إشادة عربية بإنجازات الشرطة الجزائرية في إطار تكريس حقوق الإنسان
بدوي يؤكد حرص الجزائر على تقوية اللحمة العربية
- 534
أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي أمس، حرص الجزائر الدائم على توطيد أواصر علاقات الأخوة بين الأشقاء العرب من أجل تقوية اللحمة العربية في نفس الوقت الذي شدّد فيه على أن التحديات الأمنية الراهنة تتطلب الاستعداد التام للحفاظ على أمن واستقرار البلاد.
وقال الوزير بدوي في كلمة له أمس بمناسبة الاحتفال الرسمي بيوم الشرطة العربي المصادف لـ18 ديسمبر من كل عام الذي تم على مستوى المدرسة التطبيقية للأمن الوطني للصومعة بالبليدة، أن هذا «هو الأمر الذي تدعو إليه الدولة الجزائرية ممثلة في رئيسها السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي يلح على تقوية اللحمة ما بين الشعوب العربية وضمان التعاون فيما بينها».
وأضاف أن الجزائر «تحرص على نجاح التعاون العربي خاصة على الصعيد الأمني دون أن تتوانى أو تبخل في عرض تجربتها في دحر الإرهاب والقضاء على الجريمة بمختلف أنواعها خاصة في مواجهة الشبكات الإجرامية التي تتبنى الأحداث التدميرية».
وزير الداخلية أكد أيضا أن التحديات الراهنة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي «تتطلب منا الاستعداد التام والعمل المتواصل دون هوادة للمحافظة على أمن واستقرار البلاد». وقال إن «التحديات الأمنية التي تحيط بالجزائر إلى جانب التهديدات الإرهابية لعدد من الدول المجاورة التي تعيش ظروف أمنية صعبة وكذا تربص جهات أخرى ببلدنا من دعاة الفتنة وتصاعد أبواق التحريض الذين انتدبوا لمحاولة المساس بوحدة وتماسك وطننا تتطلب منا التأهب الدائم واليقظة التامة حرصا على أداء المهام بأعلى درجات الفاعلية».
لكنه أشار بالمقابل إلى أن الشعب الجزائري يعيش اليوم في كنف الأمن والاستقرار بفضل حنكة ونباهة رئيس الجمهورية، إلى جانب سهر أجهزة الأمن الوطني وأفراد الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية الأخرى على ضمان أمن وسلامة هذا الوطن.
وبقدر ما أكد الوزير على الأهمية البالغة التي توليها الدولة للشرطة وباقي أسلاك الأمن الأخرى، أشاد بالمكانة التي بلغتها الشرطة الجزائرية على المستوى الدولي والإقليمي بدليل تقليدها للمراتب الأولى في مختلف التصنيفات.
وقال إن جهاز الأمن الوطني وضع أسس متينة تتماشى مع المواصفات العالمية مع مراعاة خصوصية المجتمع الجزائري بهدف تأدية مهامه على أكمل وجه في ظل احترام حقوق الإنسان وقوانين الجمهورية.
نفس الموقف عبر عنه اللواء عبد الغني هامل، المدير العام للأمن الوطني الذي قال إن الشرطة الجزائرية من موقعها كمؤسسة جمهورية فإنها مطالبة بالعمل على «توحيد الصفوف العربية ورصها بزرع بذور التآخي وبث ثقافة التآزر في نطاقها العام».
وأكد حرص جهاز الشرطة الجزائرية على تفعيل ميكانزمات التعاون مع نظيراتها في القطر العربي تماشيا مع السياسية العامة للدولة الجزائرية التي نلمسها في عمل دبلوماسيتها المبنية على الدعوة «للمحافظة على الكيان العربي والحل السلمي لنزاعات وانتهاج المصالحة كعلاج ناجع لأي موطن عليل».
وهو ما جعله يعتبر أن الشرطة العربية ومصالح أمنها مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بالتشاور فيما بينها وتبادل التجارب والخبرات للنهوض سويا بمهمة ضمان أمن المواطن العربي وحماية ممتلكاته.
ولأن الجريمة اكتست ثوبا جديدا في وقتنا الحالي، فقد أكد المدير العام للأمن الوطني على أهمية التسلح بالعلم الحديث للتحكم في معدات التكنولوجيا وتسخيرها بطريقة مجدية لفائدة النشاط الشرطي من خلال الاستثمار في العنصر البشري والتكفل به مهنيا واجتماعيا وتكوينه بأحسن طريقة.
ولتحقيق الغاية المنشودة، فقد أكد اللواء عبد الغني هامل أن الشرطة الجزائرية انطلقت بصفة فعلية في مراجعة مناهج تكوينها بشكل يستجيب لمقتضيات الساعة مع تأكيده على ضرورة إشراك المواطن ليكون رجل الأمن الأول خدمة للأمن العام واستثبات الاستقرار.
اللواء هامل أكد أيضا أن الجزائر، وبفضل احترافية وبسالة جيشها وتضحيات شرطتها، اكتسبت خبرة لا يستهان بها في معالجة ظاهرة الإرهاب، مكنتها من دحره والقضاء عليه وتجفيف منابع تمويله في تجربة أصبحت مرجعا يقتدى بها على الصعيد الدولي.
وتضمنت كلمة الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان التي قرأها نيابة عنه مراقب الشرطة المكلف بالصحة والنشاط الاجتماعي والرياضي، شهادة عرفان وتقدير «للمكانة المرموقة التي بلغتها الشرطة الجزائرية على الصعيدين البشري والمادي من خلال المشاركات القيّمة التي تثري بها جداول مختلف المؤتمرات والاجتماعات والتجارب الناجحة التي تتيح للدول الأعضاء الاستفادة منها».
كما تضمنت إشادة بـ»الإنجازات القيمة التي حققتها الشرطة الجزائرية في إطار تكريس تام لحقوق الإنسان والتركيز غير مسبوق لشرطة الجوار وتعزيز علاقات الثقة والتعاون مع المواطن وفعاليات المجتمع المدني».
للإشارة، فقد تمت تسمية المدرسة التطبيقية للأمن الوطني بالصومعة باسم المجاهد الراحل عبد المجيد بوزبيد الذي تم تكريم عائلته بهذه المناسبة من قبل وزير الداخلية والجماعات المحلية والمدير العام للأمن الوطني.
كما قام وزير الداخلية رفقة المدير العام للأمن الوطني والوفد المرافق لهما بتدشين مدينة للتدريب تتربع على مساحة 80 مترا مربعا تضم عدة مرافق تسمح للطلبة بالقيام بتدريبات تحاكي الواقع، إضافة إلى تدشين المسبح شبه الأولمبي للمدرسة.
وعرفت الاحتفالات تقليد رتب عدد من موظفي الشرطة إضافة إلى تكريم الموظفين الذين أحيلوا على التقاعد. كما عرف الحفل حضور عدة وزراء يمثلون قطاعات مختلفة على غرار وزير النقل والأشغال العمومية بوجمعة طلعي إلى جانب قائد الناحية العسكرية الأولى اللواء حبيب شنتوف والوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالأمن والاستعلامات اللواء عثمان طرطاق وكذا شخصيات معروفة وإطارات الأمن الوطني وممثلي المجتمع المدني.