الأرندي" لا يعرف سياسة "الكوطة" والمتمردون أصبحوا خارج الحزب

رفض الأمين العام "للأرندي" الطرح القائل بأن رئيس جهاز الاستخبارات السابق محمد مدين المعروف بـ«الجنرال توفيق" كانت له يد في ترتيب نتائج الانتخابات عن طريق توزيع "الكوطات" على الأحزاب، مشددا على أنه "إذا كانت بعض الأطراف في الأحزاب ووسائل الإعلام تؤمن بنظام "الكوطة" فإننا في التجمع الوطني الديمقراطي نتعب في الحملات الانتخابية ونتعرض للظلم أحيانا ولكننا لا نعرف أبدا سياسية "الكوطة".

وإذ استبعد استعانة الرئيس بوتفليقة، وزير الدفاع الوطني القائد الأعلى للقوات المسلحة بالخبرات العسكرية المتقاعدة على غرار الجنرال توفيق مستقبلا، مؤكدا وجود كفاءات عسكرية عالية تتعاقب على المسؤوليات في الجيش وقادرة على مواجهة كل التحديات المطروحة.

بخصوص المتمردين على قيادة الحزب، والذين تمت إحالتهم على لجنة الانضباط، أوضح أويحيى بأن هؤلاء أصبحوا في تعداد المناضلين السابقين للأرندي، وبإمكانهم إن أرادوا الترشح في قوائم أحزاب أخرى، مذكرا بأن "الأرندي" عرف في السابق رحيل العديد من المناضلين السابقين الذين أسسوا أحزابهم السياسية.

من جانب آخر، جدد المتحدث مباركته لإعلان العديد من أحزاب المعارضة السياسية المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة، مشيرا إلى أن ذلك سيرفع مستوى التنافس الديمقراطي الذي يعود فيه الفصل لاختيار الشعب، كما يضفي شرعية أكبر على المؤسسات.

ندعم الخيارات الاقتصادية للحكومة والمعارضة ليس لها بديل

بخصوص قانون المالية لسنة 2017، جدد أويحيى دعم حزبه للخيارات التي تبنتها الحكومة من خلال الأحكام المتضمنة في هذا القانون الذي ينتظر أن يوقعه رئيس الجمهورية قبل نهاية العام، مهونا من انتقادات المعارضة السياسية لهذا القانون، والتي لا يمكنها ـ حسبه ـ أن تقدم أي بديل..

وإذ أشار إلى أن الشعب لن يموت بعد المصادقة على هذا القانون "بالرغم من صعوبة المرحلة التي جاء فيها، جدد أويحيى تحذيراته من اللجوء إلى الاستدانة الخارجية التي ترهن ـ حسبه ـ السيادة الوطنية، وتفقد السلطات حرية التصرف أمام إملاءات الهيئات المالية الدولية.

وفي هذا الإطار، أوضح أويحيى بأن القرض الذي استلمته الجزائر من البنك الإفريقي للتنمية والمقدر بـ1 مليار دولار يعد استثناء، ولن يتم بعده التوجه إلى الاقتراض، فيما ذكر بأن إقراض الجزائر صندوق النقد الدولي بـ5 ملايير دولار، لا يترتب عليه أي مخاطر، باعتبار أن هذا المبلغ بقي في الصندوق الاحتياطي للجزائر ولم يتم سحبه، كما يمكن للجزائر استعادته بشكل فوري عند مطالبتها به.

«رحمة ربي" دروشة ومصالح الرقابة لم تلعب دورها

في رده على سؤوال حول ما أصبح يعرف بقضية المكمل الغذائي "رحمة ربي" لصاحبها توفيق زعيبط، تأسف الأمين العام للأرندي كون الجزائر تعرف في الفترة الأخيرة توسع حلقة الدروشة واللصوصية، سواء مع هذه القضية أو قضية "الوعد الصادق" أو غيرهما، مرجعا أسباب ذلك إلى ضعف أجهزة الرقابة.

واعتبر المتحدث أن اختيار تسمية المنتوج المعني بـ«رحمة ربي" تعد في حد ذاته مظهرا من مظاهر الدروشة، مذكرا بأن القضية لا تحتاج اليوم إلى الكثير من التعليق على اعتبار أن عدة هيئات قامت برفع دعوى لدى العدالة التي ستفصل في مصير صاحب هذا المنتوج. فيما عاد في مرات أخرى تحدث فيها عن مشروع قانون المالية إلى التأكيد على ضعف أجهزة الرقابة، سواء في مجال تحصيل الضرائب أو مراقبة احترام التجار للأسعار، معتبرا الزيادات التي عرفتها بعض المواد في السوق زيادات غير منطقية.

تامالت توفي في المستشفى وقضيته محل تحقيق قضائي

ردا عن سؤال حول وفاة الصحفي محمد تامالت مطلع الأسبوع الجاري بمستشفى محمد لمين دباغين بباب الوادي بالعاصمة، وعلاقة وفاته بظروف سجنه، ذكر أويحيى بعد ترحمه على روح المرحوم بأن تامالت الذي تمت إدانته بموجب أحكام قانون العقوبات، لم يتوف في السجن وإنما في المستشفى الذي كان متواجدا به منذ شهر أوت الماضي حيث حظي بالرعاية الطبية اللازمة، وأشار إلى أن "الأرندي" يثق في العدالة التي فتحت تحقيقا بخصوص الشكوى التي كان قد رفعها شقيق الفقيد.

حدّاد يبقى صديقي ونتائج المنتدى الإفريقي أكبر من مجرد حادثة

جدّد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي في رده عن سؤال مرتبط بالحادثة التي ميزت افتتاح أشغال المنتدى الإفريقي للاستثمار بداية الشهر الجاري، التأكيد على الصداقة التي تربطه برئيس منتدى المؤسسات علي حداد، معتبرا ما وقع من أخطاء تنظيمية خلال المنتدى لا يغير من طبيعة علاقته مع الرجل، مثلما لا يمكنها أيضا أن تغطي على النتائج الإيجابية التي خلص إليها ذلك اللقاء..

في هذا السياق، أشار أويحيى إلى أنه لا يمكن تجاهل قيمة هذا المنتدى الذي حضره نحو 2000 مدعو من مختلف جهات القارة وعرف توقيع مئات الاتفاقات التي قد تكلل بعقود شراكة واستثمار مربحة، داعيا إلى عدم اختزال هذا الحدث الهام "الذي من العادي أن تقع فيه بعض النقائص" في حادثة عابرة..

دعمنا للرئيس بوتفليقة دائم والتعديل الحكومي من صلاحياته 

تحاشى أويحيى الخوض في الحديث عن عهدة رئاسية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مكتفيا بتجديد دعمه لرئيس الجمهورية بقوله "كجزائريين ومناضلين في الحزب نتمنى له صحة جيدة ومزيدا من القوة على تسيير وقيادة شؤون البلاد". مشيرا إلى أن السيد بوتفليقة استطاع أن يسكت كل الأصوات التي كانت في شهر أفريل من سنة 2014 تشكك في قدرته على تولي تسيير شؤون البلاد. أما حول ما يثار بخصوص إجراء تعديل حكومي خلال الأيام القادمة، أشار المتحدث إلى أن ذلك من صلاحيات رئيس الجمهورية.

الجزائر تؤدي واجبها كما ينبغي مع اللاجئين الأفارقة

وجدد أويحيى خلال الندوة الصحفية التي نشطها في أعقاب إجتماع الدورة الثانية للمجلس الوطني للحزب، دعم الجزائر للاستقرار في ليبيا، معربا عن أمله في أن يعمل الليبيون على تغليب المصلحة العليا لبلادهم من خلال التوافق والوحدة. فيما استنكر من جانب آخر انتقاد بعض الهيئات الدولية لطريقة معاملة الجزائريين للمهاجرين الأفارقة، مذكرا بأن الجزائر التي تعتبر أكثر الدول حضورا دبلوماسيا في القارة، ظلت دوما حريصة على تأدية كل واجبها في استقبال اللاجئين الأفارقة، "غير أن ما يحدث من أعمال عنف له علاقة برغبة هؤلاء الأفارقة الذين نزحوا إلى مدن الشمال من أجل العمل، وما يترتب عنه من مناوشات وأحداث"، وتحدى أويحيى المنظمات غير الحكومية التي تتهجم اليوم على الجزائر، تسليط الضوء على تعامل البلدان التي توجد بها مقراتها مع المهاجرين غير الشرعيين.