اختتام الندوة عالية المستوى حول السلم والأمن بإفريقيا

تثمين دور الجزائر والتزام بمواصلة التشاور والتنسيق 

تثمين دور الجزائر والتزام بمواصلة التشاور والتنسيق 
  • 597
ج  .  الجيلالي  ج  .  الجيلالي 

أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية، السيد رمطان لعمامرة، أمس، بوهران، في الكلمة الختامية لندوة السلم والأمن بإفريقيا دعم الجزائر الكلي لمختلف المساعي التي تقوم بها القارة الإفريقية من أجل إحلال السلم والأمن بمختلف دولها دون استثناء أو إقصاء. مشيرا إلى أن وقوف الجزائر إلى جانب إفريقيا في مختلف قضاياها العادلة هو من صميم العمل الميداني الذي تقوم به الجزائر والقناعات التي تؤمن بها.

وإلى جانب ذلك، اعتبر محافظ السلم والأمن بالاتحاد الافريقي السفير إسماعيل شرقي أن أشغال الندوة كانت ناجحة إلى أبعد الحدود مبرزا بالمناسبة الدور الفعال الذي تقوم به الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي من أجل استتباب الامن والسلم رغم عدد كبير من النزاعات التي تبرز هنا وهناك من حين إلى آخر. 

وفي هذا الإطار، اعترف عدد من المشاركين في هذه الندوة بالدور الهام والكبير الذي تقوم به الجزائر من أجل أن تكون القارة الافريقية سيدة في معالجة قضاياها الداخلية وأن تجد الحلول المناسبة لمختلف مشاكلها دون تدخل من أي كان من الدول الخارجة عن النطاق الافريقي ٫.

ومن هذا المنظور اعترف عدد من وزراء الخارجية الأفارقة الموجودين بوهران بالتفاهم الكبير ما بين مختلف أعضاء الندوة الأمر الذي مكنهم من التوصل إلى عدد من القرارات الهامة في ظروف عمل ممتازة.

وعلى هذا الأساس، اتفق المجتمعون على مستوى ندوة السلم والامن بإفريقيا على ضرورة تكثيف التشاور وتبادل المعلومات في كافة المجالات وعدم احتكارها لأم ذلك لا يساعد الأعضاء الممثلين للقارة الافريقية في مجلس الأمن الدولي في شيء زيادة على أن انعدام اتضاح الرؤى ما بين الأعضاء الثلاثة، من شأنه أن يضعف الموقف الافريقي في مختلف المحافل الدولية لا سيما على مستوى مجلس الأمن الدولي الذي يتم خلاله دراسة أكبر عدد من المشاكل والعمل على حلها من منطلق أن أكبر عدد من الإشكالات المطروحة إفريقية، فمن واجب الأفارقة العمل على إيجاد الحل لمشاكلهم داخل الهيئات الافريقية التابعة للاتحاد الافريقي، كما جاء ذلك على لسان وزير الخارجية التشادي الذي عبّر عن النظرة الافريقية للأمور المختلفة زيادة على أن هذه الرؤية سبق أن دافع عنها وزير الشؤون الخارجية الانغولي، حينما قال إنه من واجب الأفارقة أن يهتموا بأنفسهم بمشاكلهم قبل طرحها خارج الأطر الافريقية وهو ما يعزز الفكرة التي بادر بها السيد إسماعيل شرقي، الذي أكد أكثر من مرة على وجوب العمل الجماعي والتنسيق الكلي ما بين مختلف الدول الافريقية من أجل التكلم بصيغة واحدة أمام العالم وفي مختلف المحافل الدولية، مطالبا الأفارقة بالتحدث باسم الأفارقة من أجل دعم الحلول الافريقية لمشاكلهم ومشاكل غيرهم من الأمم 

العمل على إسكات السلاح قبل 2020

من منطلق المشاكل الكثيرة التي تعرفها القارة الافريقية طالب المشاركون في الندوة الرابعة للسلم والأمن بضرورة التشديد على تنسيق العمل ما بين مختلف أعضاء الاتحاد الافريقي لا سيما في مجال الأمن والسلم والاستقرار والعدالة الاجتماعية لفائدة الشعوب من خلال تحقيق التنمية المحلية التي توفر كثيرا من العمل لمجلس الأمن والسلم بالاتحاد الافريقي، من أجل العمل الميداني على إسكات السلاح بشكل نهائي أو جزئي على الأقل في مرحلة أولى، وإسماع صوت آخر هو صوت الرقي والازدهار والنماء لصالح الكل دون استثناء .

تنسيق العمل بين مجلس السلم والأمن الافريقي ومجلس الأمن الدولي

أما فيما يخص التمثيل الافريقي على مستوى مجلس الأمن الدولي فقد أكد المشاركون في الندوة الرابعة رفيعة المستوى على ضرورة العمل المنسجم للأفارقة الممثلين للقارة الافريقية على مستوى مجلس الأمن الدولي، وذلك من خلال ضمان الاتصال الدائم ما بين الأعضاء الثلاثة وبقية أعضاء الاتحاد الافريقي إلى جانب دعم وسائل العمل وتجديد طرقها وبالتالي العمل على تحقيق المتابعة الفعّالة والميدانية لمختلف القرارات المتخذة، ولا سيما فيما يتعلق بالقضايا الافريقية التي يتم اتخاذ القرارات الحاسمة بشأنها وإعطاء الفرصة والوقت الكافي لممثلي القارة الافريقية لتنسيق الجهود والمواقف للتعبير الفعال والفعلي على المواقف الافريقية وبالتالي الدفاع عنها بالطريقة التي يراها الأفارقة أنفسهم مناسبة لهم.

أما فيما يتعلق بمختلف عمليات السلم التي تعمل الأمم المتحدة على تنفيذها، فأكد الأفارقة المشاركون في الندوة عالية المستوى المجتمعين بوهران، على ضرورة اتفاق الرؤى ما بين الهيئة الأممية والاتحاد الافريقي والعمل على إدماج القرار 1325 لمجلس الأمن الدولي في مختلف المجهودات التي تقوم بها من أجل استتباب السلم والعمل على التحسيس وتوفير الوعي الكافي قبل اتخاذ أي قرار يمس بالسمعة الافريقية التي يعمل فيها سياسيوها على التفهم الشامل لمختلف الأسباب التي أدت وما زالت تؤدي إلى تفشي عدد من الظواهر السلبية في بلدانها لا سيما تلك المتعلق بالإرهاب والتهريب بمختلف أنواعه وعدد أخر من المشاكل الكبيرة التي يعمل الأفارقة على إيجاد الحلول المناسبة لها في الإطار القانوني الموافق لها.

ومن هذا المنطلق يعمل القادة الأفارقة على ضرورة تعبئة وتجنيد الآليات المناسبة للأمم المتحدة لضمان تدعيم الطاقات المتوفرة من أجل الحصول على الدعم التقني المناسب لمختلف الهيئات الجهوية، وكذا الدول الأعضاء لمساعدتها في إيجاد الحلول المناسبة الفعّالة لمحاربة التطرف والعمل على القضاء النهائي عليه.

التأكيد على تنسيق العمل الميداني

من جانب آخر اتفق المشاركون في ندوة وهران رفيعة المستوى على ضرورة التنسيق العملي والميداني ما بين الأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن ومجلس الأمن والسلم للاتحاد الافريقي خاصة وإنه تم دعوة الأعضاء إلى الحضور إلى مقر الاتحاد الافريقي من أجل المشاركة في إيجاد الحلول المناسبة لكافة المشاكل المعالجة من طرف الاتحاد الافريقي وفي هذا الإطار يعترف أعضاء الندوة رفيعة المستوى بأنه رغم الجهود الكبيرة المبذولة في هذا الشأن إلا أن النتائج الملموسة والمحققة ما زالت بعيدة عن الآمال المرجوة، الأمر الذي جعل الجميع يتفق على بذل المزيد من الجهد من أجل التوصل إلى اتفاق يقضي بمزيد من التنسيق من أجل القارة الافريقية وأبنائها الغيورين الذين يهمهم كثيرا تطور القارة في مختلف المجالات لا سيما الأمنية باعتبارها الحجر الأساس وبالتالي الاقتصادية منها والتجارية، وهو ما يمكن الأفارقة من تحقيق التبادل فيما بينهم نتيجة للعمل الميداني في مختلف المجالات الحيوية التي تدفع بهم إلى العمل بدل التنابز والتناحر الذي لا يريده أي إفريقي لنفسه ولا لغيره.

وعلى هذا الأساس يعمل الاتحاد الافريقي على تدعيم التشاور ما بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي والأعضاء الثلاثة الممثلين للقارة الافريقية في هذا المجلس، وكذا الأعضاء العشرة الآخرين المتواجدين بالمجلس الأممي بهدف اتخاذ القرارات المناسبة الخاصة بالاتحاد الافريقي ومختلف الدول الافريقية. وفي الختام أكد الأفارقة المجتمعون بوهران على مستوى الندوة عالية المستوى الخاصة بالأمن والسلم في القارة الافريقية، على أنهم سيلتقون مجددا العام المقبل في نفس المكان وكلهم أمل في أن تكون القرارات المتخذة قد عرفت طريقها إلى التجسيد الميداني، وأن لقاءاتهم لها معنى ومغزى ليكون ذلك حافزا لهم من أجل مواصلة العمل على إسكات السلاح في القارة الافريقية قبل حلول عام 2020 في إطار المجهودات الكبيرة التي يعمل الجميع على تحقيقها في إطار القارة الافريقية من دون نزاعات تذكر.