مع إبقاء الأبواب مفتوحة أمام التيار الإسلامي والوطني

«العدالة والنهضة» تندمجان

«العدالة والنهضة» تندمجان
  • 755
محمد / ب محمد / ب

وقعت جبهة العدالة والتنمية وحركة النهضة، أمس، على "الوثيقة الإطار" لتحالفهما السياسي الذي يكرس اندماج أبناء حركة النهضة التاريخية في عمل مشترك. وأعلن الحزبان بالمناسبة الإبقاء على هذا التحالف الاستراتيجي مفتوحا لباقي الأحزاب السياسية ليس فقط في التيار الإسلامي بل حتى في التيار الوطني، وذلك لكون أهداف هذا المسعى تصب في "خدمة مصالح البلاد وتقوية اللحمة بين أبناء الوطن".

شهد حفل الإعلان عن هذا التحالف الاندماجي الذي احتضنته "دار الجزائر" بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، حضور بعض الوجوه المعروفة في الساحة السياسية الوطنية، ولا سيما منها إطارات وقادة أحزاب التيار الإسلامي، على غرار مصطفى بلمهدي واحمد الدان من حركة البناء الوطني وعبد الرزاق عاشوري من جبهة التغيير وأبو جرة سلطاني الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، والوزير الأسبق للاتصال عبد العزيز رحابي، فضلا عن رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله والامين العام لحركة النهضة محمد ذويبي، خطاب مختلف المتدخلين الذين تداولوا على المنصة بمن فيهم الضيوف ارتكز على الدعوة إلى تثمين هذا التحالف التاريخي، عبر التحاق مختلف التشكيلات الممثلة للتيار الإسلامي إليه "دعما "لحلم الوحدة" الذي ظل يتطلع إليه أبناء هذا التيار في الجزائر".  

في هذا الإطار، أعرب رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله عن أمله في التحاق أبناء التيار الإسلامي المعتدل ولا سيما منهم حركتا البناء الوطني والتغيير بهذا التحالف، الذي قال بأنه جاء ليخدم الجميع وليس لضرب أي أحد، داعيا إلى تبني الصدق والإخلاص في العمل من أجل إنجاح هذا المشروع الذي على أساسه ينتصر الإسلام وتنتصر الجزائر على حد تعبيره.   

من جهته، أكد الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، أن التحالف بين الحزبين لا يعني إعادة التاريخ أو الوقوف عند حدود الماضي بقدر ما هو فرصة لبناء المستقبل وإعادة الاعتبار لكل من ساهم في بناء هذا الصرح النهضوي الكبير. مشيرا في نفس الصدد إلى أن مشروع التحالف الاستراتيجي يندرج ضمن رؤية تستمد شرعيتها من تضحيات الجزائريين ونضالهم المستمر للمساهمة في تحقيق تطلعات الشعب وبناء جزائر قوية وآمنة ومستقرة ومزدهرة.

وبعد أن عدد الأهداف المتوخاة من هذا التحالف الذي يرمي حسبه، إلى ترشيد الساحة السياسية وتأهيلها للقيام بواجباتها كطرف فاعل في المعادلة الوطنية، ذكر ذويبي بأن تزامن إعلان الاندماج السياسي بين الحركيتين السياسيتين مع استحقاقات سياسية هامة في تاريخ الجزائر، يفرض على التحالف بين الحزبين أن يكون في مستوى هذه الاستحقاقات وأن يتجاوز كل العقبات والعراقيل القانونية، بما يؤهله لأن يكون رقما مهما في الخارطة السياسية المستقبلية، "وأن يقدم للجزائر خيرة ما يملك من كفاءات نزيهة ونظيفة تشكل قوة اقتراح وتكون نموذجا للمنتخب على المستوى الوطني والمحلي..".

وبارك الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، أبوجرة سلطاني، ميلاد التحالف الاندماجي بين الحزبين الممثلين للتيار الإسلامي، معتبرا بأن مبادرتهما تجعل الطريق سلسا لانضمام باقي أبناء هذا التيار، الذي وصفه بصمام الأمان للوحدة الوطنية،  وقال بأن بدونه "يفقد العمل السياسي طعمه".

وإذ أبرز سلطاني مزايا وحدة هذا التيار في المواعيد الاستحقاقية، وأهمية دخولهم في قائمة واحدة موحدة بدلا من الدخول بـ8 قوائم متفرقة، دعا في نفس السياق كل الأحزاب الوطنية إلى عدم تضييع الفرصة التاريخية للاندماج والوحدة.

للإشارة، فقد حددت قيادتا حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية بالموازاة مع توقيعهما على الوثيقة الإطار للاندماج السياسي التوافقي، التي تضم الأهداف والقواعد والهيكل التنظيمي الذي يشمل المؤسسات والقاعدة، آجال تنفيذ الاندماج الوثيقة المتضمنة للرؤية السياسية لهذا المشروع. وتقرر إرجاء الإعلان عن مؤسسات وهياكل التشكيلة الموحدة وكذا تسميتها إلى ما بعد الانتخابات التشريعية القادمة، فيما يدخل الحزبان هذه الانتخابات بقوائم مشتركة في شكل تكتل شبيه بتكتل الجزائر الخضراء.